طلبة الموصل بين فكي ضعف الإنترنيت وانقطاع الكهرباء

Tuesday 14th of July 2020 07:26:20 PM ,
العدد : 4723
الصفحة : سياسية ,

 ترجمة / حامد احمد

عندما اجتاح تنظيم داعش مدينة الموصل عام 2014 لم يجد طلبة المدارس والكليات في المدينة مجالا لمواصلة دراستهم . وفي عام 2017 تحررت المدينة بحملة عسكرية نفذتها القوات العراقية وباسناد جوي من طيران التحالف، ولكن منذ ذلك الوقت وعملية اعادة الاعمار تجري ببطء شديد، فضلا عن ذلك فان التعليم عبر الانترنيت بسبب الاجراءات الاحترازية من تفشي وباء كورونا، ثبتت صعوبته بالنسبة لطلبة الموصل .

عبد الله ثائر كان في مرحلة انهاء دراسته الثانوية عندما اجتاح داعش مدينته الموصل في عام 2014 حيث اخترقت شاحنات مليئة بمسلحي داعش مدينة الموصل شمالي العراق وهي تحمل رايات التنظيم السوداء.

يقول ثائر انه على مدى الثلاث سنوات التي تلت الاحتلال قضاها ماكثا في البيت تقريبا. وكما هو الحال مع الآلاف آخرين من سكان الموصل، كان مقيدا باحكام التنظيم الارهابي الوحشية.

وقال ثائر، متحدثا لموقع اذاعة ذي وورلد the world الاخبارية وهو يستذكر تلك الايام "كنت اعيش كما لو أنني في سجن، كنت اخرج من البيت للضرورات فقط ."

لم يبد تنظيم داعش اي رحمة تجاه اهالي الموصل، كان ينفذ عمليات اعدام جماعية ويطوف بالمعتقلين في مواكب عبر شوارع الموصل لترهيب الآخرين وكل من يعارض احكامه التعسفية .

يقول ثائر، ان التعليم الاعتيادي توقف بشكل كامل. لقد مرت الان ثلاث سنوات منذ تحرير الموصل. وكان العراق قد حصل على تعهدات من مؤتمر المانحين الدولي بقيمة 30 مليار دولار لاعادة اعمار الموصل. ولكن ثائر يقول بان عملية اعادة الاعمار تجري ببطء شديد جدا .

الان ومع تفشي وباء كورونا، اصبح التعليم عبر الانترنيت كوسيلة بديلة. ولكن مدينة الموصل تفتقر الى شبكة كهرباء يعول عليها، وكثير من الاهالي ليست لديهم امكانيات مالية لتسديد نفقات خدمة الانترنيت .

طلبة مثل ثائر، الذين انتقلوا الان للدراسة الجامعية، قلقون ازاء الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي والحالة المتردية لخدمة الانترنيت في ان تؤثر على دراساتهم. هو مع ملايين آخرين من الطلبة الشباب العراقيين حرموا على مدى سنوات من التعليم بسبب تنظيم داعش . ليس لديهم مجال الان في ان يهدروا مزيدا من الوقت بدون تعليم .

على مدى عدة سنوات اعتاد ثائر، مجبورا على ان يعلم نفسه بنفسه .

ومضى بقوله "خلال الايام الاولى من احتلال داعش كانت خدمة الانترنيت موجودة، لهذا قمت باستنساخ آلاف من كتب بي ديف أف وبدأت بتطوير بعض المهارات، كنت احب قراءة الروايات وكتب من هذا القبيل. كنت اقرأها باللغة الانكليزية وهي اللغة التي تعلمتها منذ صغري ."

في عام 2016 شنت القوات العراقية برفقة قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة هجوما عسكريا لاستعادة الموصل من قبضة داعش .

بدأت المعارك بالازدياد ضراوة، وخلال احدى المعارك انفجرت سيارة مفخخة امام دار ثائر، ولحسن الحظ لم يصب احد بأذى.

وفي نهاية المطاف وفي احد ايام تموز اللاهبة خلال العام 2017 اعلن رئيس الوزراء في حينها حيدر العبادي، النصر على داعش وتحرير الموصل. الرجال رقصوا في الشوارع ونساء وزعن الحلوى.

وأعيد فتح بعض المدارس منذ ذلك الوقت ، بضمنها جامعة الموصل حيث يدرس ثائر اللغة الانكليزية. ولكن التحدي ما يزال قائما، مع المحاولة في مواصلة الدروس افتراضيا عبر شبكة الانترنيت مع كل المشاكل المرافقة بانقطاع التيار الكهربائي وتردي خدمة الانترنيت.

مؤمن مهند حسن 24 عاما، يدرس ترجمة لغة انكليزية، قال "يا الله، عسى ان لا ندرس على الانترنيت. خدمة الانترنيت هنا متردية جدا. قبل يومين كان صديقي لديه امتحان وذلك الامتحان تم تأجيله ثلاث مرات ."

ويقول مؤمن ان قوة شبكة الانترنيت مستمرة بالتناقص وعندما ترجع الخدمة تكون الكهرباء قد انقطعت، مشيرا الى ان هناك تحديات اخرى ايضا. على سبيل المثال ان اغلب الطلاب غير معتادين على التعليم عبر الانترنيت .

واضاف مؤمن قائلا "على سبيل المثال هناك بعض الطلبة لا يعرفون كيفية تحميل ملف او ان يعد ورقة وورد ثم يحملها على تطبيق كلاس روم في متصفح غوغل ."

الامتحان النهائي لثائر لهذا العام سيستمر لساعتين. ويقول ان الشيء الوحيد الذي يستطيع فعله هو ان يتمنى من الله ان لا تنقطع الكهرباء. 

عن: موقع the world الاخباري