رأيك وأنت حر: المدارس الكروية .. الهدف والنتيجة

Thursday 23rd of July 2020 07:52:06 PM ,
العدد : 4731 (نسخة الكترونية)
الصفحة : الأعمدة , ممتاز توماس

 ممتاز توماس

لم تعد أغلب شعارات المدارس الكروية في العراق تنطوي على دوافع بريئة لرعاية اللاعبين الصغار، بل أخذ البعض يبحث عن أغراض تجارية وراء تأسيسها وليس تطوير المواهب كهدف معلن ضمن برنامج الفئات العمرية مثلما أشار إليه الزميل إياد الصالحي في تقريره يوم الأربعاء 22 تموز 2020 بعنوان (مدرسة عمو بابا .. تسويق الموهوبين مجهول والهيكلية رهن التقرير الفني)! 

هناك تجارب عدّة في هذا المجال تفرز عن ايجابيات وسلبيات، وهذا بالطبع يعتمد على الأهداف المرجوّة من برامج الفئات، فإن كانت مشروع دولة في كل الألعاب الرياضية، وليس كرة القدم فقط، فإن النتائج ستكون جيدة لا محالة واعتماداً على التنظيم والتنسيق والخطط والبرامج طويلة الأمد المُعدّة لهذا الغرض والكفاءات التدريبية ومناهج التدريب المدروسة والعلمية والنفسية التي تراعى فيها المراحل التطويرية والعمرية والصفات التي تسيطر على تصرّفات وسلوكيات الصغار مع التقدّم بالعُمر ومحاولة اقناعهم بالبقاء والاستمرار بالتدريب .

أما إذا كانت المقترحات التي أوردها الصالحي استناداً لما تفضّل به الدكتور شامل كامل والمدرب يونس جاسم القطان تخصّ الأندية دون استثناء وفي المحافظات جميعاً، هنا يكون دور اتحاد كرة القدم ووزارة الشباب والرياضة الدعم والتشجيع وتزويد هذه الأندية بالمناهج التدريبية الموحّدة والتي يجب أن تنظّمها لجنة فنية مختصّة من المدربين الكفوئين والأكاديميين منبثقة من اتحاد اللعبة أو الوزارة، لأن المناهج الموحّدة المدروسة بعناية تسهم في تطوير وصقل مواهب الصغار مع مراعاة توفير أجواء الفرح والبهجة والأمان والسلامة والأرضية المناسبة والمعاملة الأبوية، ومن الأفضل فسح المجال لأولياء أمور اللاعبين بالتواجد في تدريبات الفرق الصغيرة ليشعر البُرعم أو الشبل بالمكان ويتمتّع بنفسية ودافعية عاليتين وتقبّل كبير للتدريب .

إن مسؤولية الاتحادات عن كل لعبة رياضية تحتاج الى تشكيل لجان أخرى للمتابعة ومساعدة المدرّبين وتقييم عملهم ومطابقة تدريباتهم مع المناهج المعدّة لذلك، أما التخلّص من ظاهرة التزوير بالأعمار فالأمر يحتّم على اتحاد الكرة ووزارة الشباب تشكيل لجنة إدارية متخصّصة لفحص وتدقيق الوثائق الخاصة بكل طفل وهذه تسهم في تسهيل مهمّة المدرّب بحيث يكون مركّزاً بدرجة أكبر على التدريب وتطوير أبنائه اللاعبين .

في نهاية كل مرحلة تدريبية تستغرق من شهر الى ثلاثة أشهر يتم خلالها اختيار اللاعبين المؤهّلين والموهوبين الواعدين تنظم لهم مسابقات في بغداد أو أي محافظة أخرى مؤهلة تمتلك البنى التحتية والإمكانيات والملاعب، وتنظّم هذه الاحتفالية والمنافسات بمناطق الوسط والشمال والجنوب، وقد تشارك فرق الصغار لأجل التعرّف على المستويات التي وصلتها مع تقييم عمل المدربين وجهودهم وتميّزهم.

بعد انتهاء اختيار أبطال هذه الأندية من قبل كل مناطق العراق، تنظّم المرحلة الأخيرة للمنافسة في بغداد أو أي مكان آخر وبين الفرق الفائزة في المناطق (الوسطى والجنوب والشمال، ويجب تخصيص جوائز وهدايا لكل الفرق الفائزة واختيار أفضل اللاعبين الموهوبين، والهدافين والواعدين لتشجيعهم على التواصل مستقبلاً والتعلّق باللعبة.

إن مثل هذه المشاريع إذا ما أراد لها النجاح والانتاج فإن الدولة هي الراعية الأولى لها وتهيّأ كل أشكال الدعم المادي والمعنوي والنفسي والإعلامي، وبعد ذلك تبدأ المرحلة الأخيرة في اختيار اللاعبين الذين أظهروا مستويات جيدة، وكذلك المدرّبين لتشكيل المنتخبات الوطنية لكل الفئات العمرية، وهنا يبدأ توفير الطبيب النفسي وخبير التغذية والمعالج الطبيعي والطبيب والمُدلّك، وأخيراً وليس آخراً يجب إيجاد المشاركات الخارجية الإقليمية والعربية والعالمية لهذه الفئات لأجل اكتساب الخبرة وتعزيز الثقة وإزالة رهبة المسابقات والبطولات، ويصبح ذلك عادة وتقليد ومنهاج ثابت لاتحاد الكرة، ووزارة الشباب، والتنسيق فيما بينهم لتذليل الصعاب والسيطرة على المشاكل والاستمرار بتطبيق الإيجابيات وترك أو تصحيح السلبيات والأخطاء التي قد تبرز بين الحين والآخر في هذه المناعة المواقف الطارئة وغير المحسوبة وتكون هذه حاضرة وشاخصة لكون المشروع جديد وقد تظهر فيه سلبيات كثيرة في السنة الأولى من التطبيق وهذا أمر طبيعي ونؤمِن به، ويستمر العمل بهذه الآلية كل موسم ويُرحّل الصغار بأعمارهم من فريق البراعم الى الأشبال الى الناشئين ثم الشباب والأولمبي والوطني.

يا ترى، هل نمتلك الإرادة والرغبة الصادقة في التطوير بالنسبة للفئات العمرية ضمن المنتخبات ومراكز الموهبة والأندية المؤهلة، ويجب أن يكون هناك تنسيق وتعاون ورؤيا مشتركة بين الجميع وقيادة حكيمة ترعى وتدعم هذا المشروع وكثير من المشاريع الأخرى.