المرحلة الثانية من الحوار الستراتيجي: واشنطن تركز على هجمات الفصائل.. وبغداد تفكر بأزمتها الاقتصادية

Wednesday 8th of July 2020 09:11:11 PM ,
العدد : 4718 (نسخة الكترونية)
الصفحة : سياسية ,

 ترجمة / حامد أحمد

بعد اكثر من ستة أشهر على الضربة الجوية الاميركية في بغداد التي اغضبت برلمانيين عراقيين واشعلت فتيل المطالبة باخراج القوات الاميركية والاجنبية من البلاد، يتحدث قائد القوات المسلحة الاميركية لمنطقة الشرق الاوسط بتفاؤل الان عن امكانية الابقاء على تواجد عسكري دائمي في العراق ولكن بعدد أقل .

بعد لقائه برئيس وزراء العراق الجديد مصطفى الكاظمي، الثلاثاء، قال قائد القيادة المركزية للجيش الاميركي الجنرال فرانك ماكينزي، انه يعتقد بان العراقيين يرحبون بالقوات الاميركية وقوات التحالف، خصوصا في المعركة المستمرة لمنع مسلحي داعش من تهديد البلد مرة أخرى .

وقال الجنرال ماكينزي في تصريحات صحفية عبر الهاتف بعد ساعات من مغادرته العراق "اعتقد انه بتحركنا الى أمام، فانهم سيطلبون منا ان نبقى معهم. لا أشعر بان هناك رغبة في الوقت الحالي بالنسبة لنا لان نغادر بشكل متهور. وأنا مقتنع جدا بذلك ."

وتصاعدت في كانون الثاني توترات بين الولايات المتحدة والعراق بعد ضربة جوية من طائرة مسيرة اميركية قرب مطار بغداد تسببت بمقتل الجنرال الايراني قاسم سليماني ونائب قائد قوات الحشد ابو مهدي المهندس. برلمانيون عراقيون غاضبون من كتل سياسية شيعية صوتوا على قرار غير ملزم باخراج القوات الاميركية وقوات التحالف من البلاد . وفي ردها على مقتل سليماني، اطلقت ايران في 8 كانون الثاني هجوما عنيفا بصواريخ بالستية على قاعدة عين الاسد الجوية في العراق والتي تسببت بجروح ارتجاجية في الدماغ لاكثر من 100 جندي اميركي كانوا متواجدين هناك. بعد مرور شهرين قصفت طائرات مقاتلة اميركية خمسة مواقع ردا على الهجوم مستهدفة مقاتلين لفصائل مسلحة تتهمهم بضلوعهم في الهجوم الصاروخي الذي حدث في كانون الثاني .

وكان الرئيس الاميركي دونالد ترامب قد تعهد باعادة القوات الاميركية الى الوطن وينهي ما يسميه حروب اميركا اللامنتهية. ولكنه حذر إيران ايضا من رد أميركي قوي إذا ما قامت فصائل مدعومة من ايران بمهاجمة أميركيين في العراق . القوات الاميركية بعد غزوها للعراق عام 2003، غادرت البلد في 2011. عادت القوات الاميركية للعراق عام 2014 بعد اجتياح تنظيم داعش لمساحات واسعة من البلد . آخر زيارة للجنرال ماكينزي الى العراق كانت في مستهل شهر شباط، حيث تسلل الى البلاد لساعات قليلة بقاعدة في وقت كان النفس المعادي للاميركان في أوجه مع احتجاجات عنيفة وهجمات صاروخية متكررة على السفارة الاميركية .

مع ذلك فقد تحسنت العلاقات اكثر منذ ان تسلم الكاظمي رئاسة وزراء البلاد. وبينما تستمر بعض الكتل البرلمانية مثل كتلة الفتح بمطالبتها بانسحاب القوات الاميركية، انطلق من جانب آخر حوار ستراتيجي بين الولايات المتحدة والعراق لمناقشة العلاقة المستقبلية بين البلدين .وقال ماكينزي ان الولايات المتحدة تدرك بان الكاظمي يمر بموقف صعب وهو يحاول التعامل مع جميع الاطراف ضمن الحكومة للمحافظة على علاقات متوازنة بين الولايات المتحدة وايران .

وكانت الولايات المتحدة قد انتقدت حكومة العراق لعدم قدرتها على كبح فصائل مسلحة مدعومة من ايران يعتقد بانها تخطط الهجمات الصاروخية. وتعهد الكاظمي بحماية القوات والمنشآت الدبلوماسية الاميركية من الهجمات. واضاف الجنرال ماكينزي متحدثا عن الكاظمي "اعتقد ان ما يمر به الان كما لو انه يعالج لغما ارضيا. اعتقد انه علينا مساعدته. إنه في موقف صعب جدا ."

وقال انه يأمل للقاء القادم المزمع اقامته بين الولايات المتحدة والعراق هذا الشهر ان يكون وجها لوجه ولكن الاحتراز من وباء كورونا قد يؤثر على ذلك. من المتوقع ان تغطي المباحثات مدى واسعا من العلاقات الثنائية، حيث ستركز واشنطن في اولوياتها على المعدلات المستقبلية لحجم قواتها في العراق والهجمات المستمرة للفصائل المسلحة، في حين ستركز بغداد اكثر على ازمتها الاقتصادية المروعة .

قال الجنرال ماكينزي "بالتأكيد نحتاج لبعض التواجد الاجنبي في العراق. ولا اعتقد ان ذلك يتطلب نفس حجم القوات الحالية، لانه بالنهاية سيكون ذلك قرارا سياسيا وليس عسكريا. ولكنني اعتقد ان العراقيين الان يدركون ويرحبون ويقيمون ما نفعله لاجلهم."

هناك ما يقارب من 5000 الى 6000 جندي اميركي في العراق . ولم يتطرق الجنرال الاميركي عن حجم القوات التي قد تبقى في العراق. ولكنه قال ان قوات تقليدية عراقية تقوم الان بتنفيذ عمليات بنفسها. وان قوات اميركية واخرى تابعة للتحالف مستمرة بتنفيذ مهام تدريب وعمليات مكافحة ارهاب بمشاركة قوات كوماندوز عراقية. وقال ان أي قرارات نهائية ستكون منسقة مع الحكومة العراقية . وقال الجنرال انه كلما ازدادت القوات العراقية كفاءة، كلما كانت الحاجة لقوات التحالف أقل .

 عن: أسوشييتدبرس