كتيبة اعدامات داعش تقتل مختارًا وعائلته قرب مكيشيفة في ثالث هجوم منذ أيار

Saturday 25th of July 2020 08:37:06 PM ,
العدد : 4732
الصفحة : سياسية ,

 بغداد/ المدى

للمرة الثالثة في غضون شهرين، يهاجم تنظيم داعش بلدة في جنوب تكريت (مركز محافظة صلاح الدين)، وسط غفلة من القوات الامنية. واستخدم التنظيم في هجماته المتكررة "سيناريو واحد"، عبر تسلل "كتيبة اعدام" صغيرة، تضم احيانا انغماسيين.

ويؤشر في تلك الحوادث، وجود ثغرة امنية تتسبب بعدم صد الهجمات التي تكررت منذ ايار الماضي.

وبحسب مصادر امنية في صلاح الدين، ان مجموعة صغيرة من المسلحين قتلوا، فجر السبت، مختار قرية في منطقة مكيشفية شمال سامراء، مع اولاده واقاربه.

وترجح المصادر لـ(المدى) ان يكون المسلحون "ينتمون الى تنظيم داعش"، بسبب وجود بصمات التنظيم في اسلوب الهجوم، على "مكيشيفة" في اكثر من مرة.

وهاجم داعش مكيشيفة مرتين قبل الحادث الاخير، مستهدفا في الهجومين السابقين مقرين للحشد الشعبي.

وقتل داعش هذه المرة، مختار قرية سموم، علي مخلف حسن مع نجليه كروم علي مخلف، وجمال علي مخلف، اثناء هجوم المسلحين على منزله.

ووفق المصادر ان المسلحين قتلوا في الهجوم ايضا اثنين من اقارب المختار كانوا في زيارة الى بيت الاخير وقت حدوث الهجوم، وهما صبار فليح حسن، منتسب في احد الدوائر الامنية، وشقيقه حسن فليح حسن ويعمل مزارعا. وارسل التنظيم فرقة صغيرة، كعادة هجماته لـ"اعدام الضحايا".

وتتضمن هذه الفرق في العادة ما بين 3 الى 5 مسلحين بينهم انغماسيين قد يفجرون انفسهم في أي وقت خصوصا اذا تمت محاصرة الفرقة.

ووفق مصدر أمني في صلاح الدين تحدث لـ(المدى) ان "المسلحين سرقوا بعد قتل الضحايا سيارة المختار، وهي حمل صغيرة نوع بيك اب، وتسمى محليا (ميزري)".

واضاف المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه ان "المسلحين هربوا بعد تنفيذ الهجوم"، مرجحا انهم اختبأوا في جزر صغيرة في النهر او الى الصحراء.

ويستخدم داعش نهر دجلة الذي تقع مكيشيفة على حافته، للتنقل بين الاخيرة وقضاء الدور الواقع في الضفة الاخرى.

ويتنقل التنظيم مستخدما قوارب بدون محركات حتى لا يثير انتباه القوات الامنية إلى النهر.

بنى تحتية 

ويقول المصدر ان "هجمات داعش المتكررة على مكيشيفة تؤكد بان التنظيم لديه حواضن في المنطقة ومركزا للتدريب وتجهيز الاسلحة والاحزمة الناسفة قريبا من مكيشيفة".

وفي الهجوم الاول على مكيشيفة، في مطلع ايار الماضي، كان المسلحون قد وصلوا الى المنطقة قبل أيام من الهجوم، دون أن تشعر بهم قوة من الحشد مكلفة حديثًا بالحماية بعد انسحاب فوج طوارئ كان قادما من الجنوب.

وقتل واصاب داعش في ذلك الهجوم 13 عنصرا من الحشد، 6 منهم قتلوا باطلاق نار مباشر من التنظيم.

ونفذت القوات الامنية عقب الهجوم الاول، عملية عسكرية من أربعة محاور للتفتيش والبحث عن بقايا داعش ضمن ناحية مكيشيفة والمناطق المحاذية لغرب نهر دجلة.

ودمرت القوات الامنية اثناء الحملة، عددا من المضافات، بحسب بيانات عسكرية، لكنها لم تعلن حينها العثور على او قتل مسلحين.

ومنذ أشهر كشفت (المدى) عن محاولات لتنظيم داعش، "إيجاد موطئ قدم له في مكيشيفة" لتنفيذ مخطط جديد، لضرب مناطق ذات حساسية دينية مثل سامراء، واعادة السيطرة على الطريق السابق الذي يستخدم لتهريب النفط من حقول تكريت.

وفي حزيران الماضي، قتل مسلحو داعش واصابوا 6 عناصر امنية في بلدة "مكيشيفة"، بذات الطريقة التي هاجم بها في شهر ايار. الهجوم كان عبارة عن عملية ملاحقة لذات القوة (اللواء 35 في الحشد منطقة الزلاية بأطراف ناحية مكيشيفة)، والتي كان قد هاجمها في ايار الماضي، بعد ان قام في المرة الاولى باحراق الكرفانات الخاصة بالقوة، وبداخلها أفراد من الحشد.

فوضى الصلاحيات 

بدوره، قال النائب السابق عن صلاح الدين، شعلان الكريم انه "من جديد تزف منطقة سموم التابعة لناحية دجلة / مكيشيفة عددا من الشهداء الذين تعرضوا لهجوم ارهابي جبان راح ضحيته خمسة شهداء من أبناء عمومتنا البوعباس".

وعلق في منشور على صفحته في "فيسبوك" على الحادث: "الى متى تبقى هذه الأرض تنزف، هل من مجيب؟، رحم الله الشهداء وألهمنا وذويهم الصبر والسلوان".

واضاف الكريم وهو عضو في حزب تقدم الذي يتزعمه رئيس البرلمان محمد الحلبوسي: "عندما نتكلم ونخرج عن طورنا ترى المنافقين يصدون عنك صدودا. عندما نطالب بتشكيل (قوة) من ابناء المنطقة يتم تسويفها بحجج واهية".

وقال الكريم ان هذه "رسالة الى رئيس الوزراء، نطالبكم بوقف نزيف ابنائنا بتشكيل قوة لحماية ناحية دجلة- مكيشيفة". وتعمل في صلاح الدين 4 قيادات عمليات وهي "عمليات سامراء، صلاح الدين، دجلة، وشرق دجلة"، وبحسب مسؤولين في المحافظة، ان هناك سوء تنسيق يحدث بين تلك القيادات على حماية بعض المناطق، وهو امر يستغله تنظيم "داعش".

الى ذلك قال محافظ صلاح الدين عمار جبر خليل، بعد الهجوم "يتطلب مراجعة عاجلة لخطط القوى الماسكة للأرض للوقوف على خفايا هذا الخرق الغاشم وعلاقته بتداخل الصلاحيات في مناطق العمليات وكيفية وصول الارهابيين الى أهدافهم بهذه السهولة ودقة التنفيذ".

واضاف المحافظ، في بيان: "سنبحث عاجلا مع القوات الماسكة للأرض معطيات تكرار هذه الجرائم وطرق المعالجة الحقيقية لتكون برنامج عمل ميداني على أعلى مستويات التأهب لمنع تكراره".

واعلن المحافظ عقب هجوم مكيشيفة الاول، عن تشكيل قوات متخصصة مجهزة بأحدث الأسلحة مهمتها ملاحقة عناصر تنظيم داعش في المحافظة.

وقال بيان عن مكتب خليل آنذاك، ان المحافظة قررت اتخاد "إجراءات أمنية وفنية للقضاء على تواجد فلول داعش ومنها جرف ضفاف نهر دجلة ونصب كاميرات حرارية متطورة"، عقب هجوم مكيشيفة.