منظمة دولية: أطفال يضطرون للنوم بين جثث وعبوات غير منفلقة وأنقاض بعد غلق مخيمات

Saturday 28th of November 2020 07:45:43 PM ,
العدد : 4820
الصفحة : ترجمة ,

 ترجمة: المدى

حذرت منظمة، سيف ذا تشلدرن Save the Children ، الدولية المعنية بحماية الاطفال من ان سلامة الاطفال بخطر في حال عدم توفر مكان اقامة وعيش مناسبين، منوهة بان آباء ذكروا بانهم رجعوا لمناطق يعلوها دمار وبقايا متفجرات وعبوات غير منفلقة .

وقد رصدت منظمة، سيف ذا تشلدرن، بنفسها اضطرار آلاف الاطفال للعيش مع عوائلهم في بيوت متضررة جدا وفي مناطق معزولة وسط قنابل غير منفلقة وجثث وانقاض، وذلك بعد الاغلاق المفاجئ لعدة مخيمات لعوائل نازحة في العراق. 

وتحدثت فرق منظمة، سيف ذا تجلدرن، مع آباء تم اجبارهم على مغادرة المعسكرات. وأخبر الآباء عن قصص مروعة تمثلت بالعثور على قنابل غير منفلقة وجثث في بنايات تحت الأنقاض في المناطق التي يقيمون فيها الان. وقالت المنظمة ان العوائل هم بحاجة ماسة لخدمات اساسية مثل توفير الكهرباء ومياه شرب نظيفة وآمنة مع طعام ووسائل نقل .

علي 47 عاما، أب لاربعة أطفال الذي عاد الى الموصل قادما من مخيم، يحياوا، في كركوك قال "عندما رجعنا الى هنا، لم تكن المنطقة نظيفة ومهيأة وكانت هناك متفجرات. قمت بنفسي بانزال قنبلة غير منفلقة من على سطح بيتي. اطفالي كانوا يحملون بايديهم اطلاقات ولكن لم يكونوا يدركون ما هي. أبني جاء إلي وهو يحمل بيده قنبلة يدوية غير منفلقة، وقال لي يا أبي ما هذه؟. ناس آخرون عثروا على جثة في احدى البيوت المهدمة ."

ومضى علي بقوله "كانت هذه المنطقة الملاذ الاخير لداعش في نينوى، ولهذا فان اغلب بيوتنا قد دمرت اثناء المعركة لتحرير الموصل. اطفالنا هم ليسوا في أمان هنا. هم بحاجة لسلامة وأمان، ويحتاجون لتوعية بخصوص الألغام والقنابل غير المنفلقة، هم بحاجة لدعم ورعاية نفسية، وبحاجة لألعاب وكسوة شتاء وتغذية ."

اجراءات اغلاق المخيمات هي جزء من خطة لعودة ما يقارب من 250,000 شخص الى مناطقهم الاصلية، بضمنهم 48,000 شخص سيتضررون بإغلاق المخيمات قبل نهاية شهر تشرين الثاني الحالي .

وقالت منظمة، سيف ذا تشلدرن، ان قسما من العائلات البالغ عددها 303 عوائل الذين غادروا مخيم، يحياوا، وصلوا الى مناطق الموصل وايادية و تلعفر في محافظة نينوى، ليكتشفوا فقط بانه ليس هناك ملجأ آمنا لهم. وكان مخيم يحياوا ملجأ لما يقارب من 2,000 عائلة يتخللهم حوالي 1,000 طفل. واستنادا الى متطوعي منظمة سيف ذا تشلدرن الذين تم اجبارهم ايضا للخروج من المعسكرات، فان العوائل قلقون بالذات على الفتيات من احتمالية اختطافهن .

وتقول المنظمة انها تخشى بانه مع حلول فصل الشتاء فان العوائل ستقضي اكثر الفصول قساوة بدون ملجأ مناسب صالح للعيش وبدون تدفئة .

شهد، التي تطوعت للعمل مع منظمة سيف ذا تشلدرن، في مخيم يحياوا قبل ان يتم اغلاقه، قالت "أتمنى لو لم نرجع الى هنا، لان بيوتنا مدمرة. الطقس بارد جدا وليس هناك خدمات كافية مثل مياه شرب او كهرباء او وسائل تنظيف. اغلب العوائل تعمل على ترتيب وتهيئة غرفة واحدة لتعيش فيها العائلة باكملها. الاطفال وعوائلهم هم بأمس الحاجة لوقود لأغراض التدفئة وابقاء العائلة بجو دافئ خلال فصل الشتاء. وهم بحاجة ايضا الى أسرة و بطانيات ."

ومضت شهد بقولها "حياة الأطفال معرضة لكثير من المخاطر هنا، مثل المتفجرات والانقاض ووباء كورونا وندرة الغذاء، فضلا عن جثث وهياكل عظمية بشرية بين الأنقاض والشتاء البارد ."

مديرة منظمة سيف ذا تشلدرن في العراق، اشتياق منان، قالت "ما يحدث الان مقلق جدا. ما يزيد على 49% من الاشخاص المتضررين هم من الأطفال الذين عاشوا ظروفا صعبة في المخيم على مدى اكثر من ثلاث سنوات، ويتم اجبارهم الان على العيش في أماكن لا ينبغي لطفل ان يعيش فيها، وذلك وسط انقاض ومخلفات وبين جثث. انه وضع يائس ومحبط بالنسبة لآلاف من الأطفال وسط انتشار وباء، ومما يجعل الوضع اكثر سوءا هو حلول فصل الشتاء. هذا هو الذي يجعلنا نوجه دعوة للحكومة بان توفر ملجأ بديلا بالنسبة للعوائل التي لا ترغب بالعودة الى مناطقها الاصلية ."

تقوم فرق من منظمة سيف ذا تشلدرن باجراء تقييمات في عدة مناطق للعائدين وذلك لادراك الاحتياجات الاكثر إلحاحا بالنسبة للعوائل والاطفال. وتدعو المنظمة المجتمع الدولي للعمل مع الحكومة العراقية للتوصل الى خطة طويلة الاجل تتم فيها اجراءات اغلاق المخيمات وفقا لشروط المعايير الدولية لضمان حماية المتضررين من عوائل واطفال .

وكانت منظمة المجلس النرويجي للاجئين قد حذرت في تقرير لها من ان الاغلاق السريع لمخيمات النزوح في العراق قد يترك اكثر من 100,000 نازح بلا مأوى في خضم جائحة فايروس كورونا ومع اقتراب فصل الشتاء. وكان اكثر من ستة ملايين عراقي قد فروا من منازلهم خلال الحرب ضد داعش التي انتهت رسميا في كانون الاول عام 2017 بعد اعلان الحكومة النصر على التنظيم الإرهابي .

عن موقع Save the Children