عدّت حديث كروان مغرضاً لوأد الرياضة النسوية..منى البدري:اتهام درجال بـ (الفاسد الأول) إدانة للرياضة العراقية ويستوجب التحقيق الموسّع

Sunday 8th of November 2020 07:17:17 PM ,
العدد : 4806
الصفحة : رياضة ,

 تهويل حادثة السليمانية معيب ويدفع المجتمع للتكالب على المرأة الرياضية

 بغداد / إياد الصالحي

أكدت الاستاذة الدكتورة منى طالب البدري، التدريسية في كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة للبنات، استهجان نخب الرياضة النسوية للحديث الذي أدلت بها لاعبة الكرة السريعة كروان الدليمي عما جرى لها في محافظة السليمانية وما نقلته من وقائع فساد أخلاقي،

ودعت الى وقفة حازمة من الدولة وخاصة وزير الشباب والرياضة عدنان درجال للتحقيق في الأمر وردّ الاعتبار للمرأة الرياضية بشكل عام وطمأنة الأهالي بحماية بناتهن أثناء ممارسة الألعاب وفقاً لإجراءات انضباطية بات لزاماً على اللجنة الأولمبية الإعداد لها لمنع هكذا خروق.

وقالت البدري في حديث خصّت به (المدى) :"كان يفترض بكروان مغادرة السليمانية والعودة الى بغداد بدلاً من البقاء وسط أجواء غير نظيفة وهي تتحدث عن علاقة لاعبة صغيرة في فريق الكرة السريعة مع رجل مُسنّ عبر المدرب "الوسيط" وغيرها من الأمور التي شاهدتها بأم عينها مثلما أدّعَتْ، فما الغاية من بقائها تتفرّج على مُجريات لا أخلاقية حسب وصفها وتعود الى بغداد لتحكي قصصها مشاهداتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟!

وأضافت :" ما الأسباب التي دعت كروان لمصارحة الإعلام بعد مرور مدة طويلة على ما الموضوع؟ ثم أي حُب بالرياضة تدّعيه، كان عليها ترك الموقع حال شعورها بتصرّفات مُريبة تحيط بمعسكر الفريق أو تجمّعه الترفيهي، أو تُصرّح من السليمانية بأن الرياضة موبوءة بفساد من لا يحترمها ويطعن بسمعة المرأة الشريفة، مثل هكذا ضرر وقع على المُتحدّثة كان لا بدّ أن تجابهه بخيارين باللجوء الى القانون أو العشيرة، وهذا عُرف سائد في مجتمعنا لرد الاعتبار وانتزاع الحقوق".

حديث مُغرض

وأوضحت :"لماذا يتم تهويل أي معلومة تخص فساد في الرياضة النسوية، وكأن بقية القطاعات العاملة في الدولة بريئة؟ هل الجامعات تخلو من الفساد؟ هل الدوائر الحكومية بعيدة عنه؟ إذن لماذا نسلّط الضوء على الرياضة النسوية ونثير الرعب بين الأسر ليمنعوا بناتهم من ممارسة الرياضة ويتكالب المجتمع عليها ويضع عليها مليون علامة استفهام؟ صراحة أرى الحديث عن ما حصل في السليمانية مُغرض ووراءه عناصر تروم ليس وأد الرياضة النسوية فحسب، وإنما تخريب الرياضة العراقية وتشويهها".

حجز في معسكر

وذكرت البدري "كنا نشارك في بطولات عربية وآسيوية خلال سنوات العقد الثمانيني من القرن الماضي، ويتم قبل ذلك حجزنا في معسكر داخلي لشهر أو شهرين، وكنا نتوسل بالقائمين على المعسكر أن يمنحونا إجازة ليوم واحد لرؤية عوائلنا ومشاركتهم الغداء وأحياناً لساعات، ومع ذلك يستمر المعسكر دون أية مشكلات، وكنّا متزوّجات على الأغلب، وأنا بينهن، ولو أشيع مثلما يروّج من أخبار سيّئة لأعترض زوجي ورفض استمراري في المعسكر، ثم هناك عشرات العوائل التي شُكّلتْ من ارتباط رياضي برياضية كثير منهم يواصل خدمة الرياضة العراقية، ومن المعيب أن تلوك الألسن طعناً بسمعة وكرامة وعزّة وشرف وشهامة الرياضية سابقاً وحالياً".

وتابعت :"كنا لن نرسِل أي فريق نسوي لمعسكر أو بطولة من دون مرافقة مراقبتين، وإذا كان المدرب رجلاً فالاتحاد المعني باللعبة ينسّب مدربة مساعدة أو مُشرفة تسهم في تذليل معاناة أية لاعبة، وتتابع كل صغيرة وكبيرة في المعسكر، وترصد الخروق بوعي تام وتتخذ الاجراءات اللازمة لضبط الأمور".

تحقيق وزاري

وناشدت البدري وزير الشباب والرياضة عدنان درجال بالقول :"كونك المسؤول عن الرياضة النسوية في العراق الأمر يستدعي إجراء تحقيق موسّع مع كروان الدليمي لكونك أول من وجّهت له التهمة بـ (الفاسد الأول)! كيف تتحدّث عنه بهذه الكلمات ونحن نعتبره رمزاً في الرياضة والأخلاق، الأخ درجال أحد الطلاب الذين زاملوا دورتنا في الكلية، أربع سنوات معنا في الدراسة لم نره فاسداً في عزّ شبابه، فكيف وهو يشغل مسؤولية كبيرة في الدولة؟ كلام كروان عن الوزير أدانة للرياضة العراقية".

وأشارت الى :"ضرورة قيام اللجنة النسوية في اللجنة الأولمبية الوطنية المنبثقة عن الانتخابات التكميلية يوم 17 تشرين الأول الماضي برئاسة الدكتورة بيداء كيلان وزميلاتها ليلى محمد ولينا صباح وشذى علي وعصماء عبدالحسين، بفتح تحقيق مع الرياضية كروان الدليمي، ويتم استدعاؤها رسمياً لبيان كل تفصيلات ما جرى كون المكتب أطلع على حديثها عبر منصّات التواصل الاجتماعي، إضافة الى حديثها الى قناة دجلة، ويُستكمل التحقيق بإجراءات قانونية تحفظ سمعة الرياضة النسوية النظيفة عبر أكثر من نصف قرن بفضل رموزها وبطلاتها اللواتي شاركن الرجال إهداء العراق عشرات الميداليات المتنوعة والكؤوس وألقاب زعامة البطولات".

خلل نفسي

واستدركت البدري :"هناك مسألة مهمة لا بدّ من مراعاتها، ففي مجتمعنا يتواجد الصالح والطالح، وهكذا بالنسبة للرياضة لا تخلو من السيّئين الفاشلين في تطوير أنفسهم، مثلما الأخيار لهم اليد الطولى في صناعة التاريخ بفعل قدراتهم الكبيرة وتحدّياتهم الذاتية، وعليه عند تشكيل لاعبي أو لاعبات فريق ما يجب إخضاعهم الى اختبارات نفسية من قبل المدرب، ربّما يجد رياضي ما يعاني من خللٍ نفسي برغم كونه بارع ومؤثر في الفريق، ونتيجة هذا الاختبار ومراقبة الرياضي أو الرياضية يتم تشخيص الخلل ويتم إبعاده أو إبعادها حتى تستقرّ الحالة النفسية، هكذا كنا نستعد للبطولات وأحياناً يشكل تحقيق عن كيفية تصرّف لاعبة أثناء المباراة بروحية غير رياضية وتحرم من اللعب لمدة سنة ضمن لوائح اتحاد اللعبة وقانون اللجنة الأولمبية".

مهزلة .. واتفاقات!!

وعن أسباب غياب أي دور لرموز الرياضة النسوية أمثال المتحدّثة ود.إيمان صبيح ود.إيمان عبدالأمير وغيرهن، قالت :"هذه الاسماء وغيرها مُحارَبات ومُهمَّشات كون ألسنتهن ناطقة بالحق، وغير مرحّب تواجدهن داخل المؤسسات الرياضية، لأنهنّ يشخصن الأخطاء ويقدمنّ الحلول البعيدة كل البُعد عن (الاستفادة المادية والمصالح الشخصية) اللذين أصبحا شعاراً لرياضة 2020، ومن يُطالبنا بالدليل فالانتخابات التكميلية لاختيار العنصر النسوي في تشرين الأول الماضي عبارة عن مهزلة واتفاقات ومصالح كتلتين تقاسمتا المرشحين وسبقتها اتصالات جانبية مثلما تم مفاتحتي بالانضمام الى إحداها وطُلب مني الحضور الى اللجنة الأولمبية للاتفاق على دعم مُرشحها، لكني رفضت هكذا لعبة انتخابية لمعرفتي أن هناك منافسة لا تخدم مصلحة الرياضة أكثر من تعبيد الطريق لذلك المرشح".

دليل دامغ

وعرّجت البدري عن المؤتمر بقولها :"ما جرى قبل وبعد الانتخابات أمر غير مقبول، وطوال وجودنا في القاعة كنا نتساءل فيما بيننا ما عمل المرشّحة تلك وما هوية الأخرى، لم نعرف أي شيء عن بعض المرشّحات، إحداهن تبين أنها كانت تعمل سكرتيرة في كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة ثم سافرت خارج البلاد وعادت مؤخّراً، والمرشحة الأخرى والدها رئيس اتحاد ووالدتها في الاتحاد نفسه، ثم إن سِن بعضهن صغيراً لا يؤهلهن ليكونن خبيرات في اللجنة الأولمبية، وهناك إحدى البطلات وأسمها معروف ومن الحكمات الدوليات وتحمل لقب استاذ في جامعة بغداد، قبل يوم اتفقنا معها أن نذهب سوية الى الانتخابات وعندما حان الموعد اتصلنا بها فقدمت اعتذارها عن الحضور، وعلمنا أن رئيس اتحادها طلب منها الانسحاب لعدم وجود فرصة للفوز! هذا الموقف دليل دامغ على أن الانتخابات النسوية حُسمت عشية المؤتمر بعد مناقشات بين المتنفذين استمرّت حتى الساعة 2 ليلاً، وشاهدنا كيف أن أحد القضاة يكشف عن الأوراق ويعلن أمامنا الاسماء التي وردت في خيارات المقترعين، وكانت تتكرّر بالترتيب حسب ما تم الاتفاق بشأنهم عندئذٍ ضربنا كفاً بكف ليس ندماً على المشاركة، بل لمصير الرياضة وهي تدخل النفق المشؤوم عبر هكذا عملية هزيلة!

وأضافت :"أتوجه بسؤالي الى اللجنة المشرفة عن المؤتمر الانتخابي: لماذا طالبتم بالسيرة الذاتية لكل مرشحة؟ أليس على أساس التاريخ والمهام المنجزة؟ فبما أن الانتخابات متفق عليها باختيار سين وصاد كان حري على اللجنة أن تكتفي بالأسماء والهويات، لأنه كل ما جرى بخصوص الانتخابات أفتقد لمعايير المفاضلة الحقّة والشفافية في المنافسة، وشخصياً أفتخر بتاريخي الممتد منذ ممارسة الرياضة في انشطة مديريات التربية عام 1975".

إصلاح القمة

وختمت الدكتور منى البدري حديثها :"لست مبالغة إذا ما وصفت المشهد الأولمبي الحالي بالمأساوي تماشياً مع بقية المؤسسات الخرِبة، وآمل أن تستدرك الجمعية العمومية قبل أن تختار مكتب تنفيذي جديد بأن العملية برمّتها تشبه استقدام مدرب عمل لمدة أربع سنوات ثم تعاود تجديد التعاقد معه برغم علمك أنه فاشل، فماذا ستكون نتيجة العمل لأربع سنوات إضافية غير فشل آخر؟! لذا من دون وجود إصلاح من القمّة لن نستبشر أي خير من القاعدة".