المثنى تدرس حماية غزال الريم من الانقراض

Saturday 9th of January 2021 09:51:43 PM ,
العدد : 4847
الصفحة : منوعات وأخيرة ,

 محمد العمري

يعتبر غزال الريم الدرقي العراقي، والذي يعرف أيضا بالغزال الأسود الذيل، كما يسمّيه العرب، والغزال الفارسي هو أحد أنواع الغزلان المهددة بالانقراض بسبب السياسات الاجتماعية ضده والتي تتمثل بالصيد والتهريب وغيرها من الامور الاخرى.

وتسمى هذه الغزلان بالدرقيّة بسبب انتفاخ عنق الذكور وحلقها خلال موسم التزاوج، إلا أن هذا الانتفاخ لا يعتبر تورما درقيا حقيقيا يعزى سببه إلى تضخّم في الغدة الدرقية.

وتسكن الغزلان الدرقية السهول الرمليّة والحصويّة بالإضافة للهضاب الكلسيّة، وهي قادرة على العدو بسرعة كبيرة إلا أنها لا تقفز خلال هذه الفترة بل تخبو بطريقة مماثلة لأنواع الغزلان الأخرى، كما ان هذه الانواع من الغزلان تتميز بجسدها الرشيق ولونها الجميل وقدرتها على التسلق والركض والمناورة، فضلا عن تحمل درجات الحرارة العالية وقلة المياه.

مؤخراً، اجريت دراسة علمية في جامعة المثنى حول غزال الريم العراقي بسبب تعرضه للانقراض، وهدف الدراسة ينطلق من اجل الحفاظ على هذا النوع الحيواني المهم في البلاد، حيث تمثل هذه الدراسة الاولى من نوعها في الشرق الاوسط والعالم.

ويقول صاحب الدراسة الاستاذ حيدر فالح لـ(المدى)، ان "دراسته تنطلق بهدف الحفاظ على غزال الريم العراقي من الانقراض بسبب قلة عدده في البلاد بشكل كبير"، لافتا الى ان "دراسته استمرت لمدة 6 اشهر من الناحية العملية في مناطق عمل توزعت بين محافظة بابل/ قضاء المحاويل، محافظة النجف/ جامعة الكوفة/ كلية الطب البيطري". 

واضاف، ان "الدراسة التي اجراها تعنى بتخزين السائل المنوي (سيمن) الخاص بذكر غزال الريم في نتروجين سائل على درجة حرارة ١٩٦- بمساعدة حليب نبات فول الصويا"، مشيرا الى ان "الادوات المستخدمة في حفظ هذا الـ(سيمن) قنينة نتروجين، وقصبات للحفظ الخاص ذات صناعة هولندية، ومواد مختبرية خاصة بهذا العمل". 

وتابع فالح، ان "هذه الدراسة ستمكن القائمين على رعاية غزال الريم من الاحتفاظ به لمئات السنين من خطر الانقراض"، مؤكدا انه "تواصل مع وزارة الزراعة بشأن دراسته التي حازت درجة الامتياز من الجامعة وهم من مشجعي هذا العمل، حيث بالامكان اعتباره موردا اقتصاديا من خلال سهولة تكاثره". 

في هذه الاثناء اصدرت وزارة الزراعة قراراً بالتراجع عن بيع غزال الريم العراقي في محمية محافظة المثنى بسبب ندرة هذا الحيوان الذي يبلغ تعداده حاليا في العراق بشكل كامل 600 غزال فقط. 

ويقول المشرف على المحمية في المحافظة تركي الجياشي لـ(المدى)، ان "وزارة الزراعة اصدرت كتابا الى كافة مديريات الزراعة في المحافظات والتي تتبع لها المحميات بعدم بيع غزال الريم الدرقي العراقي او اهدائه او التصرف به في مجالات اخرى"، مشيرا الى ان "عدد المحميات في البلاد يبلغ قرابة 11 محمية الا ان العاملات بشكل حقيقي وتحوي على غزال الريم لا تتجاوز اصابع اليد الواحدة". 

واوضح الجياشي، ان "هناك محميتين في محافظة الانبار يبلغ عدد غزال الريم فيهما قبل عام 2014 قرابة 2500 غزال، الا انه مع دخول داعش الى هذه المناطق في 2014 قام باخراجها الى مناطق مجهولة".