الموصل تشهد إحياء 2000 مشروع معطل وسط جهود تُبذل لإعادة إعمارها

Saturday 16th of January 2021 08:34:22 PM ,
العدد : 4852
الصفحة : ترجمة ,

 ترجمة حامد أحمد

وسط تصاعد المصاعب الاقتصادية التي تشهدها البلاد بسبب انخفاض أسعار النفط وتخفيض قيمة العملة التي تسببت بتضخم في السوق ،

فإن ذلك لم يعق الاستمرار بجهود مستمرة لإعادة إعمار منشآت وبنى تحتية ومعالم تاريخية دمّرها تنظيم داعش في الموصل على مدى ثلاث سنوات من تواجده فيها قبل اندحاره .

فقد ذكر مسؤولون في تصريحات لهم الأسبوع الماضي أن العراق مقدِم على تفعيل خطط للشروع من جديد في أكثر من 2,000 مشروع يتعلق بإعادة إعمار منشآت وابنية وخدمات دمرتها الحروب في محافظة نينوى .

وقال نجم الجبوري محافظ نينوى في تصريحات صحفية له أن أغلب المشاريع التي أطلقت بعد نهاية الحرب قد تم إيداعها الرفوف بسبب العجز المالي الناجم عن هبوط أسعار النفط .

وأضاف الجبوري أن محافظة نينوى كانت قد أطلقت هذه المشاريع بالتنسيق مع صندوق إعادة إعمار المناطق المتضررة من العمليات الإرهابية والذي تم استحداثه منذ سنوات قليلة مضت للاشراف على جهود إعادة الإعمار للمناطق التي لحقها الدمار خلال الحرب ضد داعش .

وقال الجبوري " المحافظة تسعى لتفعيل خطط إكمال ومواصلة العمل في أكثر من 2,000 مشروع تم إرجاؤه بسبب شُح التخصيصات المالية . " مشيراً الى أن المشاريع تغطي إعادة إعمار منازل ومعالم وجسور وكذلك إعادة إعمار شبكات صرف صحي ومستشفيات ومدارس . 

وضمن جهود إعادة إعمار المنشآت الحيوية والبنى التحتية في المحافظة تم التوقيع مؤخراً مع شركة فرنسية لإعادة إعمار مطار الموصل و ترميم ما لحق به من أضرار جراء عمليات التخريب التي أحدثها تنظيم داعش فيه . حيث خولت الحكومة المركزية محافظة الموصل وسلطة الطيران المدني العراقية بالتفاوض مع شركة باريس الهندسية الفرنسية لإنشاء المطارات وتوقيع عقد معها لإعادة إعمار مطار الموصل وذلك بتاريخ 27 كانون الألأول الماضي .

من جانب آخر شهدت أكبر كنيسة في محافظة الموصل كنيسة ، مريم العذراء ، في مدينة قرة قوش في سهل نينوى عمليات إعادة إعمار لدمار طالها وأعمال تخريب لمعالمها جرت على أيدي مسلحي تنظيم داعش واشتملت جهود الإعمار أيضاً على إعادة تمثال لمريم العذراء كان يزين قمة برج الكنيسة في السابق .

وشهد أهالي مدينة قرة قوش الخميس الماضي ، التي تعد من أهم واضخم تجمع لمسيحيي سهل نينوى في العراق ، احتفالاً بإعادة تنصيب التمثال على قمة برج الكنيسة الكاثوليكية السريانية .

وتعد هذه الكنيسة من أماكن العبادة المقرّبة لقلوب المسيحيين المحليين في سهل نينوى . حيث أقدم مسلحو داعش على إحراق الكنيسة بعد احتلال البلدة الذي بدأ من آب عام 2014 ، مدمراً كل الرموز المسيحية التي حوتها الكنيسة . ولكن بجهود وإصرار المجتمع المحلي بأكمله فقد تم إعادة إعمار الكنيسة .

الأب ، بول ثابت ، متحدثاً من مقاطعة "تللسقف" في سهل نينوى قال " أثناء عمليات تحرير الموصل تم تهديم برج جرس الكنيسة ، التي تعد الأكبر في سهل نينوى ، وإسقاطه على الأرض وذلك عن طريق ضربة بصاروخ أو قذيفة ، نحن لا نعرف بالضبط ."

وأضاف الأب ثابت " لم يبقَ من برج الجرس القديم سوى جزء صغير منه . وقد قررنا إعادة تثبيت تمثال السيدة العذراء على قمة البرج كما فعلنا ذلك قبل سنتين في "تللسقف" عند إعادة إعمار الكنيسة . وقد قام نحات مسيحي محلي من مدينة قرة قوش بهذا العمل ، والذي قام بنفس العمل أيضاً في كنيسة النجاة التي تعرضت لمجزرة في بغداد عام 2010

وكان تنظيم داعش وخلال صيف عام 2014 قد قام بغزو بلدة قرة قوش مدمراً ومحطماً البيوت والكنائس فيها وكذلك حرقه للمكتبة وأماكن ذات أهمية في مناطق أخرى من البلدة .

عشرات الإلوف من السكان المحليين هربوا مسرعين تاركين وراءهم أهم مدينة للمسيحيين في سهل نينوى . تم تحرير البلدة من المسلحين بعد سنتين من احتلالها وذلك في عام 2016 ، ولكن آثار أعمال النهب والتدمير بدت شاخصة لاعين العائدين للمدينة الذين بدأوا بالرجوع إليها .

الكثير من العوائل لم تعد بعد . التنظيم الإرهابي حرق ودمر معظم معالم البلدة التاريخية والتراثية ، ولكن بفضل منظمات دولية ومنظمات خيرية محلية تم إعادة افتتاح المكتبة شهر أيلول الماضي وخلال فترة وجيزة أصبحت المكتبة معلماً بارزاً من معالم البلدة .

ويقول الأب ثابت إن استعادة المعالم التراثية والثقافية للمدينة تساعد على تشبّث السكان المحليين بأرضهم والتي تعتبر رمزاً لتثبيت هويتهم . مشيراً الى أن إعادة إعمار أكبر كنيسة في سهل نينوى وهي كنيسة السيدة مريم العذراء تعد حافزاً لأهل البلدة بالعودة والبقاء حيث إنهم كانوا يأملون بإعادة إعمارها بعد أن تم تخريبها وتدميرها على يد مسلحي تنظيم داعش .

ويؤكد الأب ثابت الى أن الوضع الأمني في بلدة قرة قوش حالياً وضع مستقر وهادئ ، ورغم ورود تقارير عن حدوث بعض الأنشطة أو الخروقات فانه ليس هناك ما يدعو للقلق . حتى أن وباء كورونا لم يعكر الحياة في البلدة . بلدة "تلسقف" لم تسجل أية حالة أصابة على مدى شهرين . أما في المنطقة فإن الإهالي أكثر قلقاً واهتماماً بخصوص الأزمة الاقتصادية والصعوبات المرافقة لجهود إعادة الإعمار .

وقال الأب ثابت " بالنسبة لنا المشكلة الرئيسة تكمن في ارتفاع الأسعار وفرع نسبة التصريف بين الدولار والعملة المحلية . كل هذه الأمور تجعل من مهمة إعادة الإعمار مهمة أكثر صعوبة وتمثل عائق أمام من يرغب بالعودة ."

عن موقع آسيا نيوز الإخباري