كواليس: لِمَ لم يتم إعمار (مسرح الرشيد؟)

Monday 25th of May 2020 08:38:54 PM ,
العدد : 4680 (نسخة الكترونية)
الصفحة : الأعمدة , سامي عبد الحميد

تواصل المدى نشر الأعمدة الثقافية، والتي سبق وأن أرسلها الفنان الرائد الراحل سامي عبد الحميد إلى المدى، بغية النشر. والمدى إذ تنشر هذه الأعمدة تؤكد الحضور الثقافي الفاعل الذي كان يميز فناننا الكبير.

 سامي عبد الحميد

جاء في الأخبار ان وزير الثقافة في المملكة المغربية قرر تشييد عشرة أبنية مسارح في مملكته وذلك بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للمسرح والذي يعد حدثاً ثقافياً بامتياز ومناسبة لتقييم الوضع المسرحي في المغرب والوقوف عند المكتسبات وكذلك لاستخلاص الدروس والتركيز على التحديات والإكراهات التي يعيشها المسرح المغربي في هذه المرحلة مبرزاً أن اليوم الوطني للمسرح يشكل مناسبة ايضاً لاستحضار رواد المسرح المغربي الذين اثروا المسرح والثقافة المغربية. 

مثل هذا الاهتمام بالفن المسرحي إن دلَّ على شيء فأنما يدل على أهمية العمل المسرحي في التطور الثقافي للبلد ودوره في تنمية الوعي بالواقع المعيشي والتطلع الى مستقبل أفضل والى تهذيب ذائقة المجتمع وتحسين الخلق، كل ذلك يحدونا الى التساؤل: لِمَ لم يتم إعمار مسرح الرشيد رغم المطالبات المتكررة من قبل العاملين في الحقل المسرحي بضرورة إعماره مع علمهم ان ذلك لا يكلف مبالغ باهظة. لقد قامت وزارة الثقافة العراقية مشكورة بإعادة إعمار (مسرح المنصور) في المنطقة الخضراء مع العلم أن استخدامه في الوقت الخاص للعروض المسرحية ليس من السهولة بمكان لوقوعه في منطقة تستحق الحذر في حين أن مسرح الرشيد ليس كذلك. وقد سمعنا أن دولة قطر أبدت استعدادها لإعادة إعمار مسرح الرشيد فلم لا نرحب بهذه المبادرة الكريمة؟ 

كنا نفخر بوجود بناية مسرحية في بغداد هي الاصلح للعروض الدرامية وكان ضيوف المهرجانات المسرحية التي كانت تقام في بغداد يحسدوننا على وجود مثل هذا مسرح فدعونا نعيد فخرنا بإعادة إعمار مسرح الرشيد. يظن البعض أن الاسم (الرشيد) هو الذي يمنع إعادة الإحياء، فما أسهل أن يستبدل الاسم وليصبح (مسرح بغداد) أو (مسرح العاصمة). ونحن على أبواب إقامة مهرجانين مسرحيين احدهما محلي تتعهده نقابة الفنانين بدعم مالي من الهيئة العربية للمسرح، إمارة الشارقة، وآخر دولي تتعهده دائرة السينما والمسرح وبدعم مالي من وزارة الثقافة العراقية، نرى من الضروري التفكير بإعادة إعمار مسرح الرشيد وتوفير المبالغ اللازمة لذلك ولو باللجوء الى تبرعات مالية من بعض الشركات وان تم ذلك فيحسب لوزارة الثقافة ووزيرها الحالي الدكتور عبد الأمير الحمداني انجازاً ثقافياً مهماً.