في اليوم العالمي للإفلات من العقاب.. الصحافة العراقية تحت رحمة السلاح المنفلت!

Monday 2nd of November 2020 06:38:02 PM ,
العدد : 4802
الصفحة : محليات ,

 بغداد/ المدى

طالبت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، يوم أمس، باستمرار التحقيقات بشأن الاعتداءات ضد الصحفيين وملاحقة مرتكبيها. 

وقالت المفوضية في بيان تلقت (المدى) نسخة منه إن "المفوضية تستذكر في اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين الذي يصادف في الثاني من شهر تشرين الثاني، الصحفيين الذين تعرضوا لحالات الترهيب والقتل والاختفاء القسري، ومنعهم من اداء واجبهم الإعلامي وإيصال المعلومة إلى الجمهور". 

وأضافت، "تدعو المفوضية إلى تكاتف الجهود من قبل الجهات الأمنية والقضائية لمواصلة التحقيقات بالاعتداءات المرتكبة بحق الصحفيين وملاحقة مرتكبيها وتقديمهم للعدالة، وإنهاء حالة الإفلات من العقاب، وذلك من أجل توفير بيئة آمنة تحفظ حقوقهم وتساهم في أداء دورهم ورسالتهم الإعلامية وترسيخ حرية التعبير والرأي وإرساء قيم مجتمعية تحمي حقوق الإنسان من الانتهاك". 

وتابعت، "كما تؤكد المفوضية على أن منظمات المجتمع المدني والاتحادات المهنية مطالبة اليوم ايضًا بتنسيق جهودها والبحث عن السبل والخطوات والتدابير الملموسة التي ينبغي اتخاذها من أجل تعزيز التصدي لظاهرة الإفلات من العقاب فيما يتعلق بالجرائم والاعتداءات ضد الصحفيين". 

وحل العراق في المرتبة الثالثة بين أسوأ دول العالم، وفق نتائج المؤشر العالمي "للإفلات من العقاب" على الجرائم المرتكبة بحق الصحافيين، للعام 2020، حيث جاء ترتيبه بعد الصومال وسوريا.

المؤشر -الذي أصدرته لجنة حماية الصحافيين الأميركية- أرجع أسباب الإفلات من العقاب إلى الفساد وضعف المؤسسات، وعدم وجود إرادة سياسية جادة لإجراء التحقيقات.

وتحيي الجمعية العامة للأمم المتحدة في 2 نوفمبر/تشرين الثاني كل عام اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحافيين، بهدف منع استهدافهم، وتقديم مرتكبي الجرائم ضدهم والإعلاميين إلى العدالة.

وفي بيان له، أكد مرصد الحريات الصحفية، أن "المعطيات والدلائل المتوفرة تؤكد أن أغلب الاعتداءات والتهديدات العلنية التي طالت صحفيين ومؤسسات إعلامية تصدر غالبًا من جهات وأطراف يمكن للأجهزة الأمنية الرسمية والقضاء العراقي تحديدها وملاحقة المسؤولين عنها والمنخرطين فيها، لكن يؤشر عليهما عدم القيام بواجبهما في هذا الشأن، خاصة عندما تكون الجهة المهاجمة ذات صلة بحزب سياسي أو فصيل مسلح نافذ". 

وأشار التقرير إلى ان "غالبية جرائم الاستهداف المباشر للصحفيين والفرق الإعلامية، خلال الفترة الأخيرة، ذات صلة بطبيعة عملهم في نقل أخبار وتطورات الاحتجاجات الشعبية، وما رافقها من قمع للمتظاهرين وحوادث اغتيال ناشطين".

حرق وتهديد فاستقالات واعتذارات 

وفي (31 آب/ أغسطس 2020) اقتحمت مجاميع ذات صلة بفصائل مسلحة مقر قناة دجلة في منطقة الجادرية وسط بغداد وقامت بحرقه وتحطيم محتوياته مع تهديدات طالت العاملين في مكاتب القناة بمحافظات أخرى، وذلك بعدما بثت فضائية ملحقة بها أغان في أيام شهر محرم الذي يُحيي فيه المسلمون الشيعة ذكرى واقعة كربلاء (61 هجرية)، دون أن ينفع القناة تقديمها اعتذارا، حسبما ذكر تقرير المرصد.

ورغم وجود تسجيلات مصورة تظهر بوضوح وجوه المتورطين باقتحام وحرق مقر هذه القناة، إلا أن الأجهزة الأمنية لم تتحرك إزاءهم، بل أن صورًا جرى تداولها على نطاق واسع أظهرت بعض عناصر الأمن المكلفين بحماية القناة وهم يقفون موقف المتفرج وبعضهم يضحك بينما كان دخان الحريق يتصاعد من المكان. 

ويؤكد المرصد أنه "على خلفية هذه الحادثة، استقال عدد من الصحفيين العاملين في قناة دجلة بعد تلقي بعضهم تهديدات جدية بالتصفية، وقد أعلنوا عن ذلك على صفحاتهم الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي لتجنب التضييق وتفادي القتل أو الاختطاف المحتمل". 

كما تعرضت قناة UTV في الأسبوع الأول من أيلول/ سبتمبر الماضي، إلى تهديدات باقتحام مقرها في بغداد وحرقه بعد حديث أدلى به ضيف في برنامج تبثه القناة حول المرجعيات الدينية لكن القناة اعتذرت عن ذلك فتفادت مصير زميلتها دجلة. 

وتعرضت قناة الحرة عراق هي الأخرى إلى تهديدات مماثلة بسبب طبيعة تغطيتها المناوئة للفصائل المسلحة الفاعلة في البلاد، وبعد نشر موقعها على الإنترنت تقريرًا صحفيًا حول لقاء رئيسة بعثة يونامي في العراق جينين هينيس بلاسخارت مع رئيس أركان الحشد الشعبي "أبو فدك المحمداوي"، في (3 أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم). 

ويقول المرصد إن "السلطات العراقية لم تبدِ، على مدار السنوات الماضية، الاهتمام المناسب لملاحقة مرتكبي جرائم القتل المتعمد للمراسلين والكتاب والنشطاء الصحفيين، التي لم يُكشف عن مرتكبيها الى الآن فقُيدت أغلب جرائم القتل المباشر للصحفيين ضد مجهول، بينما تُفاخر الأجهزة الأمنية بكشفها تفاصيل جرائم جنائية معقدة ذات طابع شخصي".