مراقبون يتوقعون المزيد من الاغتيالات لإجهاض مساعي الكاظمي للتهدئة مع المتظاهرين

Sunday 10th of May 2020 09:22:37 PM ,
العدد : 4669
الصفحة : اخبار وتقارير ,

 ذي قار / حسين العامل

تجدّدت التظاهرات وسط مدينة الناصرية أمس الاحد ( 10 أيار 2020 ) وذلك استجابة لمهلة الكوت واحتجاجاً على محاولة اغتيال الناشط أزهر الشمري ، وفيما أكد دائرة صحة ذي قار أن الحالة الصحية للناشط المدني أزهر علي الشمري مازالت حرجة بعد إصابته بعدة إطلاقات بالبطن إثر محاولة اغتيال تعرض لها في ساعة متأخرة من ليلة السبت في حي سومر أحد ضواحي مدينة الناصرية ،

و يرى مراقبون بعودة شبح الاغتيالات لاستهداف متظاهري الناصرية محاولة من أطراف سياسية ومليشياوية لإجهاض مساعي الكاظمي للتهدئة مع المتظاهرين.

وقال علي الناصري للمدى إن " المئات من المتظاهرين شاركوا بتظاهرات الناصرية التي انطلقت من ساحة الحبوبي باتجاه تقاطع التربية وجسر الزيتون "، مشيراً الى أن " التظاهرات تأتي استجابة لدعوة متظاهري الكوت بتنظيم تظاهرة وطنية يوم العاشر من أيار للتأكيد على مطالب المتظاهرين التي تحاول القوى السياسية الالتفاف عليها ".

وأشار الناصري الى أن " القوات الأمنية حاولت التصدي للمتظاهرين إلا أنها لم تفلح واكتفت بمسك مواقعها ومشاغلة المتظاهرين بعمليات كر وفر".

ومن جانبه قال مدير قسم إعلام قيادة شرطة ذي قار العقيد فؤاد كريم للمدى إن " التظاهرات متواصلة وهي تتوزع في مناطق تقاطع البهو وقرب مديرية الزراعة باتجاه جسر الزيتون"، نافياً حصول مواجهات كبيرة بين القوات الأمنية والمتظاهرين.

واستدرك كريم أن " القوات الأمنية عزّزت انتشارها في محيط التظاهرات وواجهت رمي الحجارة من قبل المتظاهرين بالمزيد من ضبط النفس "، مؤكداً تبادل عمليات كر وفر بين القوات الأمنية والمتظاهرين من دون استخدام الذخيرة الحية".

ومن جهتهم قال ناشطون في ساحة الحبوبي للمدى إن " مسلحين مجهولين يستقلون سيارتين فتحوا النار ليلة أمس الأول السبت على الناشط المدني أزهر علي الشمري عندما كان يستقل دراجته النارية في منطقة حي سومر وأصابوه إصابات بليغة نقل على إثرها الى المستشفى لتلقي العلاج"، واضافوا بلهجة مشحونة بالتهكم من ضعف الإجراءات الأمنية أن " المسلحين لاذوا كالعادة بالفرار وإن القوات الأمنية فتحت تحقيقاً بالحادث ".

مشيرين أن جرائم الاغتيال التي تستهدف المتظاهرين عادت من جديد بعد أن توقفت لأكثر من شهر حيث اغتيلت الناشطة النسوية في تظاهرات الناصرية أنوار جاسم مهوس يوم الاحد ( 5 نيسان 2020 ) وأصيب ولدها بجروح على يد مجموعة من الملثمين داهموا منزلها الواقع في حي سومر بالناصرية. 

ومن جانبه قال مدير عام دائرة صحة ذي قار الدكتور عبد الحسين الجابري للمدى إن " مستشفى الحبوبي وسط الناصرية استقبل في ساعة متأخرة من ليلة السبت المصاب أزهر علي الشمري وهو في حالة حرجة إثر إصابته بعدة اطلاقات نارية في منطقة البطن "، مبيناً أن " الإطلاقات النارية تسببت بإصابات مباشرة في البنكرياس والكبد والأمعاء".

وأوضح الجابري أن " فريقاً من الأطباء أجرى تداخلاً جراحياً للمصاب وهو يرقد حالياً في ردهة العناية المركزة في مستشفى الحبوبي "، منوهاً الى أن " حالة المصاب مازالت غير مستقرة ".

ومن جانب آخر يرى مراقبون للشأن المحلي أن تصعيد عمليات الاغتيال واستهداف الناشطين في مجال التظاهرات بالتزامن مع قرار الحكومة الجديدة بإطلاق سراح جميع المعتقلين من المتظاهرين هو محاولة من أطراف سياسية ومجاميع متطرفة لخلط الأوراق واجهاض مساعي الكاظمي للتهدئة مع المتظاهرين.

وقال المراقب الإعلامي رعد سالم الزهيري للمدى إن " عودة جرائم اغتيال المتظاهرين وأعمال العنف هي محاولة لخلط الأوراق ووضع العصي في عجلة الحكومة الجديدة عبر تأزيم الأوضاع الأمنية والسياسية في البلاد ولاسيما في مدينة الناصرية التي تعد عاصمة الثورة "، مبيناً أن " الأسابيع التي سبقت تشكيل حكومة الكاظمي شهدت انخفاضاً بجرائم الاغتيال وتخفيفاً بحدة التوتر في ساحات التظاهر لكن بالأمس واليوم نرى تصعيداً في الناصرية والكوت من خلال اغتيال الناشطين والدفع باتجاه التوتر وارتكاب المزيد من أعمال العنف".

وأشار الزهيري الى أن " الأطراف السياسية والمجاميع المسلحة التي لم تحصل على ما كانت تريده من حكومة الكاظمي يمكن أن تكون هي من تقف وراء عمليات التصعيد الأخيرة"، مبيناً أن " تشكيل حكومة الكاظمي فيه بوادر انفراج و حالة من تخفيف التوتر بين الحكومة والمتظاهرين ولاسيما مع قرار حكومة الكاظمي بالإطلاق سراح عن جميع المعتقلين من المتظاهرين ".

ويرى الزهيري أن " بوادر الانفراج هذه لا تصب في مصلحة الأطراف التي لم تحصل على حصتها من مغانم السلطة ولهذا هي تحاول خلط الأوراق وتصعيد وتأزيم الاوضاع لإحراج الحكومة "، مؤكداً إن " ما يحصل هو تصعيد سياسي بامتياز وتقف خلفه جهات حزبية ومجاميع مسلحة سبق أن اعلنت موقفها الرافض لتولي الكاظمي منصب رئيس الوزراء".

من جانبه كتب الناشط في تظاهرات الناصرية الدكتور نجم عبد طارش على صفحته الشخصية على الفيس بوك عقب اغتيال الناشط أزهر الشمري قائلاًً : محاولة اغتيال الأخ أزهر الشمري عمل يخلط الأوراق ويربك الاستقرار والسلم في مدينتنا السلامة لك الحبيب أزهر الشمري".

هذا وقد تباينت آراء المتظاهرين في محافظة ذي قار حول مهلة الكوت التي دعت الى تظاهرة وطنية أمس الاحد ( 10 أيار 2020 ) لتأكيد أصرار المتظاهرين على مطالبهم ، ففي الوقت الذي أعلن فيه متظاهرو قضاء الشطرة دعمهم لمتظاهري الكوت واستعدادهم للمشاركة بتظاهرات يوم الأحد حيث القي بيان تأييد في هذا المجال القاها أحد المتظاهرين وسط حشود المتظاهرين في الشطرة الذين رددوا خلفه جملة من الهتافات المؤيدة للمهلة من بينها ( من الشطرة حد الكوت اليوم الثورة تبين ) و ( الشطرة تطك وتعور .. والكوت وياها ). نرى أن موقف المتظاهرين في ساحة الحبوبي بالناصرية تباين ما بين الرغبة بالمشاركة المحدودة مع عدم التصعيد والتحفظ على توسيع مساحة التظاهرات في ظل مخاطر انتشار العدوى بفايروس كورونا .

وكان المحتجون في محافظة ذي قار، قد ندّدوا باستمرار عمليات الاغتيال للناشطين في تظاهرات ساحة الحبوبي، وسط الناصرية، مطالبين بإيقاف مسلسل الاغتيالات ومحملين الأجهزة الأمنية مسؤولية تلك الحوادث.

وكان متظاهرو محافظة ذي قار حمّلوا يوم الاثنين ( 6 نيسان 2020 ) قائد شرطة المحافظة مسؤولية اغتيال الناشطة النسوية أنوار جاسم مهوس وأعمال العنف الأخرى التي تستهدف المتظاهرين ، وفيما أكدوا مواصلة تظاهراتهم بصورة أقوى بعد الخلاص من وباء الكورونا ، شدّدوا على التزامهم بحظر التجوال تفادياً لمخاطر انتشار والوباء .

ويواجه المتظاهرون في ساحة الحبوبي بالناصرية جملة من الخروق الامنية المتكررة حيث تعرضت ساحة الحبوبي لعدة هجمات دامية وتفجير عبوات ناسفة راح ضحيتها العشرات من المتظاهرين في خيم الاعتصام بالساحة المذكورة فيما تعرض أكثر من عشرة ناشطين في مجال التظاهرات للاغتيال على مدى الأشهر القليلة الماضية من بينهم الشهيد حسن هادي مهلهل الذي اغتيل يوم الاثنين ( 13 كانون الثاني 2020 ) في جنوب الناصرية والشهيد الناشط المدني علي محمد مكطوف العصمي الذي اغتيل في يوم الجمعة ( 20 كانون الأول 2019 ) قرب تمثال الشيباني والشهيد الناشط علي خالد الخفاجي الذي اغتيل على يد مجهولين يوم الثلاثاء ( 31 كانون الأول 2019 ) ، والناشطة النسوية أنوار جاسم مهوس التي اغتيلت يوم الاحد (5 نيسان 2020) ، في حين تعرض كل من علي الغزي وطارق الجحيشي لمحاولتي اغتيال في قضاء الغراف يوم الخميس 19 كانون الاول 2019 أصيبا على أثرهما بإطلاقات نارية غير قاتلة ، فيما نجا الناشط مرتضى الشيخ علي من محاولة اغتيال تعرض لها مساء يوم الاربعاء ( الاول من كانون الثاني 2020 ) في ناحية الفضلية ( 15 كم جنوب الناصرية ). فيما اصيب المحامي المدافع عن قضايا المتظاهرين علي معارج الازيرجاوي يوم الاربعاء ( 12 شباط 2020 ) بجروح مختلفة اثر محاولة اغتياله من قبل مجهولين وكذلك اصيب المتظاهر محمد سعد بجروح مختلفة إثر محاولة اختطاف فاشلة بعد خروجه من ساحة الحبوبي يوم الخميس ( 20 شباط 2020 ). في حين تعرضت منازل عدد آخر من المتظاهرين للاستهداف بالعبوات الناسفة من بينهم وسام الذهبي وعدي الجابري واخرون.

وتبلغ حصيلة ضحايا التظاهرات في محافظة ذي قار 120 شهيداً من الأول من تشرين الأول 2019 لغاية نيسان 2020 فيما سجلت المؤسسات الصحية اكثر من 2500 إصابة بين صفوف المتظاهرين معظمها ناجمة عن الرصاص الحي والقنابل الدخانية .