فيلم (يوتوبيا): تحية حب من ابنة لوالدها المخرج الراحل ..

Wednesday 16th of December 2020 06:18:56 PM ,
العدد : 4833
الصفحة : سينما ,

ترجمة : عدوية الهلالي

في الثامن والعشرين من تشرين الثاني عام 2013 ، لفظ المخرج السينمائي الكندي بيتروينتونيك أنفاسه الأخيرة تاركاً وراءه عملاً وثائقياً ثرياً ومشروعاً فنياً لم يكتمل وهو فيلم ( يوتوبيا) ..

اليوم ، وبالاعتماد على أرشيفات مرئية لم يسبق لها مثيل ، تقوم ابنته ميرا باحياء ذكراه عبر تقديم فيلم يحمل عنوان ( وينتوبيا ) والذي يروي مشاهد من حياته وقصة تكريسه خمسة عشرعاما من حياته لمشروع ( يوتوبيا ) الذي لم يتمكّن من إتمامه ، وتشبه ميرا والدها في الفيلم بدون كيشوت الذي يحارب طواحين الهواء مستخدمة العديد من طواحين الهواء في الفيلم كاستعارة واضحة ومتماسكة خاصة وإن فكرة استعارة رواية سرفانتس العظيمة في الأفلام كان لها نصيبها من الاخفاقات الكبيرة دائماً ..

وتقول ميرا بيرت وينتونيك عن والدها انه كان يمتلك القليل من غريزة دون كيشوت المضحكة وميله الى الرغبة في حل مشاكل العالم لكنه كان يمتلك أيضاً جانباً متشائماً من شخصية سانشو بانزا – رفيق دون كيشوت في سفره -..

ولد بيتر وينتونيك في ترينتون / أونتاريو ، وقد أمضى جزءاً كبيراً من حياته في مونتريال ..وتنقل في جميع أنحاء العالم ، لأنه لم يستطع الصمود فيها ..أخرج العديد من الافلام الوثائقية ، بما في ذلك عمله الرائع ( الموافقة على التصنيع ) الذي خصصه لنعوم تشومسكي في عام 2006 وقد حاز هذا العمل على جائزة الحاكم العام للفنون المرئية والإعلامية ، وأثناء متابعته لمسيرته المهنية كمخرج أفلام ومحرر ومحلف ومهن أخرى عديدة ، قام وينتونيك بتصوير حوالي 300 شريط فيديو في جميع أنحاء العالم وكان هدفه من ذلك هو العثور على المكان المثالي على الأرض !

من جهتها ، خاضت ابنته ميرا مجال صناعة الأفلام الوثائقية الصوتية ثم حاولت اتمام مشروع والدها بعد وفاته..وقد قالت عن محاولتها :" أخذت جميع أجهزة والدي وشرائطه السينمائية لأنني شعرت بضرورة الاحتفاء به ..لقد أردت أن أصنع صورة واقعية عنه ، وأن أكون صادقة ، ومن وجهة نظري ، فان والدي كان شخصية معقدة ، ومع هذا فأنا لاأدعي كوني موضوعية في تصويري لشخصيته لأن الأمر شخصي للغاية " ..

وعلى الرغم من مرضه بالسرطان ، أراد بيتر وينتونيك أن يعمل هو وابنته على فيلم واحد أخير ، وهو نوع من السيرة الذاتية يتم تضمينها أجزاء من المدينة الفاضلة التي يحلم بها ، لكن المرض كان خبيثاً ، وقضى عليه ، لذا أكملت ميرا الرحلة وحدها ..وبعد أن قام وينتونيك بانجاز الصور وربطها ، قامت ميرا بإضافة أجزاء صوتية وهي تأمل أن تجعل من عمل والدها معروفاً بشكل أفضل ، لأنه كان يصنع أفلاماً تتضمن الشعر والفكاهة وكان يبحث عن التوازن ويحاول تحقيق عالم أفضل أيضاً من خلال أفلامه ..

وتصف ميرا الفيلم الوثائقي الطويل الأول لها بأنه كان بمثابة عملية حزينة لأن مالفت انتباهها هو وجود والدهاعلى العديد من مقاطع الفيديو ..تقول :" لم يكن يقف كثيراً أمام الكاميرا ، لكنني رأيت ظله وانعكاس صورته ..كنت أسمع أنفاسه ..."