استشهد شقيقه جراء قمع التظاهرات فبادر بتنظيم دورات توعوية وتطويرية لعناصر الشرطة

Monday 16th of November 2020 07:46:43 PM ,
العدد : 4812
الصفحة : محليات ,

 ذي قار/ حسين العامل

منذ ان استشهد شقيقه منتصر سعدي من جراء قمع التظاهرات قبل اكثر من عام، والناشط المدني حيدر سعدي يواصل الحراك المجتمعي ما بين محكمة استئناف ذي قار الاتحادية وقيادة الشرطة في مبادرة منه للحد من اعمال العنف التي تواجه التظاهرات السلمية.

فالقصاص من قتلة المتظاهرين والنهوض بوعي القوات الامنية عبر دورات تطويرية هو منطلق لإشاعة العدالة وبناء اجهزة امنية تحترم قيم المواطنة وحقوق الانسان على حد قول سعدي الذي اطلق مؤخرا مبادرة توعوية لتطوير وعي ومهارات عناصر القوات الامنية في احتواء الازمات وذلك بالتعاون مع قيادة شرطة ذي قار.

وقال حيدر سعدي الذي يترأس منتدى ذي قار للتنمية المدنية لـ(المدى) ان "المؤسسة الامنية تحملت وزر الفشل السياسي الذي انسحب على التظاهرات وما واجهته من اشتباكات دموية ادت الى استشهاد اكثر من 120 متظاهرا في محافظة ذي قار لوحدها"، واضاف ان "مبادرتنا بإقامة دورات مجانية تحت عنوان (التطوير الوظيفي لمهارات القيادة الشخصية والمؤسساتية لرجل الامن) تأتي لإعادة الثقة المتبادلة بين المواطن والقوات الامنية".

واوضح سعدي الذي استشهد شقيقة المعاون الطبي منتصر وهو يقدم الاسعافات الاولية لجرحى التظاهرات ان "الدورات التي تواصلت على مدى اربعة ايام وشارك فيها اكثر من 35 عنصر شرطة وضابط من 8 مديريات شرطة تتبع الى قيادة شرطة ذي قار تناولت محاور تتعلق بتعزيز روح المواطنة والمبادئ الوطنية وكيفية تطبيق قواعد الاشتباك التي لا تؤدي الى ازهاق الارواح ولاسيما بين صفوف المتظاهرين"، مشيرا الى ان "القوات الامنية بحاجة الى تكثيف الجهود واقامة دورات تطويرية في هذا المجال كي تتجاوز ازمة الثقة الناجمة عن قمع التظاهرات". 

وشدد رئيس منتدى ذي قار على "ضرورة تدريب الضباط والأفراد والمراتب في قوات الشرطة على الطرق اللاعنفية في التعاطي مع الاحداث التي تواجهها الشرطة في عملها اليومي"، مبينا ان "ممارسة عمل الشرطة ينبغي ان يخضع لشرطين أساسيين أولهما الفعالية في احتواء التوتر والازمات الطارئة وثانيهما احترام الحرّيات العامّة".

وعن الدوافع التي دعته لإقامة دورات تطويرية لقوات متهمة بقتل شقيقه منتصر سعدي خلال التظاهرات قال رئيس منتدى ذي قار ان "عملنا يتطلب ان نميز ما بين مؤسسة امنية معنية بإدارة الملف الامني وبين عناصر محسوبة عليها ارتكبت اعمال مخالفة للقانون"، مبينا انه "واجهنا ضغطنا نفسيا قبل الاقدام على اقامة الدورات للقوات الامنية فقد كنت مثكل ومثقل بالجراح لكن بالنهاية لابد من الضغط على فم الجراح لاستكمال رسالة شهداء التظاهرات المتمثلة بحرصهم على بناء دولة المؤسسات التي تحترم حقوق الانسان العراقي وتصون حياته وكرامته".

واضاف سعدي ان "ما حصل لشقيقي وغيره من شهداء التظاهرات يجب ان لا يتكرر وعلينا ان نعمل بصورة حثيثة بهذا الاتجاه"، مشددا على "اهمية تفعيل دور المنظمات المجتمعية في رفع الوعي بين جميع الشرائح الاجتماعية ولاسيما عناصر الاجهزة الامنية التي تكون على تماس مباشر مع المجتمع".

وشدد سعدي على ان "رسالة شهداء التظاهرات ومبادئهم يجب ان لا تموت بموتهم وعلينا ان نواصل السير في دربهم وفاءً للدماء الطاهرة"، مؤكدا ان "الدور الوطني يدعونا الى ان نتسامى ونترفع عن الضغائن وان نعمل على اشاعة ثقافة التسامح من اجل بناء وطن يحترم حقوق المواطنة". 

وبدوره قال مدير قسم إعلام قيادة شرطة ذي قار العميد الحقوقي فؤاد كريم لـ(المدى) إن "قيادة شرطة ذي قار وبالتعاون مع منتدى ذي قار للتنمية المدنية اقامت دورة تطويرية لعدد من عناصر وضباط الشرطة"، مشيرا الى ان "الدورة التي تضمنت محاضرات مهمة قدمها اساتذة واكاديميون تهدف لخلق رجل امن يتمتع بالكفاءة والوعي والحنكة في ادارة الازمات في الظروف الطارئة".

وشدد كريم على ان "قيادة شرطة ذي قار تعمل وضمن توجيهات وزارة الداخلية على تجسير العلاقة مع المجتمع وتعزيز الثقة المتبادلة بين القوات الامنية والمواطنين"، منوها الى ان "الدورة الحالية هي منطلق لإقامة دورات تطويرية اخرى".

واشاد مدير قسم إعلام قيادة شرطة ذي قار "بموقف رئيس منتدى ذي قار ومشاركته بإقامة دورات تطويرية تحول دون تكرار ما حصل في السابق والذي ادى الى استشهاد شقيقة وعدد آخر من المتظاهرين"، لافتا الى ان "ادارة الدورة من قبل شقيق احد شهداء التظاهرات يعطي للدورة قيمة اكبر ويضرب مثلا عمليا بالنبل الانساني ورقي الوعي الوطني". مشددا على "ضرورة احتواء الازمات في الظروف الطارئة من اجل التخفيف من حدة التوتر وحقن الدماء واشاعة الاستقرار الامني".

وكانت قيادة شرطة ذي قار أعلنت يوم السبت (11 نيسان 2020) عن تبني عدد من المبادرات المجتمعية لردم الهوة وتجسير العلاقة بين الشرطة والمجتمع، وفيما أكدت اتساع الهوة بعد التظاهرات وتطبيق حظر التجوال، أشارت الى قيام دوريات الشرطة بتنظيم مواكب زفات لخمسة عرسان من الشباب في ظل حظر التجوال وتوزيع سلال غذائية والقيام بحملات تعفير للوقاية من الكورونا.

وبلغت حصيلة ضحايا التظاهرات في محافظة ذي قار اكثر من 120 شهيدًا ونحو 4 آلاف جريح منذ الأول من تشرين الأول 2019 لغاية منتصف تشرين الثاني 2020، فيما بلغ اجمالي ضحايا التظاهرات في المحافظات العراقية المنتفضة ما يقرب من 700 شهيد واكثر من 25 الف مصاب.