قائد أميركي رفيع: الحوار الستراتيجي مهم جدًا ونرجح بقاءنا في العراق

Wednesday 17th of June 2020 08:01:17 PM ,
العدد : 4700 (نسخة الكترونية)
الصفحة : سياسية ,

 ترجمة / حامد احمد

خلال خطاب له في حفل تخرج أكاديمية الجيش الاميركي قال الرئيس الاميركي دونالد ترامب ان هناك حاجة لانهاء "عصر الحروب التي لا نهاية لها" مستشهدا بهزيمة تنظيم داعش كإشارة بالضرورة الحتمية لتخلي الجيوش الاميركية عن التزاماتها خارج البلاد .

لكن خبراء يقولون، انه مع دخول الحوار الستراتيجي مع العراق اسبوعه الثاني، فان اعتقاد ترامب فيما اذا كانت القوات الاميركية في العراق هي جزء من ذلك العصر أو لا، من شأنه ان يحسم قضية نفوذ ايران أو مستقبل عودة تهديدات داعش في البلد .

جيمس فيليبس، باحث لدى مؤسسة هيريتيج فاونديشن لشؤون الشرق الاوسط، قال لموقع واشنطن اكزامينر الاخباري: "من الواضح جدا ان تنظيم داعش بدأ باستعادة قوته، يبدو ان البيت الابيض يركز الان على انتخابات تشرين الثاني اكثر مما يركز اهتمامه على ما يجري على الارض داخل العراق. وعلى هذا المنوال فان نفوذ ايران في العراق قد يزداد وكذلك تهديد داعش ."

واضاف فيليبس بقوله "ايران تنظر الى الولايات المتحدة على انها اكبر تهديد من داعش. ايران تريد ان يظهر العراق كبلد ضعيف مقسم يعتمد على طهران لحفظ امنه."

غالبا ما كان ترامب يصرح بانه ملتزم بتعهده في احتواء ايران، ولكن وعوده بالانسحاب من الشرق الاوسط قد تتعارض مع ما تعهد به.

اعلن ترامب يوم السبت الفائت بان تنظيم داعش قد انتهى وان الولايات المتحدة لن تشارك بعد "في حروب مزمنة في اراضي بعيدة حتى ان كثيرا من الناس لم يسمعوا بها ابدا"، مؤكدا ان خلافة التنظيم الوحشي قد دمرت بنسبة 100% تحت ادارته .

لكن الباحث فيليبس قال ان "الحرب ضد داعش لم تنته بعد. انه غير قادر على السيطرة على ارض خلال النهار، ولكنه خلال الليل يصبح اقوى ويستطيع تنفيذ هجمات ."

قائد القيادة المركزية الاميركية الجنرال كينيث ماكينزي، اوضح من جانبه ان استمرار المعركة ضد داعش ومواجهة نفوذ ايران بقيت مبررات حيوية لبقاء القوات الاميركية في العراق .

وقال ماكينزي متحدثا عن داعش خلال مناقشة عبر دائرة تلفزيونية لمعهد الشرق الاوسط "فيما يتعلق الامر بالسيطرة على ارض معينة، فان التنظيم لم يعد قادرا على مسك قطعة ارض، ولكنه ما تزال له القدرة على تنفيذ هجمات . "

وقال ماكينزي الذي اشرف على المعارك في العراق وافغانستان "طرد الولايات المتحدة من العراق هو هدف تطمح له ايران ."

وكانت كتل برلمانية شيعية قد صوتت في كانون الثاني، عقب هجوم الطائرة المسيرة الذي تسبب بمقتل القائد العسكري الايراني قاسم سليماني، على قرار غير ملزم بطرد القوات الاميركية من العراق. 

ومن الجدير بالذكر ان العراق في ذلك الوقت لم تكن لديه حكومة فاعلة اصيلة .

في شهر أيار، انتخب البرلمان مصطفى الكاظمي رئيسا للوزراء، وهو مدير مخابرات سابق وعلى دراية جيدة بالتهديدات التي تواجه بلاده ما وراء السياسات ومفهوم السيادة .

ويقول فيليبس ان المهم اكثر هو تعهد ترامب بعدم تكرار الاخطاء التي ارتكبها الرئيس اوباما في العراق .

واضاف قائلا "الرئيس ترامب كان منتقدا شديدا للرئيس اوباما للانسحاب السريع من العراق، ولا اتوقع انه يريد تكرار ذلك ."

ويقول الباحث فيليبس ان النتيجة المحتملة للمفاوضات هي انسحاب تدريجي للقوات الاميركية والتي سيتم استبدالها بقوات حلف الناتو، وبهذا لن يكون هناك مبرر لقيام فصائل مسلحة باستهدافها على اساس قوات اميركية .

مسؤول في الناتو قال لموقع، واشنطن اكزامينر، الاثنين بان مهمة الحلف في العراق تختلف .

وقال المسؤول "مهمة حلف الناتو في العراق هي مهمة غير قتالية"، واصفا اهداف الحلف ببناء مؤسسات امنية فعالة وراسخة مع قوات مسلحة قادرة على محاربة الارهاب وداعش .

وكان لقاء وزراء دفاع حلف الناتو في شباط قد انتهى باتفاقهم على تعزيز دور الحلف في العراق.

واضاف المسؤول قائلا "الاشهر الاخيرة شهدت تحديات ولكن مهمتنا في العراق في طريقها للعودة ونحن ماضون قدما للتخطيط للمستقبل سوية مع شركائنا العراقيين. نحن نعمل وفقا للوضع القائم على الارض ."

ولكن مهمة الناتو تمثل جزءا صغيرا فقط مقارنة بالوجود الاميركي، حيث يتراوح عددهم بحدود 500 بين مستشار ومدرب وكادر اسناد.

الجنرال ماكينزي وصف المفاوضات الحالية مع الحكومة العراقية بانها "مهمة جدا" وقال انه يعتقد ان الحكومة ستفضل استمرار بقاء القوات .

وقال ماكينزي الاسبوع الماضي "باعتقادي ان الحكومة العراقية ستطلب الاحتفاظ بقوات التحالف والقوات الاميركية ."

عن: موقع واشنطن اكزامينر الاخباري