مجموع أعمال الرصافي الأدبية والنقدية.. تنبيه واستدراك

Tuesday 3rd of November 2020 06:35:26 PM ,
العدد : 4803
الصفحة : عام ,

رفعة عبد الرزاق محمد

(آثار الرصافي في النقد والأدب)، كتاب جليل ، كنت اتمنى على الدار الناشرة له وهي إحدى دور النشر العراقية لو أنها تريثت قبل أن تُقدم على إصداره ،

أو غيرت من ما ثُبّت على غلافه ، فالذي نعرفه ويعرفه الجميع أن الرصافي ، الشاعر الكبير، كان كاتباً ولغوياً قديراً ، إلا أن الشعر تفوق على كل ذلك فعُرف شاعراً ، وذكر الاستاذ طه الراوي مرة أن أقل مواهب الرصافي كان الشعر ، وإن كانت العبارة تستأهل التحقيق والتقويم . وكان يمكن أن يكون عنوان الكتاب ( آثار الرصافي في النقد والأدب واللغة ) لتضمنه مباحث لغوية ، والإشارة الى كتابه ( الآلة والأداة ) الذي طبعته الدار الناشرة نفسها ( ذكر الرشودي أنه نشر دون الرجوع إليه وهو محققه وصاحب النسخة المخطوطة الوحيدة له ).

 

 

والكتاب المجموع ( وهكذا نسميه في هذه المقالة) يعرب في الكثير من مواضعه الى أن المُعد له بشكل رئيس وخالص هو الراحل عبد الحميد الرشودي الذي وضعت الدار الناشرة اسمه في آخر اسم الواقفين على الكتاب (كذا) ، إن المقدمة التي بقلم الدكتور داود سلوم ــ رحمه الله ــ هي بحث له غير متكامل نشره قبل نحو خمسين عاماً في مجلة كلية الآداب ( العدد 9 في نيسان 1966 ) ولم يضف إليه حرفاً واحداً ولم يستدرك ما استجد من تفاصيل وأهمها صدور ديوان الرصافي كاملاً بخمسة أجزاء الذي نهد الى تحقيقه الاستاذ مصطفى علي ، أما الاستاذ الفاضل الدكتور عادل كتاب العزاوي فلا أعرف إنْ كان له الاهتمام الكافي بالرصافي . 

ولأهمية الكتاب أسجل بعض الملاحظات 

1 ــ كتاب ( الأدب العربي ومميزات اللغة العربية في أدوارها المختلفة ) ، صدرت الطبعة الاولى سنة 1921 باسم ( الأدب العربي) فقط وبعناية رفائيل بطي، لكن المجموع اعتمد الطبعة الثانية التي نشرها يوسف يعقوب مسكوني سنة 1952 

ــ كتاب ( دروس في تاريخ آداب اللغة العربية ) وهي محاضرات ألقاها الرصافي على طلبة دار المعلمين العالية سنة 1928 ، وقد نشر بعضها بمجلة التربية والتعليم التي كان يشرف عليها ساطع الحصري وجمعت في كتاب صدر ببغداد سنة 1928 . لكن المجموع اعتمد الطبعة الثانية بدليل وجود المقدمة التي كتبها الدكتور صلاح خالص .

ــ كتاب ( نظرة إجمالية في حياة المتنبي ) ، نشر الرصافي هذه الدراسة في جريدته ( الأمل )في الأعداد8 ــ 28 سنة 1932 ، وقد قام إبراهيم العلوي بجمع هذا الدراسة في كتاب بهذا الاسم . لقد أكد الأستاذ عبد الحميد الرشودي المؤتمن على تركة الرصافي أن العلوي تصرف بالنص لعدم خبرته وكتب مقدمة استغرقت نحو ثلث صفحات الكتاب ، ونعِم ما فعلت دار الجمل برفع تلك المقدمة التي لا تضيف شيئاً الى الكتاب ، إلا أنها نشرت تعليقات على النص لا يعرف كاتبها وتدل على أن كاتبها قارن النص بما ورد في جريدة الأمل وعلى الأكثر هو الاستاذ عبد الحميد الرشودي .

ــ الشعر ، مقالة للرصافي نشرها في كتاب سحر الشعر لرفائيل بطي ، وإذا كان الأمر هكذا( ! ) فان للرصافي العديد من تلك المقالات في جرائد ومجلات مختلفة ، أجوبته لمجلة الهلال سنة 1922 وحديثه الى رئيس تحريرمجلة الحرية رفائيل بطي ، وغيرهما ، وقد نشرها الاستاذ عبد الحميد الرشودي في كتابه ( ذكرى الرصافي ) الصادر سنة 1950 . وغفل المجموع عن نشر أثرين للرصافي يقعان في هذا المنحى ، وهما محاضرته حول التدريسات العربية وقانون حق التأليف وقد ذكرهما الرشودي في كتابه عن الرصافي 

ــ الشعر والشعراء ، لا أعرف إن كانت هذه المقالة للرصافي أم لغيره ، فالناشر هنا يذكر أنها افتتاحية مجلة المقتطف بلا تحديد لتاريخها ، فكاتبها ربما غير الرصافي ، فضلاً عن تباينها عن أسلوب الرصافي المعهود في كتاباته .

ــ نظرة انتقادية في الأدب . ليست كتاباً بل مقالة للرصافي في جريدته الأمل ، ويشير الكتاب الى العدد 33 من الجريدة في 8 تشرين الثاني 1922 ، والجريدة لم تصدر إلا في الأول من تشرين الأول 1923 .

ــ كتاب ( على باب سجن ابي العلاء ) ، نشرت دار الحكمة هذا الكتاب سنة 1946 ، أي بعد عام من رحيل الرصافي ، بمقدمة كتبها محمد علي الزرقا المشرف على تلك الدار ، وقد خلا هذا المجموع من تلك المقدمة أسوة بالكتب الأخرى التي نشرت مع الكتاب ، ولاريب إن التعليقات على الكتاب هي من وضع الزرقا .ويذكر الأستاذ مصطفى علي أن مديرية الدعاية العامة منعت أربعة فصول ، وقد رأت الدار الناشرة أن تلحق الكتاب بجزء من رسالة ( عروج ابي العلاء) لاوديك اسهاقيان بترجمة خيري الدين الأسدي .

ــ كتاب ( رسائل التعليقات) ، طبع ببغداد سنة 1944 بمقدمة نعمان ماهر الكنعاني ، غير أن المجموع اعتمد الطبعة الثانية الصادرة عن دار الريحاني سنة 1957 بدليل وجود تعليقات دريني خشبة ورد الرصافي عليه ، وكلاهما ظهرا بعد صدور الطبعة الأولى فهما ليسا من أصل الكتاب . غير أن المجموع هنا تضمن تعليقات كتبها الاستاذ عبد الحميد الرشودي في الصفحات 13 و 14 و 18 و 127 وهي غير موجودة في طبعتي الكتاب .

ــ كتاب (دفع الهجنة في ارتضاخ اللكنة ) ، طبع سنة 1913 على حساب مجلة ( لسان العرب) الصادرة في الاستانة وصاحبها أحمد عزة الأعظمي .

ــ كتاب (دفع المراق في كلام أهل العراق ) ، لا شك أن النسخة المخطوطة التي نشرت هنا هي التي كانت لدى مصطفى علي وقد جمعها من مواردها ، ثم آلت الى الاستاذ عبد الحميد الرشودي وقد صححها الأخير وأضاف إليها الفصل الأخير ( الحركات العربية المجهولة ) ، ويرجح الرشودي الى أن الأب أنستاس الكرملي هو كاتب هذا الفصل واستدرك به على الرصافي ، كما أن المقالات من هذا الكتاب التي نشرت في مجلة ( لغة العرب) للكرملي هي من تحرير صاحب المجلة . أما المقالات التي نشرتها جريدة ( حبزبوز ) فهي للاستاذ مصطفى علي .

ــ كتاب ( الأدب الرفيع في ميزان الشعر وقوافيه ) ، هو محاضرات الرصافي على طلاب دار المعلمين العالية سنة 1928 . جمعها الرصافي وفرغ منها سنة 1940 ، وكانت لدى ( عبد صالح ) ربيب الرصافي ، وهذا باعها الى المجمع العلمي العراقي ، وقام الاستاذ عبد الحميد الرشودي باستنساخها وقدّمها الى الدكتور مصطفى جواد والاستاذ كمال إبراهيم فقاما بالتعليق عليها بتوقيعي (م . ج ) و( ك . ا ) أما التعليقات الأخرى فهي للرشودي ، وطبعت ببغداد سنة 1956 وأعيد طبعها سنة 1969 . 

ــ كتاب ( تمائم التعليم و التربية) ، وهو مجموعة أناشيد مدرسية ، طبعت أولاً في بيروت سنة 1923 وأعيد طبعها في السنوات 1949 و 1956 و 1957 ، وهنا اعتمدت الطبعة التي أشرف عليها يوسف يعقوب مسكوني سنة 1956 . ونشير هنا الى أن بعض قصائد هذا الكتاب ضمها مصطفى علي الى ديوان الرصافي الذي نهد الى تحقيقه بخمسة أجزاء .

ــ كتاب ( خواطر ونوادر ) ، صدر الكتاب عن دار رياض الريس بمقدمة طويلة كتبها الاستاذ نجدة فتحي صفوة ، ضمن سلسلة الأعمال المجهولة عن نسخة كان الرصافي قد أودعها لدى رفائيل بطي على أمل نشرها في جريدته ( البلاد ) ، ولما نشر بطي أول حلقة من الكتاب في العدد التاسع من جريدته سنة 1929 وعنوانها ( لو كنت مصوراً ) جوبهت بنقود المحافظين وقدمت الجريدة الى المحاكمة وتوقفت فترة ، وتوقف نشر بقية حلقات الكتاب . والملاحظ هنا أن مقدمة صفوة لم تنشر أسوة بالمقدمات الأخرى . أما المقدمة البتراء بعنوان ( الرصافي بقلمه ) فهي ليست من الكتاب ولا اعرف لما وضعت هنا ؟ ، وأميل الى عدم اعتبار هذا الكتاب من كتب الأدب ونقده ، فهو في النقد الاجتماعي والديني . 

ــ كتاب ( عالم الذباب ) ، طُبع ببغداد سنة 1947 بمقدمة عبد الوهاب الأمين ، وه ليس من كتب النقد أو اللغة ، فلا معنى لوجوده في هذا المجموع ، وقد اعادت مجلة (الرسالة ) المصرية نشره سنة 1952 . وأعتقد أن نسخة الرشودي المصححة هي المعتمدة هنا ، فطبعة الكتاب سنة 1947 مليئة بالأخطاء والتصحيف .

ــ كتاب ( مجموعة الأناشيد المدرسية ) طبع في القدس سنة 1920 ، وكان من كتب الرصافي المفقودة حتى عثوري عليه ، فقدمته للاستاذ الرشودي الذي ذكر في كتابه أنه لم ير الكتاب لندرته ، والنسخة هنا هي التي بحوزة الرشودي ، ويجدر القول إن طبعة الكتاب الاولى تضم النوطة الموسيقية لكل نشيد .

وأخيرا ، فقد أُلحِق هذا المجموع بفصل عن آثار الرصافي المخطوطة ( كذا ) وهو مستل من كتاب عبد الحميد الرشودي ( الرصافي ، حياته ، آثاره ، شعره ) الصادر سنة 1988 عن دار الشؤون الثقافية ببغداد . والغريب إن الدار الناشرة نفسها هي التي طبعت الكتب التي سمتها المخطوطة ، باستثناء كتاب ( الزم الالزم ) فلم يزل مخطوطاً وهو اختيارات من ديوان اللزوميات للمعري ليس إلا . والطريف إن كتاب (خواطر ونوادر ) أشير اليه على أنه مخطوط مع أنه موجود كاملاً في هذا الكتاب ، وإن كتاب ( دفع المراق ) هو الآخر موجود في هذا المجموع ، فلا معنى لذكرهما مع الكتب المخطوطة هنا .