كين فوليت: قراءة الروايات أهم من دراسة التاريخ

Monday 12th of October 2020 06:36:59 PM ,
العدد : 4788
الصفحة : عام ,

ترجمة : عدوية الهلالي

كيف خرجت انكلترا من السنوات المظلمة للعصور الوسطى ؟..انه السؤال الذي يطرحه كين فولت ويجيب عليه في كتابه الجديد ( الغسق والفجر ) الصادر عن دار روبير لافونت للنشرضمن سلسلته التاريخية

وبعد كتابه الأول ( أعمدة الارض ) ،حيث تتحرك شخصياته الجديدة في القرن الحادي عشر في انجلترا وفي النورماندي على خلفية غارات الفايكتغ وبداية النظام القضائي وتوطيد المعرفة الكلاسيكية في الاديرة..

في صحيفة لابريس الفرنسية ، أجري معه هذا الحوار :

*في منتصف سلسلتك التي بدأت مع كتاب ( أعمدة الارض ) ، قفزت الى حقبة زمنية أقدم بكثير حتى من الفترة التي جرت فيها احداث ( اعمدة الارض ) ..لماذا عدت الى الماضي البعيد ؟

- غالبا مايحرك رواياتي مجرد تساؤل أطرحه على نفسي ..وهنا ، تساءلت ، كيف بدأت كينجسبيرج ، المدينة التي كنت قد كتبت عنها ثلاث روايات طويلة ..كيف تحولت من قرية صغيرة الى مدينة ..وقادني سؤالي الى فترة من التاريخ الانكليزي ، حوالي عام 1000، عندما حكم الانجلوساكسون على الرغم من غزو الفايكنغ ، بينما كان النورمانديون ينتظرون دورهم ..لقد وجدت بأن الجمع بين هاتين الفكرتين : ولادة كينجسبيرج ، والتنافس بين ثلاث مجموعات قوية ، سيكون أمرا مثيرا للاهتمام ..

*هل يمكننا ان نعتبر الغزو النورماندي اشارة منك الى خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي ؟

- بدءا ، قراءة الروايات هي وسيلة لتوسيع اذهاننا ، والدخول في مشاعر الناس المختلفين ..انها اهم من دراسة التاريخ ، لكنني اعتقد ان القاريء عندما يقرأ في روايتي عن هذه الفترة ، سيكتشف بأن خرق القانون من قبل الاشخاص الاقوياء يمثل مشكلة كبيرة ، اذ لم يكن الملك في ذلك الوقت قويا بما يكفي لدعم القانون ، وكان الحكام يفعلون مايريدون ..اليوم ، نرى قادة يخالفون القانون مثل رئيس الولايات المتحدة ، وحكومة بولندا التي تحد من سلطة القضاء ، وفي بريطانيا حيث تصنف الديلي ميل بعض القضاة كأعداء للشعب ..انا ارى ان استقلال القضاء مهم جدا ..

*لماذا انت مفتون بالكاتدرائيات ؟

-بدأ الأمر في العشرينيات من عمري ، عندما كنت طفلا ، كنت في مجتمع انجيلي ، لذلك لم أعط أهمية للمباني التي كانت توجد فيها الكنائس ، اما عندما تعرفت على الكاتدرائيات ، وانا شاب ، فقد شعرت بسحرها ، وبأن روحي يمكن أن تسكن فيها ..تساءلت وقتها ، من كان بامكانه بناء هذه الاماكن ، ولماذا فعلوا هذا وهم فقراء ، وينامون على ارضيات الاكواخ الخشبية ؟

*انت مشهور بدقة ابحاثك التاريخية ، هل وجدت صعوبة في تناول تلك الفترة ؟

- نعم، لأن الثقافة الانجلوساكسونية تركت آثارا قليلة وكان مؤرخوها مناصرين لها كليا ولايبغون سوى تمجيدها في الوقت الذي لم تكن مثيرة للاعجاب بقدر الامبراطورية الرومانية ، فقد اكتشفت فيها وجود ( العبودية ) التي كانت تشكل 10% من السكان في القوت الذي اهملها المؤرخون الانكليز ولم يتحدثوا اطلاقا عن اسواق العبيد ..!

* لقد بدأت حياتك المهنية مع روايات التجسس ؟

- كنت مفتونا بقراءة تلك القصص في سن مبكرة ، اذ تعلمت القراءة وانا في الرابعة من عمري ، وعندما عرفت كتب جيمس بوند ، فقد عرفت النشوة ، واردت بعدها لقرائي أن يتمتعوا بنفس ذلك السحر ..

*كيف يمكن التفكير في مرحلة العصور الوسطى التي نطلق عليها العصور المظلمة ، في عصرنا الذي يعمد الغالبية فيه الى انتقاد الغرب ؟

- كلا الجانبين على حق ، صحيح ان العنصرية متجذرة بعمق في ثقافتنا الاوروبية ، لكن هذا ليس سببا لرفض الحضارة الاوروبية التي انتجت افضل الديمقراطيات وافضل الحكومات في تاريخ العالم وروائع الموسيقى والأدب والفن ..ان آثام ماضينا لاتعرض الثقافة الاوروبية للخطر بشكل لايمكن اصلاحه ، فلدينا الكثير لنقدمه للعالم ..

* رواياتك تصور العوالم الاوروبية .هل فكرت يوما ان تضع نفسك ضمن ثقافة أخرى ؟

- في محاضرة القيتها في باريس ، قالت لي احدى القارئات ان المغامرة الافريقية في اوروبا كانت افضل قصة مرت بها وطلبت مني كتابتها ..قلت لها انني الشخص الخطأ ! لقد كانت امراة سوداء ، وانا ادرك ان الامريكيين الافارقة جمعوا بين الترانيم الدينية الاوروبية والايقاعات الافريقية مما ادى الى ظهور موسيقى البلوز والتي بلغت ذروتها في موسيقى الروك اندرول .وانا اذا كتبت لهم فسأغلق الباب اما كاتب شاب أسود او بريطاني أو فرنسي وسيقال لهم :" لقد فعل فوليت هذا من قبل "، وسيكون ذلك فظيعا بالنسبة لهم ..