10 تفجيرات طالت ساحة الطيران منذ 2003 أصدقاء الضحايا وصورهم شاهدة على المجازر

Saturday 23rd of January 2021 10:47:27 PM ,
العدد : 4857
الصفحة : سياسية ,

 بغداد/ المدى

ليس بعيداً عن جدارية السلام للراحل فائق حسن، وسط العاصمة بغداد، يتذكر أصحاب البسطات في ساحة الطيران زملاءهم الذين ذهبوا ضحايا تفجيرات استمرت لنحو عقد من الزمن.

ومازالت بعض صور الضحايا معلقة على الجدران القريبة من الانفجار الاخير الذي وقع نهاية الاسبوع الماضي، وتسبب بمقتل وجرح اكثر من 100 شخص.

يفترض ابو كريم صاحب عربة لبيع العصير وفي لحظة صدمة مما جرى، ان "الشهداء السابقين" المعلقة صورهم في الطيران، هم الوحيدون الذين يعرفون الجناة!

10 تفجيرات حتى الآن طالت محيط الساحة التي تعد محطة لتجمع العمال وأصحاب المهن البسيطة بعد عام 2003. كان اعنفها تلك التي وقعت في عامي 2006 و2018، حيث حصد التفجيران قرابة 300 ضحية بين قتيل وجريح.

ويضيف ابو كريم لـ(المدى): "في كل مرة تقوم الحكومة باحتساب عدد الشهداء وتغسل الدم عن الشارع ولانعرف من المسؤول ولا كيف ستمنع حدوث تفجير آخر".

كل التفجيرات التي جرت في السنوات الماضية في محيط الباب الشرقي الذي يبعد اقل من بضعة امتار عن الطيران، نفذت عبر انتحاريين.

لكن هذا الاسلوب كان قد تراجع بعد 2017 (لحظة إعلان النصر على داعش)، واختفى نهائيا في بغداد بعد آخر تفجير جرى في تموز 2019 على حسينية في جنوبي العاصمة.

يقول مصدر امني، ان "العمليات الانتحارية تحتاج الى تمويل كبير وتجهيز دقيق، وهذا لم يعد متوفراً لدى داعش".

وكان تنظيم داعش قد فقد اغلب تمويله في السنوات الثلاثة الماضية، قبل ان يتمكن في ايلول 2020 من ارسال انتحاريين اثنين الى كركوك.

كان انتحاريا كركوك هما آخر انتحاريين فجرا نفسيهما في المدينة وفي كل العراق.

ويضيف المصدر لـ(المدى): "الانتحاريون بالغالب لا يعرفون المكان الذي سيتفجرون فيه. يلبسون الاحزمة واحيانا شخص آخر يقوم بكبس زر التفجير من بعيد".

وتسربت معلومات في بداية الحادث، ان القوات الامنية كانت قد طاردت مشبوهين، لكن وزارة الداخلية قالت بعد ذلك، ان احد الانتحاريين خدع المارة وتظاهر بانه مريض لجمع اكثر عدد من الضحايا.

ويتابع المصدر: "اغلب الانتحاريين يكونون موتى في الاصل، بمعنى أنهم متورطون بعدة جرائم سابقة ونهايتهم محسومة بالقتل او اعدامهم في حال اعتقالهم".

وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن التفجيرين، فيما توعد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي التنظيم بـ"رد قاسٍ ومزلزل".

في تلك الاثناء، يقول علي مؤنس، عضو لجنة الامن والدفاع في البرلمان ان "الخروقات الامنية الاخيرة هي جرس إنذار للحكومة، بان لا تخضع لدعوات تخفيض تمويل القوات الأمنية".

وينتقد مؤنس في تصريح لـ(المدى) ماقال انه "معارضة من بعض الجهات لنفقات القوات الامنية في الموازنة، وطلبهم تحويلها الى قطاع الإعمار والصحة".

ويحصل قطاعا الأمن والدفاع في العراق على أعلى التخصيصات في الموازنات، وحصتهما في موازنة 2021 حسب المسودة الاولية، 16%.

وتجري في العراق منذ شهرين تقريبا، سجالات واسعة حول الوضع الاقتصادي، وإجراء الانتخابات التشريعية.

وكانت جهات سياسية قد توقعت ان نجاح بعض الاطراف بتأجيل موعد الانتخابات لنحو أربعة اشهر عن موعدها السابق، سيكون متاحا امامها اقالة الحكومة، بذريعة عدم القدرة على الإيفاء بوعودها.

وذهبت بعض القراءات عقب التطور الامني الاخير، الى ان تستغل بعض القوى السياسية تفجير الطيران للمطالبة بمغادرة الكاظمي، اذا ماكانت تلك التفجيرات هي سياسية بالدرجة الاولى.

وخاض مدونون على شبكات التواصل الاجتماعي، جدالات طويلة حول علاقة إيران وامريكا، والفصائل المسلحة بالهجوم، واستبعاد مسؤولية "داعش" عن بعض تلك المناقشات، رغم ان الأخير تبنى الهجوم.

بدورها طالبت كتائب حزب الله- احد فصائل الحشد الشعبي- بـ"طرد الكاظمي" على خلفية تفجيري الطيران.

وقال المسؤول الأمني للكتائب، أبو علي العسكري، على تويتر إن "تصفية الحسابات مع بعض القادة الأمنيين هي خسة ونذالة ويجب أن لا تمر مرور الكرام".

وأضاف العسكري الذي تسربت قبل شهر مذكرة اعتقال بحقه على خلفية تهديده للكاظمي، إنه إن "كان ولا بد، فإن أول من يجب طرده هو كاظمي الغدر، ومعه شلته المتواطئة في جهاز المخابرات".

وكانت التغييرات الامنية عقب الحادث، قد شملت إقالة وكيل وزير الداخلية لشؤون الاستخبارات عامر صدام من منصبه وتكليف أحمد ابو رغيف.

كما تمت اقالة عبد الكريم عبد فاضل (ابو علي البصري) مدير عام استخبارات ومكافحة الإرهاب بوزارة الداخلية (خلية الصقور) من منصبه وتكليف نائب رئيس جهاز الأمن الوطني حميد الشطري بمهام ادارة خلية الصقور وربط الخلية بالقائد العام للقوات المسلحة.

بالاضافة الى نقل قائد عمليات بغداد قيس المحمداوي الى وزارة الدفاع، وتكليف احمد سليم قائدا لعمليات بغداد.

وبحسب المصادر فان عدداً من الاسماء التي طالها التغيير مرتبطة ببعض الفصائل المسلحة، وهو ما دفع لمهاجمة الحكومة، كما حملت تلك الجهات بعض دول الخليج مسؤولية ماجرى.

وبين تلك الاتهامات، يتمنى صاحب العربة الخشبية المزينة بالمصابيح الكهربائية قرب موقع الانفجار الاخير، ان تخرج صور ضحايا الطيران السابقين عن الصمت، فهي باعتقاده شاهدت كل شيء جرى هنا.