العمود الثامن: جان جاك الأسدي!!

Tuesday 20th of October 2020 09:25:44 PM ,
العدد : 4794
الصفحة : الأعمدة , علي حسين

 علي حسين

في كل مرة يرتدي "جهبذ" دولة القانون عدنان الأسدي "صاحب ملفات الفساد الشهيرة" في وزارة الداخلية والذي أشرف، بشحمه ولحمه، على استيراد أجهزة كشف "الشامبو"، أعتذر المتفجرات، بدلة المفكر ليخرج علينا مزيفًا الحقائق والوقائع، لا لشيء، إلا لأنه يريد أن يرضي من أجلسوه على كرسي أخطر وزارة، وأعني الداخلية،

ومن بعدها البرلمان بعد أن كان أكثر أحلامه أن يصبح موظف درجة خامسة، وينافق نوري المالكي الذي نراه منزعجًا من قانون الدوائر المتعددة، فحسب قول الأسدي لا يجوز لزعيم بمكانة المالكي أن يرشح على مدينة صغيرة. ثم يخبرنا الأسدي، بكل طاقاته التمثيلية، من ن لاشيء سيتغير، وأن تظاهرات تشرين لم تفرز وضعًا جديدًا، وأن العقد السياسي الذي ينادي به شباب التظاهرات هو محاولة لأن تصعد وجوه سياسية جديدة وصفها بـ "الجوكرية " ، تريد تخريب البلاد، ثم نجده يضحك ويتلمظ: "هو شنو العقد السياسي؟ آني لو أرشح على السماوة اليوم أفوز بالإجماع". وهنا أنا مع ما قاله عدنان الأسدي، النائب عن مدينة السماوة لأكثر من دورة، فقد استطاع أن يحول السماوة إلى مدينة تضاهي الشارقة، بل تتفوق على عمان، ففي آخر إحصائية رسمية، وبفضل جهود عدنان الأسدي العظيمة، فان أكثر من نصف سكان المثنى يعيشون دون خط الفقر فيما يقطن نحو خمسة عشرة بالمئة من سكانها في العشوائيات.

في كل مرة يصر الأسدي على تأسيس دولة الأكاذيب والأوهام، منذ أن تم وضعه في البرلمان، غير أن جرأته هذه المرة فاقت ما قبلها، عندما طالب بأن نعامل الساسة العراقيين مثل ميركل، ولأنه لا يعرف شيئًا عن النظام السياسي الألماني فهو يعتقد أن المستشارة أنجيلا ميركل لا تزال تحكم ألمانيا منذ ربع قرن، ولا يدري، جهبذنا، أن ميركل تولت منصب المستشارة عام 2005 وأنها قررت أن تترك رئاسة الحزب ومنصب المستشارة في العام المقبل، والسبب ليس لأنها سلمت مدنًا بأكملها إلى عصابات إرهابية، ولا لأنها أفقرت ألمانيا و"نهبت"مئات المليارات، بل فقط بسبب خسارة حزبها الانتخابات في إحدى المدن، في الوقت الذي خسرت فيه معظم أحزابنا الانتخابات قبل أن تبدأ.

يصر الأسدي على منافشة المرحوم جان جاك روسو صاحب أشهر عقد سياسي، والذي نهضت من خلاله أوروبا، والذي يرشدنا إلى أن الأمم لا تزدهر في ظل ساسة يعتقدون أنهم وحدهم يعرفون مصلحة البلاد.. فالازدهار والتنمية والعدالة لا مكان لها في ظل رجال يخططون من أجل الوصول إلى درجة من الإيمان بأنه لا خيار أمام الناس سواهم.. لأنهم وحدهم يملكون القوة والحزم، يخيفون الناس، عادلون في توزيع العطايا والمنح على مقربيهم، وعادلون أيضا في توزيع الظلم على الناس.