سرمد عبد الإله يتسلّق قمّة الأولمبية بعد 48 ساعة من رسالة تهديد دولية!

Sunday 15th of November 2020 07:50:11 PM ,
العدد : 4811
الصفحة : رياضة ,

 صندوق العمومية يكشف عن تحالفات خفية للإطاحة برعد حمودي

 رند وشعلان يتوّعدان برفع دعوى قضائية .. والإعلاميون ساخطون : أين الشفافية؟

 بغداد / المدى

وضعت الجمعية العمومية للجنة الأولمبية الوطنية العراقية ثقتها بقائد جديد لولاية تمتد أربع سنوات (2020-2024)

حينما اختارت سرمد عبدالإله، الأمين المالي للجنة ورئيس اتحاد السباحة سابقاً بعد أن منحته تسعة عشر صوتاً مقابل ستة عشر صوتاً لمنافسه رعد حمودي، رئيس اللجنة السابق، وذلك في المؤتمر الانتخابي للمكتب التنفيذي الذي أقيم في فندق عشتار شيراتون أمس الأول السبت، بإشراف هيئة قضائية سباعية ومتابعة ممثل عن اللجنة الأولمبية الدولية عبر الاتصال المرئي. 

وجاء في بقية المناصب، إياد نجف رئيس اتحاد الجمناستك نائباً أولاً، وسلام عواد رئيس اتحاد كرة اليد نائباً ثانياً، وصباح الكناني نائباً ثالثاً، فيما لم يتمكن د.طالب فيصل رئيس اتحاد ألعاب القوى وطارق عبدالرحمن رئيس اتحاد الكرة الفرعي في أربيل من الحصول على الأصوات المؤهلة للفوز. بينما نال عضوية المكتب التنفيذي الجديد علي تكليف، وأحمد حنون، وعادل عيدان، وجميل عزيز، ومصطفى جبار، وهردة رؤوف وصبيح مراد.

إبعاد رند وشعلان

وشهد المؤتمر إبعاد بطلة القوس والسهم رند سعد، المرشحة ضمن فئة الخبراء، عن قاعة الانتخاب بداعي تناولها منشطات محظورة بقرار من الهيئة القضائية التي منحت عضوية الجمعية بدلاً عنها لبطلة ألعاب القوى دانة حسين، الأمر الذي أثار حفيظة رند وعدّت الأمر بتدبير فاعل منحاز لكتلة رعد حمودي بهدف ضمان صوت له، ووعدت برفع دعوى قضائية ضدّ من تسبّب في حرمانها من الإدلاء بصوتها، مؤكّدة أنها لم تتناول المنشّطات في حياتها، وحصل سوء فهم أدّى الى إصدار قرار غير منصف بحقها حسب زعمها.

وعلى خط التظلّم ذاته، أكد رئيس اتحاد المصارعة أن قرار إبعاده عن المشاركة في الانتخابات غير صحيح كونه يخالف القانون، مضيفاً "أن نسخة القيد الجنائي التي عُرضتْ على الهيئة القضائية المشرفة لا تمنع مشاركتي حسب مشورة القضاء، وذلك الأمر لا يحدّ من مساعيّ لمقاضاة من أسهم في إخراجي من القاعة دون وجه حق، فأنا بريء والملف القضائي أغلق نهائياً ولا أثر رجعي له على مُجمل أنشطتي الرياضية".

شركاء المركب!

(المدى) راقبت أجواء الانتخابات، ورصدت حماسة مُبالغة من بعض الحاضرين في التعبير عن فوز سرمد عبدالإله حال الكشف عن اسمه في الورقة 19، واستهجنوا التصريحات السلبية بفشل رعد حمودي عن تحقيق ما يصبو إليه جميع الرياضيين طوال أحد عشر عاماً منذ تسلّمه الموقع في نيسان عام 2009، مؤكدين أن الرئيس الجديد ومن معه في المكتب التنفيذي كانوا شركاء في المركب الأولمبي حتى أغرقوه في مشاكل شخصية وقانونية وفنية أودت بسمعة الرياضة الى قاع التخلّف تطاردها شبهات الفساد حسب مطالبة وزير الشباب والرياضة السابق د.أحمد رياض رئاسة الوزراء بالحجز على الملفات المالية للجنة الأولمبية منذ عام 2003 حتى عام 2019 لمعالجة الخروق المرتكبة فيها والمسلّمة بعضها باليد الى رئيس مجلس القضاء الأعلى.

برنامج الرئيس

وفي الوقت نفسه، باشر رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية سرمد عبدالإله إطلاق وعده بتنفيذ برنامجه الانتخابي حال خروجه من قاعة الانتخاب، مبيناً "أن مكتبه التنفيذي الجديد حريص جداً على تلافي جميع السلبيات التي رافقت عمل الأولمبية والاتحادات في الدورة السابقة بضمنها عام التجميد بقرار حكومي رقم 140 الذي كان أحد أهم أسباب تأزّم علاقتي مع رئيس اللجنة الأولمبية السابق لعدم دفاعه عن أسرة الأولمبية وتركه شؤونها بيد قرارات اللجنة الخماسية".

ويضيف سرمد: تتجلّى رؤيتنا في جعل القيم الرياضية والأولمبية منهجاً لحياة العراقيين وأن تكون الإنجازات الرياضية مصدراً للفخر الوطني وتعزيزاً دور العراق الريادي والتنافسي في الحركة الأولمبية العالمية، هذا ما أفتتحت به برنامجي للدورة الانتخابية، مُراعياً تسعة وعشرين محوراً متعدّد التوجهات لبناء علاقة متميّزة مع وزارة الشباب والرياضة خلال المرحلة القادمة، وتأمين شراكة فاعلة في العلاقة مع الاتحادات، وإعادة النظام الأساس الداخلي للجنة الأولمبية، ووضع رؤى مشتركة مع لجنة الشباب والرياضة البرلمانية ووزارة الشباب والرياضة لقانوني الاتحادات والأندية قبل القراءة الثالثة والتصويت عليهما، وإيجاد نظام أساس موحّد للاتحادات والأندية.

وتابع :نسعى الى تفعيل دور اللجان العاملة في اللجنة الأولمبية، والاستفادة القصوى من برامج التضامن الأولمبي، وإحياء الاحتفال باليوم الأولمبي وغرس قيم ومبادىء الفكر الأولمبي لدى الشباب، والتنسيق مع الوزارة على تضييف البطولات الرياضية في العراق، وتنظيم لوائح جديدة للعمل الإداري في ممثليات اللجنة الأولمبية، وافتتاح مراكز رياضية خاصة بالنساء لاكتشاف الموهوبات، وتطوير عمل الأكاديمية الأولمبية، ونشر المفاهيم العالمية للحوكمة الرشيدة في الإدارة الرياضية، وغيرها من المحاور التي ستعلن وتناقش عبر وسائل الإعلام.

سخط إعلامي

من جهتها أعربت ثلة عاملة في الصحافة والتلفزة والاذاعة عن سخطها الشديد من تجاهل المسؤولين عن تنظيم المؤتمر الانتخابي للمكتب التنفيذي الجديد لأهمية مواكبة الإعلام الحدث الفريد الذي يتزامن مع مناداة الجميع بالشفافية والنزاهة في أروقة العمل ضمن قطاعي الحكومة والخاص، وتساءلت بمرارة :لمصلحة مَن تم غلق أبواب قاعة المؤتمر؟ وهل هناك طرف مستفيد من تغييب رجال الإعلام عن متابعة مجريات التصويت، وكيف ستوضح الحقائق أمام الناس إذا ما قدّم بعض المعترضين الشكوى ضد إجراء معين هل ستؤخذ بالحقائق من الطرف المنظّم فقط؟

رسالة تهديد!

وفي خضم ما أفرزه صندوق الانتخاب من نتائج ظلّت موضع اختلاف بين المقترعين أنفسهم والمرشحين الخاسرين، أثارت الرسالة التي زعم أحد المواقع الإلكترونية المحلية أنها مُرسلة من اللجنة الأولمبية الدولية بتاريخ 12 تشرين الثاني 2020 هدَّدت العملية الانتخابية بالإلغاء في حال السماح بمشاركة سرمد عبدالإله في السباق الانتخابي، أثارت لغطاً كبيراً حول دوافع تلك الرسالة وتوقيتها قبل 48 ساعة من إقامة المؤتمر، لاسيما أن خلاصة الرسالة تستند الى أن أعضاء إدارة اللجنة الأولمبية العراقية يجب ألا ينتهكوا الميثاق الأولمبي والقانون الدولي لمكافحة المنشطات، ومدوّنة الخلق الرياضي ولوائح هذه القوانين، ويجب ألا يكونوا قد أدينوا بارتكاب جنحة (مُخلّة بالشرف) أو الجناية بشرط أن يكون الحكم الصادر عليهم نهائياً.

وكان سرمد عبد الإله قد نفى في أكثر من تصريح رسمي سابق ما أثير في الإعلام من مزاعم بالتحرّش الجنسي أثناء زيارته إيران عام 2009.

الأماني المستحيلة

برحيل رعد حمودي، وتولّي سرمد عبدالإله، تكون اللجنة الأولمبية الوطنية قد ودّعت حقبة طويلة من الاخفاقات والأزمات والتحالفات والتصارع حول المواقع والتشكّي بين الاتحادات وعدم محاسبة رؤسائها جراء احتلال منتخباتنا المراكز الأخيرة في البطولات العربية والقارية وعدم تأهل أبطالنا بجدارة الى الدورات الأولمبية من دون حاجتهم الى الكروت البيض المجانية، ليتسلم الرئيس الجديد مهمّة شاقة من بعده تراكمت فيها الأماني المستحيلة لأكثر من 20 لعبة مؤثرة في الحِراك الرياضي العراقي تنتظر منذ عام 2003 إنجازات استثنائية توازي ما خُصّص من أموال للأولمبية واتحاداتها والذي تجاوزت الـ 400 مليار دينار!