با ختصار ديمقراطي: كاتانيتش وخيار الشباب

Sunday 1st of November 2020 07:01:44 PM ,
العدد : 4801
الصفحة : الأعمدة , رعد العراقي

رعد العراقي

يتأهب أسود الرافدين لانطلاقة جديدة عبر رحلة إعداد تتضمّن خوض لقاءين أمام نشامى الأردن يوم 12 تشرين الثاني الجاري في مدينة دبي الإماراتية، قبل أن يواجه المنتخب الأوزبكي يوم 17 من الشهر ذاته استعداداً لاستئناف مبارياته ضمن تصفيات كأس العالم 2022 بعد توقّف اضطراري بسبب جائحة كورونا .

المنتخب سيبدأ رحلة الإعداد بتجمّع قصير داخلي ثم يتوجّه نحو مدينة دبي  الإماراتية  حيث مسرح مواجهاته الودية التي من المفترض أن تشكّل أمام الكادر التدريبي بقيادة كاتانيتش الإطار العام لشكل الفريق وجاهزية اللاعبين فنياً وبدنياً إضافة الى تدوين كل الملاحظات الفنية ونقاط القوة والضعف التي تظهر على الأداء مقارنة مع الصورة التي كان عليها قبل آخر مباراة خاضها الفريق.

من الضروري التذكير إن وضع المنتخب لم يكن مثالياً بمعناه المطلق حتى مع تصدّره المجموعة قبل أربع  جولات من ختامها، ولعلّ النتائج المتباينة ومستوى الأداء جماعياً وفردياً يؤكد تلك الحقيقة وخاصة فشله في اجتياز المنتخب البحريني بلقاءين برغم حزمة المعنويات الكبيرة التي كانت تسلّح لاعبيه، وكذلك الفوز غير المقنع على منتخب هونغ كونغ المتواضع مع كل امتيازات الأرض والجمهور التي كان من المفترض أن تمنحه القوة والسيطرة أكثر.

جميع تلك المؤشّرات كانت تشير الى وجود خلل في بعض الخطوط وخاصة الدفاع وحراسة المرمى مع استرخاء وفقدان للتركيز في بعض أوقات المباراة، وكان من المفترض أن تكون هذه  المعطيات ماثلة أمام اللجنة التطبيعية والكادر الفني وتسابق الزمن في تأمين حضور كاتانيتش والاجتماع به مبكّراً ودراسة الخيارات المتاحة أمامه للوقوف على مستويات اللاعبين من خلال حضور تدريبات الأندية واستعداداتها قبل انطلاق الدوري، وكذلك مشاهدة مباريات الدوري في بغداد والمحافظات أملاً في إيجاد المواهب والطاقات الشبابية البعيدة عن أنظاره.

ومع فترة التوقّف الطويلة فإن المنتخب يبدو سيواجه مشاكل بدنية وتنظيمية بسبب عدم تجانس اللاعبين، وهو ما يستوجب من كاتانيتش الخروج برؤية فنية مُدركة لحجم المسؤولية تُلاقح بين معالجة كل الثغرات المؤشرة وبين الفترة القصيرة في تأهيل اللاعبين وتحسين نظامه التكتيكي المعتمد ليكون جاهزاً في عبور آخر ثلاث مباريات تنتظره أمام هونغ كونغ وكمبوديا ومن ثم مواجهة إيران التي كانت سبّاقة في إعداد منتخبها من خلال الإسراع في استكمال الدوري العام أولاً وخوض مباراة ودية أمام أوزبكستان حقّقت بها انتصاراً معنوياً، وتتطلّع الى مباريات أخرى قادمة وهو دليل على أن مواجهتها ستكون في غاية الصعوبة وفق حسابات الجاهزية الفنية والبدنية التي سبقتنا فيها تحضيراتها المبكّرة.

المرحلة القادمة ومخرجات نتائج مباريات الدوري تتطلّب أن تتوجّه الأنظار نحو الأندية غير الجماهيرية التي تقدّم مستويات كبيرة تؤكد أنها ستغيّر خريطة السيطرة المعتادة للأندية الكبيرة بعد أن راهنت على وجوه شابة أكثر جاهزية وعطاءً وتمتلك خزيناً من اللياقة البدنية يمكن أن تشكل خيارات رائعة أمام كاتانيتش لتسليح كتيبة الأسود بهم وقد يكون من الإنصاف والحرص الإشارة الى لاعبين تألقوا واستحقوا فرصة التواجد مع المنتخب، نذكر منهم على سبيل التذكير لاعبي نادي النفط الحارس مصطفى سعدون والمهاجم محمد داود واللاعب منار طه لاعب الحدود وأحمد عبد الرزاق لاعب نادي نفط ميسان وآخرين وكان من المفترض أن تكون اللجنة الفنية قد أعدّت لائحة بكل الأسماء التي تقدّم مستويات متميزة لتكون متاحة أمام انظار الجهاز الفني لاختيار الأنسب .

باختصار : لا نريد أن تكون صدارة المجموعة واستسهال لقائي هونغ كونغ وكمبوديا ضماناً نتعكّز عليه في ضعف الاستعداد أو التهاون في معالجة الثغرات الفنية، فطموح التأهل لا بدَّ أن يتوجّه نحو التمسّك بالصدارة وخطف البطاقة الأولى من خلال التخطيط والقراءة الصحيحة  لمستوى المنتخبات المنافسة مع الاختيار الدقيق لنوعية اللاعبين وجاهزيتهم سواء أكانوا محترفين أم شباباً متحفّزين!