ظلّ الماء كأسي

Tuesday 2nd of June 2020 07:54:22 PM ,
العدد : 4687 (نسخة الكترونية)
الصفحة : عام ,

عادل الياسري

صباحك ..،

استدارت دقائقه

الشمس ديدنها الوقوف

أنت الذي لفّت بك الأرض

قبل الحدائق

الكرم في بستانها

والطير عاشقة للندى

هل رأتك الحمامة

ظلاّ لعشق راود الرأس

أم كنت الذي داهمته الهواجس

أنّ بغداد انبهار

بها يلبس الورد فستان العشيقة

بها الطائر

تستلقي على جناحيه الشجيرات

هل كان عاشقك الجلّنار ؟

هل نخلة تفيّأتها زمان الطفولة 

مدّت برأسك الجذر؟

حتى انتهى بك الكفّ

للحلم تلمسه

تتوهّم الأنهار

أشجارا ظلالها الماء

استدر لظلّك

الشمس نادت عليه

لكنّ أذانها شربت أصداءه الريح

اللّيالي كأسها الرمل

لا خمر في حقيبتها

لا كتاب المفاتيح تقرأه

انّك المنسيّ في كينونة

تناولت حبّاتها

العارفون بها ليس لأقدامهم مجرّات

لا لأيامهم لمسة

غنّتك أفنان الشجيرات 

سقسقة لم يشتر الرمّان ألحانها

انتبذت مسطبة

جاءك اليوسف

قبل أن يطأ الخوف أغنية 

أتت البلاد

أو يطالها الخراب

الريح سرّت لنجمة 

رأت بها الشمس

في الماء سابحة

والحصان بقرصها يسأل الطين زادا

صلاة لأمك الأبواب تحفظها

بها تتعبّد

وأنت الذي في الكأس

صافحت أسراب الملائكة

في طقس عشتار

الأسى حافظ سرّك

الليل تندهه العابرات بلا خفر

يقرأن أسئلة القبلات

عن شجر لم تمسّه النار

عن ليلة في المرايا اختبأت

قبل أن يقطف اللصوص زنبقها

سيّدي ..،

أيّها السائر في ظلمة

لاتكلّم الشمس 

قد يسمع الغرباء اقترابها 

من وتد تبيض الحمامة فوقه

فيرقص الطير من الألم