كواليس زيارة الوفد التركي: أنقرة تهدد بحرب واسعة ضد الـ(PKK) لو فشلت بغداد بتقييده

Wednesday 20th of January 2021 11:20:04 PM ,
العدد : 4856
الصفحة : سياسية ,

 بغداد/ تميم الحسن

تقول أوساط سياسية مطلعة ان الوفد التركي الذي زار بغداد قبل أيام تحدث عن إمكانية شن بلاده هجوما واسعا يستهدف حزب العمال الكردستاني لو فشلت الحكومة العراقية بتقييده خلال شهرين كحد اقصى.

وشنت تركيا العام الماضي، حملتين عسكريتين داخل الأراضي العراقية، بذريعة ملاحقة حزب العمال الكردستاني (pkk) تسببتا بمقتل مدنيين وهجرة بعض المزارعين.

ويقدر وجود 4 آلاف مسلح تابع لحزب العمال في مناطق كردستان، وسنجار شمال الموصل، وهي اكثر المناطق التي تقلق انقرة.

ويدير الحزب المعارض لتركيا السلطة في سنجار منذ اكثر من عامين، فيما ابرمت حكومتا بغداد واربيل العام الماضي، اتفاقية لاخلاء المدينة من المسلحين وبضمنهم حزب العمال.

ويشن حزب العمال منذ 1984 تمردا على الأراضي التركية. وحزب العمال يصنف كمجموعة "ارهابية" من قبل تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

قبل نهاية 2020

ويقول مصدر قريب من الحوارات العراقية – التركية ان "انقرة ابلغت بغداد في آخر يوم من العام الماضي، انها ستشن حربا واسعة اذا لم تستطع الاخيرة طرد حزب العمال".

واضاف المصدر في تصريحات لـ(المدى) ان "الوفد التركي الاخير الى العراق جاء ليؤكد تلك التحذيرات ويقدم بالمقابل عروض المساعدة".

واكدت تركيا، امس، إصرارها على "إنهاء الإرهاب" من خلال التعاون مع حكومتي بغداد واربيل.

وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الأربعاء، في تقييم لزيارته إلى العراق: "مصممون على إنهاء الإرهاب من خلال التعاون الذي سنقيمه مع بغداد والاقليم".

وأضاف أن المرحلة المقبلة ستشهد تطورات مهمة على صعيد تعاون أنقرة مع كل من بغداد وأربيل في مكافحة الإرهاب.

وتثير العمليات التركية وآخرها التي انطلقت في حزيران الماضي، توترا مع الحكومة العراقية لكن انقرة تنوي "معالجة" مشكلة حزب العمال في حال "عجزت بغداد عن القيام بذلك"، بحسب المصدر.

ويكشف المصدر المطلع ان "تركيا منحت العراق مهلة تنتهي في اواخر شباط او بداية آذار المقبلين، لانهاء ملف حزب العمال والا ستقوم هي بذلك".

بدوره كان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، قد رفض ان يكون العراق محطة لأي "تهديد أو نشاط إرهابي يستهدف الجارة تركيا".

وقال الكاظمي في بيان عقب لقائه الوفد العسكري التركي، إن "قدرة العراق على معالجة هكذا تهديدات إنما تتعزز عبر استمرار فرض القوات الأمنية العراقية لوجودها".

وجاءت زيارة الوفد العسكري التركي الى العراق التي بدأت يوم الاثنين الماضي، برئاسة وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، بعد أقل من شهر على زيارتين للجانب العراقي إلى أنقرة.

واعلن اردوغان خلال مؤتمر صحفي الى جانب الكاظمي في الشهر الماضي "اتفقنا على مواصلة المعركة ضد أعدائنا المشتركين"، مشيرا الى حزب العمال وتنظيم داعش.

الحوارات مع بغداد

في تلك الاثناء استبعد هريم كمال، عضو لجنة الامن والدفاع في البرلمان العراقي، ان "تنفذ انقرة هجوما داخل الاراضي العراقية بدون موافقة بغداد".

واستدرك عضو اللجنة في تصريح لـ(المدى) ان "تركيا لديها نوايا تنفيذ حملة عسكرية واسعة خصوصا مع تبدل الحكومة في واشنطن".

لكن النائب يقول بالمقابل ان "بغداد ربما لن تقبل اي تسوية لملف حزب العمال بدون مغادرة القوات التركية الاراضي العراقية".

وبحسب كمال، ان تركيا لديها "اكثر من 30 نقطة وثكنة عسكرية داخل الاراضي العراقية"، مشيرا الى ان هدف تركيا ابعد من حزب العمال.

واكد النائب ان "القصف التركي تسبب بمقتل مدنيين، كما هجر مزارعين من الاراضي القريبة من تركيا".

وفي الاسبوع الماضي، كشف تقرير عن مدى تأثير الضربات الجوية التركية على التجمعات السكانية الآشورية المقيمة في المناطق الحدودية.

وجاء في التقرير الذي نشره المعهد الآشوري للسياسة، ان "الصراع المستمر بين تركيا وقوات الـ (pkk) في شمالي العراق قد جعل من حياة السكان المدنيين في المناطق المستهدفة، لا تطاق". وجاء في التقرير ان ما لا يقل عن 26 عائلة آشورية من قرية "شارنشاه" القريبة من الحدود التركية، غير قادرة على العودة لمساكنها منذ حزيران الماضي، ويعيش غالبيتهم الان في "مساكن مؤقتة في زاخو واحياء أخرى في دهوك".

ويمتد القلق في شمالي البلاد من القصف التركي الى سنجار، حين وجهت انقرة الى المدينة عدة هجمات آخرها كان في تشرين الثاني الماضي.

اقتحام سنجار

ويقول المصدر المطلع على النقاشات مع تركيا ان "انقرة حين هددت بشن عملية واسعة في العراق، قالت انها ستصل الى سنجار". وكان اكار، وزير الدفاع التركي، قال يوم الاربعاء إن تركيا تتابع عن كثب "إخراج الإرهابيين من محيط سنجار (في العراق)، وإن أنقرة مستعدة لتقديم الدعم في هذا الخصوص".

وفي نهاية 2018، شهدت سنجار لاول مرة سيطرة حزب غير عراقي على المدينة. واستطاع الـ (pkk) من الاستحواذ على مقاليد السلطة في سنجار بالاتفاق مع بعض القوى المحلية المرتبطة بالحشد الشعبي هناك.

ويقول المصدر ان "حزب العمال بعد 3 اشهر من تنفيذ اتفاقية سنجار مازال يسيطر على المدينة، ويدير كل السلطة".

وفي تشرين الاول الماضي، كشفت بغداد واربيل عن اتفاقية "اعادة التطبيع في سنجار"، تتضمن محاور خدمية وامنية ومنها طرد كل القوى المسلحة من المدينة.

ومازالت الاتفاقية بحسب المصادر، تراوح في مكانها، بسبب "خلافات كبيرة" بين القوى الامنية والحشد والاحزاب المسيطرة على سنجار.

وتوقع بعض المسؤولين، ان يتحول الامر في سنجار الى "صدام مسلح" بين الحكومة وحزب العمال، اذا رفض الأخير الالتزام ببنود الاتفاقية.

لكن هريم كمال عضو لجنة الامن، قال ان "الحرب لن تنهي حزب العمال لانه يمثل نحو 25 الف كردي في تركيا. ليس هناك حل سوى الحوار".