لا سلطة للدولة على البوابات.. أطنان الأسماك تنفق في هور الدلمج

Wednesday 2nd of September 2020 09:25:24 PM ,
العدد : 4762
الصفحة : محليات ,

 بغداد / ا ف ب

في أهوار جنوبي العراق، تنفق أطنان من الأسماك في ظاهرة يعزوها مربو الأسماك إلى تسميم المياه وإغلاق بوابات النهر الذي يغذيها بصورة غير قانونية والمواجهات المسلحة.

ورث حسين سرحان (70 عاما) مهنة تربية الأسماك أبا عن جد في محافظة الديوانية الزراعية والقبلية. وهو يربي أسماكه في هور الدلمج الذي يمتد على مساحة 326 كيلومترا مربعا، والذي نفقت فيه آلاف الأطنان من الأسماك. وبعدما كان هذا المزارع وعلى مدى سنوات، مثلما فعل أبوه وجده من قبل، يترقب موسم تكاثر الأسماك ليجني منه محصولا وفيرا، صدم عندما شاهد الآلاف من أسماك الأهوار النافقة تطفو على السطح. ويتابع "عندما رأيت السمك بهذه الحال، شعرت وكأن أحد أبنائي قد قتل... تحملنا خسائر مادية كبيرة، جهود أعوام من التربية والعناية راحت هدرا". ويعد هور الدلمج أحد أكبر المسطحات المائية الطبيعية التي تمتد في محافظتي الديوانية وواسط في جنوبي العراق ويشكل موطنًا لثروة حيوانية وسمكية متنوعة ولطيور مهاجرة ومستوطنة.

ولا يمكن التأكد من أسباب هذا النفوق الجماعي، لكن مربي الأسماك والصيادين يجزمون بوجود فعل جرمي وراءها.

وبلهجة متوترة، يقول حسين علي (37 عاما)، وهو صياد أسماك في محافظة واسط "هناك عصابات تغلق بوابات الأنهر التي تصب في هور الدلمج، وتقلل الماء على الهور، ما يهدد بنفوق الأسماك". ويضيف "كما أنها ترمي سموما لإبادته وتقتل الموارد السمكية في الهور". ويؤكد أن "هذه العصابات مسلحة وتهدد بقتل أي شخص يريد فتح سدودها". وبالفعل، وقعت بداية شهر آب مواجهة بين مجموعة مسلحة وعشيرة تسكن المنطقة هبت للدفاع عن رزقها، وفقا لشهود. تحدثوا لوكالة فرانس برس. وسبق ذلك تعرض لجنة حكومية تابعة للمحافظة لهجوم مسلح لدى محاولتها فتح بوابات وضعت على مصبات المياه. ويثير هذا قلقا لدى الأهالي لعدم اتخاذ السلطات إجراءات لوقف هذه الأعمال.