أبطال العراق تهاجم مركز عمليات داعش والانتحاريون يعودون إلى حزام بغداد

Monday 13th of July 2020 08:35:24 PM ,
العدد : 4722 (نسخة الكترونية)
الصفحة : سياسية ,

 بغداد/ المدى

دمرت الحملة العسكرية التي تنفذ منذ ايام قرب الحدود الشرقية مع ايران، مواقع مهمة لتنظيم "داعش" كانت تستخدم لشن هجمات على ثلاث محافظات.

بالمقابل كشفت القوات الامنية عن تسلل جديد، لانتحاريين لاول مرة منذ نحو 4 سنوات، في منطقة قريبة من بغداد.

ودخلت الحملة العسكرية الجديدة ضمن سلسلة عمليات "ابطال العراق"، يومها الثالث وقد تستمر عدة ايام، وهي اطول عملية حتى الان منذ بداية العام الحالي.

ويعود اتساع العملية وحجم القوات المشاركة، الى حساسية المنطقة التي تنفذ فيها الحملة، وتماسها مع المناطق المعروفة بـ"المتنازع عليها".

الخلافات مع البيشمركة 

واكد نائب قائد العمليات المشتركة الفريق الركن عبد الامير الشمري، استمرار عمليات ابطال العراق الرابعة، فيما أشار إلى ان العمليات تميزت بالتعاون والانسجام بين القطعات الامنية. وكانت بعض وسائل الاعلام المقربة من فصائل مسلحة، قالت ان القوات الكردية "البيشمركة" قد منعت القوات الاتحادية من الوصول الى بعض المناطق في شرقي ديالى، ما دفع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الى "اعادة القوات منعا للاحتكاك".

وذكر الشمري في بيان أن: "العمليات تهدف إلى تعزيز الامن والاستقرار وضبط الحدود الفاصلة مع القيادات المجاورة واعادة النازحين إلى مناطقهم في ديالى".

واضاف ان "جهاز مكافحة الارهاب نفذ عملية تطهير الحد الفاصل بين القوات الاتحادية والبيشمركة، باسناد مكثف من قبل طيران الجيش والقوة الجوية".

واشار الى ان "العمليات اسفرت عن قتل عدد من الارهابيين وضبط مضافات لعصابات داعش تحتوي على اسلحة وعبوات واحزمة ناسفة "، مؤكدًا "تجريد كل البنى التحتية لداعش في تلك المناطق خلال العمليات".

وبحسب مصادر لـ(المدى) في ديالى وصلاح الدين، ان المناطق التي استهدفتها العمليات في جبل حمرين المطلة على المحافظتين والتي تمتد الى ايران "تعتبر مراكز قيادة داعش في المناطق الشمالية".

وكان القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي، قد زار ديالى يوم السبت الماضي، للإشراف على انطلاق عمليات أبطال العراق/ المرحلة الرابعة من (مقرات قيادة العمليات المشتركة/ ديالى والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي )".

وقال الكاظمي اثناء الزيارة ان "عملياتنا هي من أجل توفير الحماية لأبناء شعبنا في المناطق التي انطلقت منها وسنستمر في ملاحقة أي تهديد للعصابات الإرهابية".

ولاول مرة منذ اعلان بغداد القضاء على تنظيم "داعش" منذ نحو 3 سنوات، تدخل القوات الامنية معاقل التنظيم قرب الحدود الايرانية، شرقي العراق، بقوة كبيرة تتكون من 15 تشكيلا عسكريا.

تفتيش القرى 

الى ذلك اكدت خلية الإعلام الأمني، بان قوات الشرطة الاتحادية أجرت تفتيشاَ لـ 10 قرى، وعثرت على كدس للعتاد، ضمن عمليات أبطال العراق.

وقالت الخلية، في بيان امس، إن "قوات الشرطة الاتحادية، وضمن عمليات ابطال العراق بمرحلتها الرابعة لليوم الثالث وضمن محور قاطع مسؤوليتها تواصل تقدمها نحو تحقيق الاهداف المرسومة لها".

وأضافت أن "الاتحادية تمكنت من العثور على وكرين و7 صواريخ نمساوي و5 قنابر هاون 120 ملم، وقنبرتي هاون 82 ملم وعتاد سلاح (14.5)عدد (300) اطلاقة وعلى درعين نسيجيين، وقد تم تفتيش وتطهير (10) من القرى والبساتين".

كما أعلنت الخلية في بيان منفصل، ضبط وكر للإرهابيين في خانقين بداخله 10 كغم من مادة C4، وعدد من العبوات والأحزمة الناسفة.

وقالت الخلية امس، إن "قوة من لواء مغاوير عمليات ديالى تضبط وكرًا للإرهابيين في منطقة زور نهر الوند في خانقين بداخله ٤ احزمة ناسفة وعدد من العبوات الناسفة ومساطر تفجير وأكثر من ١٠٠ كغم من مادةC4 ".

وأضافت الخلية أنه "تم التعامل مع المواد المضبوطة أصوليًا".

العملية مستمرة 

وكانت قيادة العمليات المشتركة، قد اكدت أن عمليات أبطال العراق في مرحلتها الرابعة مستمرة حتى تحقيق الأهداف كافة. وقال المتحدث الرسمي باسم القيادة، اللواء تحسين الخفاجي للوكالة الرسمية العراقية يوم الاحد، إن "نتائج المرحلة الرابعة لعمليات أبطال العراق كانت جيدة، حيث نفذت القوة الجوية ضربات لأهداف في سلسلة جبال حمرين". وأضاف اللواء، أن "سلاح الجو الفرنسي وجه ضربة موفقة في سلسلة جبل قرجو، أسفرت عن تدمير العديد من الأنفاق التي يستخدمها داعش".

وأشار إلى أن "محور الفرقة المدرعة التاسعة قام بتطهير ورفع الكثير من العبوات الناسفة وكذلك محور الشرطة الاتحادية ومحور الحشد الشعبي"، لافتا إلى أن "العمليات مستمرة إلى أن تحقق أهدافها، ولا يوجد وقت محدد لها". وأكد أن "الهدف من هذه العمليات هو فرض الأمن وتدمير البنى التحتية لتنظيم داعش الإرهابي فضلا عن إدامة الزخم على التنظيمات الإرهابية".

حزام بغداد

والى الجنوب من مناطق العمليات، قتلت القوات الامنية خمسة انتحاريين بعد محاصرة وكر لهم غربي بغداد، مؤكدةً مقتل مقدّم وإصابة جندي أثناء العملية. وجرت العملية في منطقة ترتبط مع الفلوجة وعامرية الفلوجة، حيث كانت "الزيدان" التي جرى فيها الحادث ــ التابعة لقضاء ابو غريب نحو 20 كم غرب بغداد ــ مسرحًا لهجمات "داعش" قبل 6 سنوات.

وقبل 9 اشهر من سقوط الموصل بيد داعش، كانت مصادر قد اكدت وجود جماعات مسلحة تابعة لتنظيم القاعدة – اذ ان داعش باسمها الحالي لم تكن متداولة- في منطقة الزيدان.

وبحسب المعلومات حينها، ان العناصر المسلحة تحاول السيطرة على ثكنات للجيش وأبراج المراقبة، فيما جرت في مطلع عام 2014، اشتباكات مسلحة بين المسلحين وقوات الجيش استمرت حتى الصباح. وبحسب بيان لخلية الاعلام الامني، امس، إنه "وفقًا لمعلومات استخبارية دقيقة، نفذت الاستخبارات في وزارة الداخلية (خلية الصقور، استخبارات بغداد) بالاشتراك مع طائرة مُسيّرة مِن التحالف الدولي، وبإسناد من الفوج الأول في اللواء 54 عملية نوعية في قرية المعامرة الزيدان".

وأضافت أنه "تمكنت خلالها من محاصرة وكر مهم يوجد بداخله خمسة إرهابيين انتحاريين، حيث داهمت القوة المشتركة هذا الوكر، وقام أحد الإرهابيين بتفجير نفسه عند عملية اقتحام الوكر واستطاعت القوة مِن قتل جميع الإرهابيين الانتحاريين الذين كانوا بداخله". وأشارت الخلية إلى أن "العملية أسفرت عن استشهاد ضابط برتبة مقدم مِن الفوج الأول لواء 54 ومنتسب مِن الفوج التكتيكي لخلية الصقور".

وتقول مصادر امنية في العاصمة لـ(المدى) ان "الانتحاريين تسللوا من مناطق اخرى، وكانوا يستعدون لتنفيذ هجمات في بغداد".

وكانت مناطق حزام بغداد، قد شهدت آخر عمليات تفجير بواسطة انتحاريين في عام 2016، في فترة عمليات الفلوجة لطرد تنظيم "داعش".

وقال قائد الشرطة الاتحادية السابق الفريق رائد شاكر جودت في حزيران 2016، ان "قوات اللواء الثامن باسناد الجهد الاستخباري تمكنت من اعتقال قيادات داعش بما تسمى ولاية الجنوب منطقة الزيدان غرب بغداد".

واضاف، انه "تم العثور على مواقع سرية لتدريب الانتحاريين ومضافة تحوي كميات كبيرة من المتفجرات واجهزة التصنيع والتفجير والتحكم".