هجوم فيشخابور.. مخطط لضرب اتفاقية سنجار وفك الطوق عن حزب العمال

Saturday 19th of December 2020 09:25:45 PM ,
العدد : 4834
الصفحة : سياسية ,

 مؤشرات على تورط فصيل سوري مقرب من واشنطن في الاعتداء

 بغداد/ تميم الحسن

كشف الهجوم الاخير على المثلث الحدودي الذي يربط العراق مع تركيا وسوريا، عن مخطط للقيام باعمال "تخريبية" في كردستان، بالتزامن مع دخول اتفاقية سنجار حيز التنفيذ، وتفاهمات بين بغداد وانقرة.

واخترق عشرات المسلحين، يعتقد انهم تابعين لحزب العمال الكردستاني (pkk)، نهاية الاسبوع الماضي، الحدود القريبة من محافظة دهوك، فيما استخدم المهاجمون والقوات الكردية "البيشمركة" الاسلحة الثقيلة في الاشتباكات.

ويرجح تورط قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المتواجدة في الجانب الآخر من الحدود، في دعم المهاجمين، فيما تقول لجنة الامن في البرلمان ان هناك تحقيقات في الحادث، في وقت وصفت فيه الحكومة العراقية الهجوم بـ"الاعتداء الخطير".

وكشف مصدر مطلع في كردستان لـ(المدى) ان "نحو 50 مسلحاً هاجموا ليلة الثلاثاء على الاربعاء الماضية، قوات البيشمركة في منفذ فيشخابور"، مبينا ان الهجوم "استمر لنحو ساعة واستخدم الطرفان فيه الهاونات والقذائف".

ويقع منفذ فيشخابور في المثلث الحدودي المشترك بين العراق وسوريا وتركيا داخل قضاء زاخو، ويبعد 40 كم شمال ناحية ربيعة التابعة لمحافظة نينوى، التي يمر عبرها أنبوب تصدير النفط الرئيس الى تركيا.

ويقول المصدر ان الاشتباكات التي استمرت لنحو ساعة، كشفت ان "المهاجمين وهم قوات حماية الشعب السوري (pyg) تابعين لحزب العمال الكردستاني (pkk) حاولوا السيطرة على نقاط تابعة للبيشمركة، تمهيدا للدخول الى كردستان"، قبل ان تقوم الاخيرة باجبار المهاجمين على العودة الى سوريا.

عرقلة اتفاقية سنجار

ومنذ اسبوعين، بدأت الـ(pkk) بادخال بين 200 الى 300 مقاتل يوميا الى سنجار، شمال الموصل، حيث تزامن مع وصول نحو 6000 عنصر من قوات الشرطة الاتحادية الى المدينة، تمهيداً لمسك الارض بدلا من قوات تابعة لحزب العمال واخرى تابعة للحشد الشعبي.

ويقول ناصر هركي، وهو عضو لجنة الامن والدفاع في البرلمان ان "توقيت الهجوم جاء وكأنه رد فعل على اتفاقية سنجار". 

وكان وزير الداخلية عثمان الغانمي قد زار المدينة قبل يوم واحد فقط من الهجوم، واكد على استمرار اتفاقية التطبيع التي أعلنتها بغداد واربيل قبل اكثر من شهرين.

ويتدفق اكثر مسلحي الـ"pkk" الى سنجار عبر جبل قنديل الذي يقع في إقليم كردستان عند نقطة التقاء الحدود العراقية الإيرانية التركية، ويمتد بعمق نحو 30 كيلومتراً داخل الأراضي التركية، ويبعد بنحو 150 كيلومتراً عن أربيل.

واضاف هركي في اتصال مع (المدى) انه "ليس من مصلحة حزب العمال الكردستاني تنفيذ اتفاقية سنجار".

وفي سياق آخر اشار الى ان الحادث في هذا التوقيت كأنه "رسالة رافضة لزيارة الكاظمي الى تركيا".

بين العراق وتركيا

وقال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي خلال لقائه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: "في الملف الأمني موقف العراق واضح في إدانة أي عمل يهدد أمن تركيا أو ينطلق من الأراضي العراقية لتهديد الأمن القومي التركي".

بالمقابل كان اردوغان قد قال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الكاظمي إن البلدين اتفقا "على مواصلة المعركة ضد أعدائنا المشتركين" مشيرا إلى حزب العمال وتنظيم داعش. ولكنه دعا بغداد لتكثيف عملياتها ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني.

وقالت الحكومة العراقية قبل ساعات من مغادرة رئيس الوزراء الكاظمي الى انقرة، ان جماعات مسلحة حاولت من داخل الأراضي السورية "قصف حدودنا ومناطق تواجد قوات البيشمركة وقوات الحدود العراقية، بغية الدخول وممارسة تهريب الأشخاص والأسلحة".

واضافت الحكومة في بيان صدر الاربعاء الماضي بعد اجتماع المجلس الوزراي للامن الوطني (وهو مجلس حكومي مصغر يضم عددا من الوزارت والدوائر الامنية)، ان رئيس الوزراء وجه بـ"اتخاذ كل الإجراءات القانونية اللازمة عبر وزارة الخارجية وعبر القنوات الدبلوماسية لمنع تكرار الانتهاكات".

وفي مساء يوم الاربعاء طالب رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بضمان عدم تكرار اعتداءات "وحدات حماية الشعب" على أراضي إقليم كردستان، وفقا لبيان نقلته وسائل إعلام كردية.

واشارت انباء الى احتمال تورط قوات "قسد" السورية، المدعومة من واشنطن، والتي تسيطر على الاراضي السورية المقابلة لـ"فيشخابور"، لكن عضو لجنة الامن في البرلمان ناصر هركي قال ان "هناك تحقيقات حكومية بالحادث" ستكشف عن الاطراف المشتركة بالحادث.

قطع خطوط الإمدادات

ويعد الحادث الاخير هو الاول من نوعه بهذا المستوى الذي يجري على الحدود، فيما يرجح بانه بسبب محاصرة القوات التركية و"البيشمركة" تحركات قوات حزب العمال الكردستاني، وقطع خطوط التمويل.

ويقول مزاحم الحويت، وهو المتحدث باسم العشائر العربية في المناطق المتنازع عليها بين بغداد وكردستان، لـ(المدى) ان "حزب العمال يواجه ازمة في الوصول الى مناطق نفوذه في جبل قنديل، بسبب الاعمال العسكرية التركية".

ويرتبط جبل قنديل بالنشاط العسكري لحزب العمال الذي تقع جلّ معسكراته ومراكز تدريبه هناك رغم أنها خارج الأراضي التركية. ولذلك فإنها طالما استهدفها الطيران الحربي التركي بالغارات، لكنه فشل في الحد من النشاط العسكري للحزب.

وقد أقام حزب العمال بُنية تحتية لمقاتليه في هذا الجبل الوعر. ومع أنه ليس هناك إحصاء دقيق لعدد مقاتلي حزب العمال الكردستاني في الجبل فإن التقديرات تشير إلى أن عددهم لا يتعدى الأربعة آلاف مقاتل.

ويضيف الحويت "ازمة حزب العمال اتسعت بعد تنفيذ البيشمركة في الشهرين الماضيين، عملية انتشار كبيرة في عمق الجبال في دهوك واربيل ووصلوا الى الحدود التركية والايرانية، مما قطع الكثير من خطوط التواصل بين مسلحي الـpkk في الداخل والخارج".