بغداد تعلن إيقاف منح سمات الدخول للأتراك من المنافذ الحدودية

Tuesday 28th of July 2020 09:17:41 PM ,
العدد : 4735
الصفحة : سياسية ,

 بغداد / المدى

أعلنت وزارة الخارجية، أمس الثلاثاء، إيقاف منح التأشيرات للأتراك القادمين للعراق عند المنافذ الحدودية، ردا على قرار تركي مماثل. وقالت الوزارة، في بيان، إن "العراق كان قد أبرم مذكرة تفاهم قنصلي مع جمهورية تركيا في عام 2009 تقضي بأن يحصل المسافر على سمة الدخول الـ(فيزا) في المنافذ الحدودية من دون أن يراجِع السفارة أو القنصليّة المعنيّة؛ وذلك لتوفير التسهيلات لتنقّل رعايا كلا البلدين".

وأضافت: "إلا أن الجانب التركي أوقف العمل بمضمون هذه المذكرة من جهته؛ لذا قرّرت الحكومة تعليق العمل بها من طرف العراق، وذلك تطبيقًا لمبدأ التعامل بالمثل". ولفتت إلى أن "الخارجية العراقية أبلغت سفارة جمهورية تركيا في بغداد بهذا القرار".

ولم يوضح البيان دواعي القرار التركي المذكور. وتتوتر العلاقة بين انقرة وبغداد بسبب توغل القوات التركية في العراق.

وتضاعفت القواعد العسكرية التركية على الشريط الحدودي مع وفي داخل العراق 3 مرات في غضون عامين، فيما وصلت قوات انقرة على مشارف المدن الكبرى في كردستان. وأعلنت تركيا الشهر الماضي، عن نشر قوات خاصة في شمالي العراق في إطار عملية برية ضد حزب العمال الكردستاني بمؤازرة من سلاحي الجو والمدفعية.

وأرجعت وزارة الدفاع التركية العملية إلى "تزايد الهجمات في الآونة الأخيرة ضد مراكز الشرطة والقواعد العسكرية التركية" الواقعة قرب الحدود العراقية. ونفذت تركيا نحو 1000 هجوم في شمالي العراق منذ 4 أعوام، لملاحقة حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) دمرت خلالها قرى وقتلت عشرات من السكان، كما هاجمت في سنجار قوات تابعة للحشد الشعبي. مصدر امني في شمالي العراق، قال لـ(المدى) مؤخرا ان "القواعد التركية تزايدت منذ بدء الحملة العسكرية الاخيرة، وصار عدد تلك القواعد نحو 40 قاعدة، بعضها داخل الاراضي العراقية واخرى على الشريط الحدودي". وفي غضون اسابيع انشأت تركيا اكثر من 10 قواعد جديدة، إذ كشفت المصادر لـ(المدى) بعد ايام من بدء حملة "مخلب النسر"، ان عدد القواعد التركية وصل الى نحو 30 قاعدة. واعترف بن علي يلدرم، رئيس الوزراء التركي السابق في مؤتمر صحفي ببغداد في حزيران 2018، بوجود 11 قاعدة عسكرية. وقال يلدرم: "قمنا بإنشاء 11 قاعدة عسكرية وضاعفنا عدد جنودنا وقواتنا في تلك القواعد لمطاردة مقاتلي حزب العمال الكردستاني قبل التوغل إلى حدودنا".

وفي الشهر الماضي، قال مسؤول تركي لوسائل اعلام غربية لم تكشف عن هويته، ان انقرة "تخطط لإقامة قواعد مؤقتة جديدة في شمالي العراق لمنع استخدام المناطق المطهرة للغرض نفسه مرة أخرى".

وتنتشر القواعد العسكرية التركية في كل من مناطق بامرني، شيلادزي، باتوفان، كاني ماسي، كيريبز، سنكي، سيري، كوبكي، كومري، كوخي سبي، سري زير، وادي زاخو والعمادية. وبعد ظهور تنظيم داعش اقامت انقرة قواعد أخرى في بعشيقة وصوران وقلعة جولان، وحولت المقر العسكري في منطقة "حرير" القريبة من أربيل إلى قاعدة عسكرية، إلى جانب معسكر "زمار" لتدريب جنودها. كما قامت ببناء "قاعدة سيدكان" ووضع مقرات عسكرية في منطقتي "ديانا وجومان" القريبتين من جبال قنديل، من أجل إحكام السيطرة على مناطق "خنير وخاوكورك وكيلاشين".

بالمقابل ترفض الحكومة العراقية التواجد التركي وتعتبره توغلا. كما سلمت انقرة مذكرتي احتجاج رسميتين.