خاص جداً ... زوم طارق الجبوري وحديث عن السينما والتشكيل

Wednesday 3rd of March 2021 10:05:22 PM ,
العدد : 4888
الصفحة : منوعات وأخيرة ,

 قحطان جاسم جواد

قدم المخرج طارق الجبوري محاضرة تفاعلية بطريقة الزووم في جامعة القادسية، اسم المحاضرة وموضوعها كان (البناء التشكيلي لمعمار اللقطة السينمائية بين تفاعل الميزانسين الحركي وعناصر السينوغرافيا)، مدعومة بتجربته الاخراجية. قال فيها الجبوري:

السينوغرافيا كلمة اغريقية في المعنى الحديث تعني كل ما يتعلق بالاطار الشكلي وعناصر التكوين الفيزيائي للمشهد في المسرح والسينما مع الاختلاف الكبير بينهما، اما الميزانسين وتعني حرفيا الوضع في المشهد المسرحي والسينمائي، اما بتصرف فهي نسق حركة عناصر السينوغرافيا وفق خطة اخراجية بنائية على وفق مرجعيات ثقافية وفلسفية وجمالية على مستوى الشكل والمضمون. واضاف: الموضع الآخر هو كيفية اشتغال الميزانسين مع السينوغرافيا واسميته الميزاسينوغرافيا وهي استغلال عناصر السينوغرافيا لتشكيل تكوين حركي على وفق الخطة الاخراجية التي تعتمد هذه العناصر والمقصود حركة الممثل وحركة الكاميرا والعدسات وزوايا الكاميرا وحركتها والملابس والاكسسوار والممثل والحوار والموسيقى والاضاءة والمونتاج واللون والديكور.....الخ.

اما كيف تكون حركة الممثل وحركة الكاميرا ضمن هذا المفهوم؟ يقول الجبوري: الممثل هو واحد من عناصر السينوغرافيا وهو اداة رئيسة للمخرج في تحقيق بناء اللقطة يتحرك الممثل على وفق تجسيد الفعل. في الحكاية لتحقيق الصراع وحركة الممثل لم تأت جزافا فالممثل يتحرك بناء على ميزانسين المخرج وهو المخطط الحركي لتجسيد اللقطة مانسميه الشوتنك سكربت او السيناريو التنفيذي كذلك حركة الكاميرا، الكاميرا بحد ذاتها اداة سينوغرافية اما حركتها فمرتبطة بميزانسين المخرج وفق الشوتنك سكربت. ولكل حركة للكاميرا فلسفتها ولغتها احيانا تتوافق حركة الممثل مع حركة الكاميرا لتحقيق مركب حركي.

اي هناك حركة ممثل وحركة كاميرا وتزاوج حركة الممثل مع حركة الكاميرا لتكون اكثر تفاعلية. وحول تساؤل مفاده بماذا تختلف عناصر التكوين الفيزيائي في السينما عن ما موجود في المسرح؟ قال الجبوري: من المعروف ان السينما ليست كالمسرح فهي كما نعرف اسمها الحركة ويعد من القصور الذهني التقصير في تحجيم حركة الممثل وحركة الكاميرا وحركة الاشياء.

فالسينما ليست استاتيكية انما هي ديناميكية في توظيف عناصر الحركة ولكي تجسد الواقع علينا اعتماد التشكيل الحركي في بيئة وفضاء اللقطة، السينما سابقا اعتمدت اللقطات الثابتة كون الكاميرا ثابتة المتحرك الوحيد هو الممثل اي اعتماد الحالة المسرحية بكل صفاتها وزاد اعتماد الحركة في تحقيق اللقطة هو بأنسنة الكاميرا التي باتت تتحرك بكل الاتجاهات يمينا، يسارا، اعلى، اسفل، دوران، سياحة في فضاء اللقطة -كرين دولي جمي جب- واخيرا الحركة الحرة بالستديكام، المخرج المحدود الخيال هو من يكتف الممثل والكاميرا والاشياء حتى المونتاج كان صعبا جدا في السابق اصبح المونتاج باعثا كبيرا ومحركا فاعلا في خلق ايقاع حركي سريع ومؤثر.

اخيرا قال:- التكوين في المسرح يبنى ويتحقق على مستوى ١٨٠ درجة انما التكوين الحركي في السينما ٣٦٠. ويخضع لشروط العدسات وحجوم اللقطات واختلاف الزوايا فتكون حرية واسعة لميزانسين وسينوغرافيا المخرج لتحقيق معمار وتكوين فاعل.