‏36 ألف كغم من الصواريخ لم تدمر مضافة ‏‏ كنعوص والجزيرة تعود لاستقبال الدواعش‏

Monday 21st of September 2020 08:56:08 PM ,
العدد : 4775
الصفحة : سياسية ,

 بغداد/ المدى ‏

حافلًا بالاحداث الامنية كان الاسبوع الاخير في مناطق شمال وجنوب بغداد، حيث نفذ ‏تنظيم داعش نحو 15 هجومًا اغلبها على القوات الامنية في 3 محافظات.‏

واسفرت تلك الهجمات عن مقتل 8 اشخاص بين عسكري ومدني، بينهم امرأة، واصابة 4 ‏آخرين بهجمات نفذت ببنادق "القناص" والعبوات الناسفة.‏

بالمقابل اعتقلت وقتلت القطعات العسكرية والامنية 115 من عناصر داعش، في اعلى حصيلة منذ 3 سنوات.

وتضمنت تلك العمليات القاء القبض على قيادات مهمة في التنظيم، وتفكيك شبكة كبيرة ‏لـداعش في نينوى.‏

وفي الاسبوع الماضي، اعتقلت القوات الامنية نحو 100 مطلوب ومسلح تابع لتنظيم داعش ‏في بضعة ايام، في ثاني اكبر حصيلة للاعتقالات بعد اعلان نهاية "داعش" في 2017.‏

وكان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ورئيس جهاز مكافحة الارهاب عبد الوهاب ‏الساعدي، قد تعهدا في وقت سابق بضبط الامن في الجنوب والقضاء على داعش في آن واحد.‏

وتصاعدت في الاسابيع الثلاثة الماضية، عمليات "اصطياد" المسلحين من قبل القوات ‏الامنية، فيما سجلت هجمات داعش في الايام الـ6 الاخيرة معدلات اعلى من الاسبوع ‏الماضي.‏

جزيرة كنعوص ‏

مسؤول امني سابق في نينوى، يقول لـ(المدى) ان "داعش بدأ منذ الاسابيع القليلة‏ الماضية يحاول اعادة انتشار عناصره جنوب الموصل، لكن عمليات امنية متعددة افشلت خطة ‏التنظيم".‏

واستخدمت القوات الامنية، امس، المدفعية لضرب مواقع التنظيم في "جزيرة كنعوص" ‏جنوب الموصل، حيث يتوقع وجود مسلحين هناك.‏

ويؤكد المسؤول السابق ان "كنعوص هي ملجأ لعناصر داعش الذين يتسللون من سوريا ‏باتجاه الاراضي العراقية".‏

وكشفت (المدى) منتصف ايلول الحالي، عن "تحركات مشبوهة" للتنظيم في مناطق جنوب ‏الموصل، وعمليات تسلل من غرب نينوى.‏

واسقط طيران التحالف 36 الف كيلوغرام من الصواريخ على "كنعوص" منذ عمليات ‏التحرير نينوى التي بدأت عام 2016.‏

ونشر التحالف الدولي في مثل هذا الشهر قبل عام، شريط فيديو على تويتر يوثق الغارات ‏الجوية وكمية القنابل التي أسقطت على المنطقة باستخدام مقاتلات ‏F-15‎‏ وF-35‎‏ تابعة ‏للتحالف بقيادة الولايات المتحدة.‏

آنذاك نفذت تلك الضربات ضمن عملية أطلقتها قوات مكافحة الإرهاب بالتنسيق مع ‏التحالف الدولي سميت بـ"التراب الأسود" بهدف ملاحقة مسلحي داعش في كنعوص.‏

وتقع قرية كنعوص على بعد نحو 30 إلى 40 كيلومترا شمال قضاء الشرقاط التابع لمحافظ ‏صلاح الدين.

وتبعد جزيرة او "زور كنعوص" نحو 10 كيلومترات شمال القرية وهي منطقة مليئة ‏بالقصب غير مأهولة بالسكان ويحيط بها نهر دجلة من كل جانب هو ما جعل السكان ‏يطلقون عليهم اسم جزيرة.‏

وألقت مقاتلات أميركية أكثر من 80 ألف رطل أو ما يعادل 36 ألف كغم من القنابل الموجهة ‏بأشعة الليزر على "الجزيرة الموبوءة" بحسب تسمية التحالف للمنطقة في ذلك الوقت.‏

وتحظى المنطقة بموقع ستراتيجي مهم باعتبارها كانت بمثابة مفترق طرق يمكن من خلاله ‏الوصول إلى محافظات كركوك وديالى وصلاح الدين والأنبار ونينوى، كما أن لديها ‏اتصالات جغرافية بمناطق قريبة من الحدود العراقية مع سوريا.‏

يوم السبت الماضي، اكد الناطق العسكري للقائد العام للقوات المسلحة يحيى رسول، تنفيذ ‏واجب "تفتيش وتطهير جزيرة كنعوص بنينوى، من الإرهابيين".‏

وقال رسول في تغريدة على (تويتر): "شرعت قيادة عمليات نينوى من خلال قوات ‏مشتركة من فرقة المشاة 14 وفرقة المشاة 16 وقيادة الحشد الشعبي لمحافظة نينوى، ‏ومديرية شرطة نينوى، بواجب تفتيش وتطهير جزيرة كنعوص للقضاء على بقايا ‏عصابات داعش الإرهابية وتدمير أوكارهم ولتعزيز الأمن والاستقرار".‏

اعتقال متسللين

‏وتزامنا مع تلك العمليات، اعتقلت القوات الامنية 3 عناصر من تنظيم داعش، بينهم ‏سوري الجنسية في كمين قرب الحدود السورية في غربي نينوى، بحسب المسؤول السابق ‏في المحافظة.‏

وبناءً على معلومات استخبارية استباقية، شرع فريق استخباري ميداني بالتقرب مِن ‏الشريط الحدودي مع سوريا وتم نصب كمائن خاصة في الاتجاهات المرجح اختراق ‏الحدود منها باتجاه العمق العراقي. ‏

وبالفعل تمكنوا مِن إلقاء القبض على المتسللين من ضمن ما يعرف بـ"ديوان الجند". متسللين ‏واعترفوا فيما بعد انهم شاركوا في اغلب المعارك ضد القوات العراقية.‏

ووصل عدد المعتقلين في الايام الـ6 الماضية في نينوى الى 32 معتقلا و6 قتلى في عمليات ‏عسكرية متفرقة في المحافظة، فيما قتل عسكري واحد في تلك الحملات.‏

ومن ابرز تلك العمليات، هو ما قامت به الاستخبارات العسكرية، يوم الاحد، من اختراق ‏وتفكيك خلية من الخلايا النائمة واعتقلت جميع عناصرها.‏

ووفق المسؤول السابق، الذي طلب عدم نشر اسمه، ان "المعتقلين ضمن ما يسمى بديوان الجند في المدينة القديمة في الموصل".‏

هجمات داعش‏

بالمقابل كان داعش قد شن منذ نهاية الاسبوع الماضي حتى مساء الاحد الماضي، ‏هجمات متفرقة في ديالى، كركوك، صلاح الدين، والانبار.‏

وهاجم التنظيم قرى وحواجز امنية في ديالى 8 مرات، مستخدما العبوات الناسفة ‏و"القناصين"، والرشاشات.‏

واسفرت تلك الهجمات التي طالت عسكريين ومدنيين عن مقتل 4 اشخاص، بينهم امرأة ‏بعبوة ناسفة في المقدادية شمال بعقوبة، فيما اصيب 4 آخرين.‏

وفي كركوك نفذ التنظيم 3 هجمات في نفس الفترة، لم تسفر عن أي ضحايا، فيما شن ‏الاخير هجومين في صلاح الدين ادت الى مقتل 3 من عناصر الحشد الشعبي بانفجار عبوة ‏ناسفة في طوزخرماتو، شرق تكريت.‏

الى ذلك اعتقلت القوات الامنية في الايام الستة الاخيرة، 29 مطلوبا ضمن عمليات "ضبط ‏السلاح" في الجنوب، واكثر من 80 آخرين من عناصر داعش.‏

ابرز تلك الاعتقالات، ما قامت به استخبارات صلاح الدين امس، من القاء القبض على 10 ‏مسلحين، فيما وصل عدد الاعتقالات بالمحافظة الى 27 شخصا.‏

وفي كركوك وصل عدد المعتقلين ضمن تنظيم داعش، الى 5 افراد، و4 مسلحين في ‏ديالى، ومسلحين في بغداد احدهم في عرب جبور جنوبي العاصمة، ضمن ولاية الجنوب.‏

وفي الانبار اعتقلت القوات الامنية 7 مسلحين ضمن تنظيم داعش، بضمنهم احد ممولي ‏التنظيم في الرطبة، جنوب غربي المحافظة.‏