سكان الفرحاتية والخيلانية ينتظرون نتائج التحقيقات والـرضـوانـيـة تـطـيـح بـالـقـتـلـة ــ

Saturday 14th of November 2020 08:25:55 PM ,
العدد : 4810
الصفحة : سياسية ,

 بغداد/ تميم الحسن

يتسع الخوف في مناطق جنوبي محافظة صلاح الدين من عمليات انتقامية شبيهة بـ"مجزرة الفرحاتية" التي جرت قبل نحو شهر مع استمرار عدم الكشف عن هوية المنفذين. وفي ديالى تضغط القوات الامنية على اقرباء متهم بمجزرة الخيلانية لاعتقال الجناة.

بالمقابل يقول ذوو ضحايا سقطوا قبل اسبوع في الرضوانية، في غربي بغداد، انهم ثأروا من قتلة ابنائهم. 

ومضت عدة أسابيع على انتهاء المهلة التي منحها نواب صلاح الدين الى الحكومة للكشف عن منفذي هجوم الفرحاتية، الذي تسبب بمقتل 8 شباب وخطف 4 آخرين، ووجهت الاتهامات الى بعض الفصائل المسلحة في المحافظة.

وقال مسؤول محلي في تكريت لـ(المدى) ان "الخوف يتسع بين ابناء تلك المناطق التي تسيطر عليها بعض الجماعات المسلحة"، مشيرا الى ان "المختطفين الاربعة لم يتم العثور عليهم حتى الان".

وكان نواب صلاح الدين، قد طالبوا منتصف تشرين الاول الماضي، من السلطات الكشف عن الجناة في غضون 72 ساعة.

ودعا نواب المحافظة في بيان آنذاك بشأن "مجزرة" الفرحاتية، الى ان تأخذ الحكومة "موقفا حازما لكشف خيوط الجريمة"، كما طالبوا بـ"إخراج جميع القوات المسلحة التي ترتبط بالأحزاب أو الجماعات المسلحة من المحافظة".

واشار البيان الى أن "تكرار هذه الجرائم تحت ظل السلاح المنفلت يتطلب من الحكومة موقفًا صارمًا وحقيقيًا، وأصبح من غير المقبول وجود جماعات مسلحة تصادر القرار الأمني وتمنع القوات الأمنية بجميع صنوفها من القيام بواجبها في حماية أمن المواطنين".

وعقب الحادث، أعلن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، احالة القوات الماسكة للارض في قضاء بلد الى "التحقيق"، وجاء ذلك خلال اجتماع طارئ للمجلس الوزاري للأمن الوطني، وهي خلية تضم عددا من الوزارات والتشكيلات الامنية.

الخوف من الانتقام

وبحسب المسؤول المحلي ان هناك ذعرا في تلك المناطق وتخوفا "من تكرار تلك الحوادث" لأنه رغم الاتهامات ضد بعض الفصائل التي اطلقت من نواب المحافظة "لم يتم اعتقال احد".

وتوجد في صلاح الدين 10 تشكيلات امنية منها 5 قيادات عمليات: قيادة عمليات سامراء، قيادة عمليات سرايا السلام، عمليات صلاح الدين، عمليات صلاح الدين للحشد الشعبي، مقر مسيطر لعمليات كركوك.

واتهم السياسي مشعان الجبوري، وهو نائب سابق عن صلاح الدين، "ميليشيات ولائية"، بارتكاب جريمة "الفرحاتية"، مشيرًا إلى أنها تقوم باستخراج النفط من الآبار الموجودة بالمنطقة والمعروفة باسم "حقل جنوب بلد" وتبيعه لحسابها.

وذكر الجبوري في تغريدة بموقع تويتر: "هل يعلم ولاة الأمر وقادة البلاد ان الميليشيات الولائية التي ارتكبت جريمة الفرحاتية تقوم باستخراج النفط من الآبار الموجودة بالمنطقة والمعروفة باسم حقل جنوب بلد، وبيعه لحسابها؟".

وقال النائب السابق، ان "التطهير الطائفي الذي تمارسه هدفه التخلص من السكان الشاهدين على السرقة".

ووعد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، عوائل الضحايا خلال زيارته لموقع المجزرة في جنوب صلاح الدين، بـ"تحقيق العدالة" و"اعتقال الفاعلين"، فيما باشرت محكمة تحقيق بلد، قبل نحو شهر، بإجراء التحقيق بالحادث.

وقالت تسريبات مؤخرا، ان "18 عائلة" من ناحية الفرحاتية وصلت قبل ايام الى اربيل "هربًا من الاقتتال الطائفي".

القبض على شقيق القاتل

الى ذلك قال همام التميمي، وهو نائب عن محافظة ديالى لـ(المدى) ان "التحقيقات بحادث الخيلانية مازالت مستمرة وتحتاج المزيد من الوقت"، مشيرا الى ان التحقيقات هي برئاسة مستشار الامن الوطني قاسم الاعرجي.

وأقدم مسلحون مجهولون يعتقد أنهم من داعش، نهاية تشرين الاول الماضي، على قتل الشيخ علي فضالة الكعبي في "الخيلانية" شمال شرقي ديالى، وتفخيخ جثته لتنفجر على ابنه وثلاثة من أحفاده أثناء محاولتهم رفعها وأردتهم قتلى.

ويؤكد التميمي ان القتلة "بالتأكيد تابعين لداعش، وهناك فراغات أمنية في المناطق الهشة مقابل كثافة للقطعات في المواقع الآمنة ادت الى حدوث هذه الجريمة".

مؤخرا قال نائب قائد العمليات المشتركة عبد الأمير الشمري، إن نتائج التحقيق بجريمتي الفرحاتية والخيلانية "اكتملت وهناك إجراءات أخرى على الأرض"، مبينا في تصريح للوكالة العراقية الرسمية أنه "تم رفع تقرير بتفاصيل التحقيق إلى الجهات العليا".

بالمقابل قال مصدر امني في ديالى لـ(المدى) ان "التحقيقات تجري مع شقيق احد الجناة في قضية الخيلانية. يتم الضغط عليه لكشف مكان اخيه، فيما لم يتم اعتقال المنفذ حتى الان".

وكانت العمليات المشتركة قد قالت في بيان بوقت سابق، انه تم إلقاء القبض على اثنين من "الإرهابيين شاركا في إحدى الجريمتين".

ملاحقة بالطائرات

في غضون ذلك قال خليل ابراهيم، وهو شقيق لضحايا في هجوم الرضوانية الذي وقع الاسبوع الماضي في اتصال امس مع (المدى)، ان "القوات الامنية اطاحت بقتلة اخوتي وابناء عمومتي".

وأعلنت قيادة عمليات بغداد، يوم الجمعة، قتل "مجموعة إرهابية" هاجمت قبل أيام عناصر أمن غربي العاصمة.

وكان مسلحون مجهولون يعتقد انهم تابعين لـداعش، هاجموا الاسبوع الماضي، برج مراقبة لمجموعة الصحوات في الرضوانية، اسفرت عن مقتل 11 واصابة اثنين واختطاف 2 آخرين.

بالمقابل قال احد مقاتلي الصحوات في الرضوانية لـ(المدى) ان "القوات الامنية قتلت 5 مسلحين في هجوم جديد جرى ليلة الخميس الماضي، بعد يومين من الهجوم الاول".

واشار المقاتل الذي طلب عدم نشر اسمه الى ان "الهجوم استهدف برجا آخر للصحوات وتصادف الحادث مع وجود الشرطة الاتحادية".

وبعد عدة ساعات من الملاحقة والمتابعة بالكاميرات، اكد المقاتل انه "تم قتل 3 من المهاجمين في منطقة المروَح، فيما عثرنا على اثنين آخرين في صباح اليوم التالي قتلوا قصفا بالطائرات".

واغلقت الرضوانية بالكامل واعلن حظر للتجوال في ليلة الهجوم، فيما حلقت الطائرات بكثافة. وتوقع العنصر في الصحوات ان المهاجمين كانوا ينوون "الهروب باتجاه مناطق الانبار، متخفين بالاشجار الكثيفة قبل ان يتم كشف مواقعهم".

وذكر بيان قيادة العمليات المشتركة انه "بجهد استخباري متميز من خلية الصقور الاستخباراتية ومتابعة ميدانية مستمرة لأكثر من 10 ساعات طيلة الليلة الماضية، وبعمل بطولي من قبل القطعات البطلة لقيادة فرقة 17 عمليات بغداد تم قتل المجموعة الإرهابية التي استهدفت ابناء العراق الصحوات وجنود اللواء الخامس والخمسون خلال اليومين الماضيين في الرضوانية".