داعش يتواجد في صلاح الدين بـ 3 محاور وينفذ عمليات في ديالى وغربي الأنبار

Monday 11th of January 2021 08:35:26 PM ,
العدد : 4849
الصفحة : سياسية ,

 بغداد/ تميم الحسن

مع بداية العام الجديد استمر تنظيم داعش بمهاجمة القوات الامنية واصدقائها من المتعاونين مع الحكومة، في اسلوب دشنه التنظيم في الشهرين الأخيرين من 2020. ويستغل ماتبقى من التنظيم، "سوء توزيع القوات" في المناطق المحررة، و"حالات فساد" سمحت بـاطلاق سراح عدد من معتقلي "داعش".

بالمقابل تقول القيادة العسكرية في العراق بعد اكثر من 3 سنوات على التحرير، ان القضاء على "فلول داعش" اصبحت "مهمة سهلة".

وفي الاسبوع الماضي، كشفت (المدى) عن وجود تلاعب في سجلات بعض القوات الامنية في مناطق المحررة، تربك ضبط الامن في تلك المناطق، ومنها ديالى . وبعد ساعات من اوامر حكومية بمعاقبة عدد من الضباط الرفيعين في المحافظة على اثر هجوم "داعش" على نقطة عسكرية، هاجم التنظيم المنطقة ذاتها مرة ثانية.

ويقول (ر. س)، وهو ضابط في شرطة ديالى لـ(المدى) انه "بعد اقل من 24 ساعة على العقوبات، شن داعش هجوما على منطقة حلوان شمال شرقي ديالى".

وبين الضابط الذي طلب عدم نشر اسمه الصريح ان "الهجوم الاخير تسبب باستشهاد جندي واصابة آخر"، مبينا ان "الهجوم استخدمت فيه بنادق قناصة". وسبق ان حذر عبد الخالق العزاوي عضو لجنة الامن والنائب عن ديالى عبر (المدى) من "زيادة استخدام القنص في مهاجمة القوات الامنية في ديالى".

وكان الهجوم الاول على ثكنة عسكرية في حلوان الواقعة بين خانقين وجلولاء (7 كم شمال شرق بعقوبة)، قد انتهى بمقتل جندي واصابة 6 آخرين.

واعتبر ازاد شفي النائب عن ديالى حينها في اتصال مع (المدى) ان "تكرار الحوادث في مناطق شمال شرقي المحافظة، يعود الى وجود حواضن لتنظيم داعش وعدم وجود تنسيق مع البيشمركة". وكشفت مصادر وقتذاك لـ(المدى) عن غيابات كبيرة في سجلات الجنود والحشد والشرطة في ديالى تصل الى نصف العدد الحقيقي لتلك القوات، ضمن مايعرفون بـ"الفضائيين". ويطلق وصف الفضائي على عناصر الامن والجيش الذين يتقاضى الرؤساء رواتبهم ومخصصاتهم المالية مقابل منحهم اجازة مفتوحة. واضاف الضباط في شرطة ديالى ان "الهجمات لم تتوقف في شمال شرقي المحافظة، وخصوصا على قرى شريك وام الحنطة"، مشيرا الى "وجود خلل في توزيع القوات في ديالى". وتوجد في ديالى 9 تشكيلات عسكرية من الجيش والشرطة ومكافحة الارهاب، بالاضافة الى نحو 4 تشكيلات تابعة للحشد الشعبي.

بعد ليلة العقوبات

وكان وزير الدفاع جمعة عناد قد أقال على خلفية تلك الاحداث، آمر لواء مغاوير قيادة عمليات ديالى، وآمر فوج بالجيش، وعدد من الضباط الآخرين.

ورحبت لجنة الامن والدفاع بتلك الاجراءات، واعتبرتها امرا مهما في معالجة الخروقات المتكررة في مناطق شرقي ديالى.

لكن الخروقات لم تتوقف، واكد الضباط في شرطة ديالى ان "يوم الاحد هاجم داعش ثكنة عسكرية في ناحية ابي صيدا، شمال شرقي ديالى، وتسبب باصابة جنديين اثنين بجروح".

ويقول ازاد شفي النائب عن ديالى ان "مناطق ابي صيدا، وجلولاء، وقرى سنسل في شمال شرقي ديالى تضم حواضن للتنظيم".

وهذه الحواضن تقدم الدعم اللوجستي من ماء وطعام ووقود الى بقايا التنظيم، بالاضافة الى تسهيلات في دخول بعض المناطق.

وبدأ داعش في الشهرين الأخيرين من العام الماضي، بهجمات منظمة على القوات الامنية واصدقائهم من الحشد العشائري والصحوات والمصادر السرية التي باتت علنية للتنظيم.

مصادر داعش

ويعتمد التنظيم بالمقابل على مجموعة من مصادره في بعض المؤسسات الامنية الحساسة بكشف المصادر الحكومية. ووفق المعلومات فان التنظيم يهاجم بشكل يومي المناطق المحررة، على الرغم من ان القيادة العسكرية، تعتبر القضاء على بقايا التنظيم مهمة ليست بالصعبة. ويوم السبت الماضي، هاجم "داعش" قوات مشتركة من الجيش والشرطة والحشد قرب سامراء، اثناء عمليات تفتيش. وبحسب مروان الجبارة القيادي في حشد صلاح الدين، ان "داعش يتواجد في 3 محاور: غرب سامراء، شرق تكريت، وشمال بيجي".

ويقول الجبارة لـ(المدى) ان "عملية تغذية ماتبقى من تنظيم داعش تعتمد على وجود فراغات في بعض المناطق يستخدمها التنظيم في التنقل والعبور الى سوريا ومن ثم العودة الى الداخل".

تحذيرات فرنسية

وفي غضون ذلك رجحت وزيرة الدفاع الفرنسية، فلورنس بارلي، عودة تنظيم داعش مجددا في العراق وسوريا.

وتأتي تصريحات بارلي بعدما أعلنت ادارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، أنها تعتزم سحب 500 جندي من العراق في منتصف شباط المقبل وإبقاء 2500 جندي فقط هناك. وقالت بارلي بحسب وسائل اعلام فرنسية، إن "فرنسا ترى أن داعش ما يزال موجودا، حتى أنه يمكن الحديث عن شكل من أشكال عودة ظهوره في سوريا والعراق".

وأكدت بارلي أن داعش "يعيد بناء صفوفه في العراق أيضا"، معتبرة أنه "لم يتم اجتثاثه بالكامل في بلاد الشام لذا نحن لا نزال هناك عبر مهمات تدريبية وعبر مقاتلاتنا".

وكان عبد الوهاب الساعدي، قائد جهاز مكافحة الارهاب، قد قال في وقت سابق، ان عملية القضاء على بقايا داعش "أصبحت سهلة، وأن تأثير العصابات الإرهابية محدود جداً، لاسيما أنها تتواجد في بعض المناطق خارج المدن". واضاف في تصريحات للوكالة الرسمية في الاسبوع الماضي، ان جهاز مكافحة الإرهاب "أعدّ ستراتيجية لخمس سنوات(...) تركزت على نقطتين أساسيتين؛ الأولى هي المنع وتشمل العمليات العسكرية، والثانية الوقاية وهي حماية المجتمع من الإرهاب والفكر المتطرف".

طريق طريبيل

لكن بالمقابل مازالت القوات الامنية غير قادرة على مسك طريق ستراتيجي مثل طريق الرطبة الواصل بين الرمادي (مركز محافظة الانبار) والمنفذ الحدودي مع سوريا، على الرغم من اعادة افتتاحه قبل نحو عام. وبحسب مصادر امنية في الانبار، فان "داعش" قتل يوم الاحد، ضابطا مع اثنين من الجنود، اثناء مهاجمة سيارتهم في الرطبة.

وقررت السلطات الامنية في تشرين الثاني الماضي، عقب تكرار الهجمات على الطريق الدولي، اغلاقه من الخامسة مساءً الى السادسة صباحا.

بدوره قال مسؤول سابق في الانبار لـ(المدى) ان "وجود داعش في الانبار بعد اكثر من 3 سنوات من التحرير سببه الفساد".

المسؤول السابق الذي طلب عدم نشر اسمه اكد ان "هناك حالات رشاوى وعدم دقة في التحقيقات تتسبب بالإفراج عن عدد كبير من المنتمين الى التنظيم".