معالي الكلمة: فضائيات و(بروباغندا) الرياضة!

Tuesday 28th of July 2020 06:40:58 PM ,
العدد : 4735
الصفحة : الأعمدة , عمار ساطع

 عمــار ســاطع

عنوانٌ جديد، قد نسمعهُ دون أن نراه، وقد يُمر علينا دون أن نستكشفهُ أو نقف عنده .. وهذا ما حدث فعلاً، إذ ظهرت العديد من البرامج الرياضية في القنوات الفضائية، وأسّس وشُجِّع لتمرير (بروباغندا) على حساب الواقع الذي نعيشه!

هكذا هو الحال في برامج كانت سبباً في تغييب الحقيقة، فالتضليل كان عنواناً لبعضها من تلك التي تواجدت في واجهة الحدث الرياضي بنحوٍ واضح وفاضح، لأن فرضيات نظرية زمن الإشباع باتت علامة من علامات الفترة الراهنة، بدءاً من المحاربة والإساءة ثم التشهير فالتسقيط .. والمحاولات لم تنقطع حتى في عملية الإطاحة بأصحاب القرار، أو التأثير عليهم من خلال فرض إرادات والضغط على محاور التأثير عليهم!

هناك من أسهم في عملية التعتيم على الحقائق، وساعد على تسريب الإشاعات وبث الأكاذيب على أمل الوصول للنتيجة التي يبحث وتبحث الجهة التي تدعمه عنها، والإعلام الرياضي العراقي، في الكثير من الأحيان، دفع وما زال يدفع حتى اللحظة ثمناً باهضاً لكونه مرّر أخطاء ووقف مرّات ومرّات بجانب الأخطاء على حساب الحقائق الدامغة لأمور استغلّت فيما بعد لقضايا شخصية يعرفها الكثير من أهل الشأن أو المتابعين الحريصين على الوقوف عند بوابة الحقيقة لكشفها!

ما حدث منذ أعوام، في إعلامنا الرياضي، كان اشبه بمزيج من الصبغات متعدّدة الألوان، بسبب تصدّي، من هو غير مؤتمن، لواجهة الأحداث والسيطرة على العقول وتبييض وجوه ساهمت في أن تبقى الرياضة العراقية بهكذا حال ووضع، منهك ومتردٍ مليء بالمشاكل والعُقد والتقاطعات والخلافات، بل أنه زاد في أحيانٍ الطين بلة، من خلال تغطية الخروقات وتلميع صورة شخصيات كانت سبباً مهمّاً في بقاء رياضتنا تراوح مكانها، ودون أن يكشف على حقيقتها!

تظهر لنا مقاطع الفيديو والمتابعات في السوشيال ميديا، وجود تعمّد واضح من قبل المنفّذين لملاعب تم انشاؤها منذ عامين أو ثلاثة أعوام، حجم الأخطاء التراكمية وسوء التشييد لها، فهناك ملاعب بلا خدمات ومرافق داعمة بلا أدنى مواصفات تتطابق مع المعايير الدولية، والسبب هو الفساد الذي استشرى، وكان الإعلام سبباً رئيساً في تضليلها، قبل أن يكشفها الإعلام المُضاد، الذي وضع يده على حقيقة ما جرى ويجري!

في الحقيقة أن (بروباغندا) الإعلام الرياضي ليست دعاية، بل واقع حال.. وليست ترويجاً بقدر ما أنها تكشف عن الواقع بلا رتوش لتصل بنا اليوم الى الصورة التي من شأنها أن تبقينا على يقين بأن هناك أناساً يعملون بمهنية ويظهرون ما غاب عن الجمهور الرياضي في حقبة زمنية ما!

نقول.. لقد عملت (بروباغندا) الإعلام الرياضي منذ سنوات على خلق أزمات وزرع تحدّيات بين الجهات المعنية ذات العلاقة الرياضية، دون أن يكتشفها إلا من عاش أجواءها، فنقلت بعض البرامج الرياضية الصورة غير الحقيقية للأضواء بمقابل أنها كانت تُعتم على قضايا ساخنة ومفصلية في تلك الفترة، بل إنها نقلت اهتمامها لقضايا ثانوية ودفعت باتجاه فرض الآراء على من هُم يعتبرون أنفسهم أصحاب القرار!

وهنا لابد أن نكشف عن (بروباغندا) الإعلام الرياضي الجديد، وهو طريقة السيطرة على الإعلام الرياضي عن طريق العمل على انتقاء العاملين في هذا المجال في موقع مهم، الهدف هو التأثير على مراكز إعلامية لها وقعها في الشارع الرياضي وتسيّرها لصالح الجهة المساندة، وإيجاد خطط تهدف الى إظهار الوجه الناصع، بطريقة أحادية، لمن يرغبون في الهيمنة على امبراطورية ذلك الموقع!

والآن.. ما الغاية من وجود (بروباغندا) في الإعلام الرياضي.. الإجابة باختصار شديد، هو خلق أزمة لمن يعتاش على الأزمة، والتأسيس لخلل ما، وتكرار الخلل لجلب الأنظار.. وفرض إرادة لمن لا إرادة له في الواقع، وتمرير البرنامج المُخطط له والموجّه من الجهة المعنية التي تحاول التحكّم بصولجان عمل الإعلام الرياضي!

لقد كان للإعلام الرياضي دوراً سلبياً في تسقيط مدرّبين وحجب حقائق دامغة عن الوسط الرياضي، مثلما كان الإعلام موجّهاً على تسويق مدربين آخرين، وسبباً في إخفاء السرقات والفساد المالي لأندية واتحادات ودوائر رياضية، بينما سكت الإعلام ذاته عن حقائق أخرى تُعنى بجهات رقابية مهمّة كانت تملك الدليل لكنها لم تكن تملك إعلاماً يسوّق لها بالشكل الأمثل!

وممّا يؤسف له هو أن القنوات الفضائية وفصيل من العاملين في هذا الميدان، يحاول التركيز على حالات تهدف الى تشتيت الإرادات، والدليل التنوّع الذي لم يصب في الكثير من الأحيان على البناء والنقد الهادف، بل كان غرضه تسقيطي بحت والضغط على مواقع القرار لأغراض نفعية واضحة لمن هو يعيش في أجواء العمل الرياضي!

(بروباغندا) اُسِستْ لاستغلال بعض الفضائيات لمستثمرين وأصحاب مشاريع رست عليهم عقود التنفيذ لمنشآت وملاعب، بعيدة عن المواصفات المطلوبة، في وقت هُدمت مشاريع وتوقف العمل فيها ولم تستكمل دون أن تحرك تلك القنوات لها ساكناً بسبب عدم جدوى الاهتمام بها، كونها لا تحمل صبغة الاستفادة منها أصلاً!

هذه هي الحقائق التي يفترض بنا أن نعرضها للجمهور الرياضي حتى يعرف ما حدث طيلة الأعوام الماضية.