القيادة العسكرية تكمل أسود الجزيرة : عناصر داعش يتسللون إلى العراق بمجاميع صغيرة

Tuesday 22nd of September 2020 08:23:42 PM ,
العدد : 4776
الصفحة : سياسية ,

 بغداد/ المدى ‏

على الرغم من العمليات العسكرية الاسبوعية والنصف شهرية التي تنفذ لملاحقة عناصر داعش في المناطق المحررة، الا ان التنظيم في الاسابيع الاخيرة زاد من عمليات التسلل من سوريا الى الاراضي العراقية.‏

واعلنت القيادة العسكرية، امس، انطلاق عملية عسكرية - مكملة لأول حملة اطلقها رئيس ‏الوزراء مصطفى الكاظمي بعد ايام من استلامه رئاسة الحكومة قبل نحو 4 اشهر- في ‏المناطق التي يعتقد بانها تضم عناصر التنظيم الوافدة من خارج الحدود.‏

وبدأت القوات الامنية قبل يومين، عملية عسكرية في جزيرة "كنعوص" جنوب الموصل ‏بعد انباء عن وجود مسلحين متسللين من خارج الحدود.‏

وأكدت القيادة العسكرية في نينوى أن عملية تأمين جزيرة كنعوص، تسير بشكل جيد في ‏ظل التنسيق الرفيع بين الحشد الشعبي والقوات الأمنية، مشيرة إلى أن الجزيرة ستطوق ‏بالكامل.‏

ومنذ اسبوعين تقوم القوات الامنية بتكثيف حملات مطاردة واعتقال وقتل المسلحين التابعين ‏لتنظيم داعش، حيث سجلت في هذه الفترة، اعتقال نحو 200 من تلك العناصر، في اكبر ‏حصيلة منذ اعلان بغداد النصر على داعش نهاية 2017.‏

ومنذ ذلك الوقت، لم يتوقف تنظيم داعش عن محاولة اعادة ترتيب اوراقه وتعويض ‏خسارته الكبيرة في العراق، بعد تشتت وانعزال افراده، وهروب عدد كبير منهم باتجاه ‏سوريا.‏

وبعد اسابيع قليلة فقط من انتهاء العمليات العسكرية ضد التنظيم، بدأ داعش بعمليات ‏تسلل باتجاه العراق مجددًا، فيما يساعد اتساع الحدود مع سوريا في زيادة عمليات التهريب.‏

الهروب إلى العراق ‏

يقول مسؤول محلي في نينوى لـ(المدى): "لم تتوقف عمليات التسلل عبر الحدود على الرغم ‏من وجود قوات متعددة في الشريط الرابط مع سوريا".‏

هناك اكثر من 600 كم يربط بين العراق وسوريا، وفي بعض المناطق تتواجد قوات من ‏الحشد الشعبي، وقوات حرس الحدود، لكن هناك بعض ‏النقاط الفارغة.‏

وبشكل شبه يومي يتسلل عناصر تنظيم داعش بمجاميع صغيرة، عبر الحدود الى ‏الاراضي العراقية قبل ان ‏يختفوا في المناطق الوعرة.‏

اغلب المتسللين يكونون قد تواصلوا قبل الدخول الى العراق مع زعيم التنظيم، الذي يرجح ‏بانه متواجد قرب الحدود ‏الغربية، وآخرون هربوا من المعتقلات في سوريا.‏

وبدأت خطة الانتقال الجديدة بعد شهر واحد من مقتل الزعيم السابق ابو بكر ‏البغدادي بغارة اميركية ‏العام الماضي في شمال غربي سوريا، لاعادة زخم المسلحين في ‏العراق.‏

وظهرت في شهري نيسان وايار الماضيين، نتائج زيادة عدد تسلل داعش بالتزامن مع ‏القيود التي فرضت ‏لمواجهة فايروس كورونا، إذ شن التنظيم نحو 250 هجوما في عدة ‏مدن.‏ بالمقابل تلاحق القوات الامنية، وبأساليب جديدة المسلحين الداخلين الى العراق عبر مصادر ‏محلية، لكن الحاجة ‏مازالت مستمرة الى دعم قوات التحالف الذي يواجه هجمات من ‏جماعات شيعية مسلحة.‏

ويضيف المسؤول المحلي الذي طلب عدم نشر اسمه ان "هناك بعض الصفقات الرابحة ‏تجري على الحدود، حيث يتم نقل الاشخاص مقابل الاف الدولارات، بحسب هوية ‏الشخص وعدد الاشخاص الفارين".‏

يعتقد المسؤول المحلي ان هناك "بعض العناصر التابعة لفصائل مسلحة او من يدعي ‏انتماءه الى الحشد الشعبي، يقومون بعقد تلك الصفقات"، لكنه يقول: "لا يمكن ان اجزم بان ‏هذه الفصائل تعرف بان المتسلل تابع لداعش او عراقي لديه مشاكل امنية في منطقته ‏السابقة".‏

بحسب بعض المصادر ان "الدواعش" ينتقلون الى العراق بفرق صغيرة، بين "8 الى ‏‏10 اشخاص" داخل كل فرقة، بمساعدة ادلاء يعرفون الطريق جيدا ويرشدوهم الى اماكن الاختباء.‏

وبعد مقتل الزعيم السابق للتنظيم، بدأ خليفته "ابو ابراهيم القرشي" في تشرين الثاني ‏الماضي، إعادة هيكلة التنظيم ‏ودفع المسلحين للعودة الى العراق ودول اخرى.‏

يمر عناصر داعش عند تسللهم الى العراق، بعدة محطات استراحة. ويقول ‏المصدر ان "التنظيم يدفن ‏دراجات نارية وارزاق في نقاط معروفة بالصحراء، تساعدهم ‏على الوصول".‏

وتحدث اغلب اعمال التسلل في الحدود بين سوريا ونينوى التي يبلغ طولها اكثر من 300 ‏كم، حيث لا تسيطر ‏القوات النظامية السورية من الجانب الآخر.‏

الاختفاء في الجزيرة!‏

وتقول مصادر لـ(المدى) ضمن الحشود العشائرية القريبة من الحدود: بعد عبور الحدود ‏يختفون في منطقة الجزيرة، الرابطة بين نينوى وصلاح الدين والانبار، ثم ‏يتسربون بعد ‏ذلك الى تلال مكحول او في جنوب الموصل بمنطقة الحضر وصولا الى حمرين الممتدة ‏الى داخل ‏الاراضي الايرانية.‏

وبدأ الجيش امس، بتنفيذ عملية عسكرية هي الثانية بعد العملية التي بدأ بها رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي مشواره، واطلق عليها اسم "اسود الجزيرة"، لملاحقة المسلحين في تلك المناطق ‏الوعرة.‏

واعلن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول، الثلاثاء، انطلاق عملية ‏‏"اسود الجزيرة 1" لتطهير مناطق غربي العراق من الإرهاب.‏

وقال رسول في تغريدة عبر (تويتر)، إن "قيادة عمليات الجزيرة وقيادة عمليات غربي ‏نينوى وقيادة عمليات صلاح الدين وبإشراف قيادة القوات البرية، باشرت بعملية اسود ‏الجزيرة رقم واحد لتفتيش مناطق الجزيرة غربي العراق".‏

واضاف أن "العملية تهدف للقضاء على فلول إرهابيي داعش وتطهير المنطقة من ‏مخلفاتهم".

وكانت نتائج "اسود الجزيرة" التي اطلقها الكاظمي في ايار الماضي، قد انتهت بمقتل 3 من ‏عناصر داعش احدهم كان يرتدي حزاما ناسفا فجر نفسه بعد محاصرته من قبل فوج ‏سوات التابع الى ‏مديرية‏ شرطة صلاح الدين.‏

كما تم العثور حينها على (٧) أوكار بداخل احدها هوائي للاتصالات وحزام ناسف وفرش ‏ومواد غذائية، والعثور على (١٢) عبوة ناسفة عبارة عن جلكانات وقنابر هاون ١٢٠ملم ‏وصواريخ نمساوي تم تدميرها موضعيًا من قبل مفارز المعالجة.‏

وكانت العملية تهدف لتفتيش صحراء الجزيرة شمالي محافظة الانبار وجنوبي محافظة ‏نينوى وغربي محافظة صلاح الدين وصولا الى سوريا.‏