الكاظمي: الحكومة طرحت فكرة المشرق الجديد ونعمل على تطبيقها مع الأردن ومصر

Monday 15th of March 2021 10:06:42 PM ,
العدد : 4898
الصفحة : سياسية ,

 بغداد/ المدى

أكد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، أمس الاثنين، ضرورة مغادرة ظاهرة عسكرة المجتمع. قال إن الدبلوماسية والحوار هما القوة الحقيقية لحماية الناس والابتعاد عن الحروب، وهي فرصتنا الوحيدة للخروج من دوامة الصراعات.

وشدد على ضرورة خلق خطاب وطني موحد، ننطلق منه الى حوار اوسع على مستوى المنطقة لتأمين مصالح شعبنا والسلم والاستقرار الإقليميين. وأشار الى ان الحكومة طرحت فكرة المشرق الجديد ونعمل على تطبيقها من خلال إيجاد مصالح مشتركة واسعة بين العراق والأردن ومصر. وقال الكاظمي خلال كلمة ألقاها في مقر وزارة الخارجية، تابعتها (المدى): "أوجه شكري للاخوان في وزارة الخارجية الذين كانوا جنودًا مجهولين لعبوا دورًا مهمًا في انجاح زيارة قداسة البابا للعراق". وأضاف "اتفق ان القوة الناعمة يجب ان تأخذ مجراها، فالسلاح الذي كان يمتلكه العراق لم يوصله الى شيء سوى الدمار والحروب العبثية والعداءات".

وتابع أن "الدبلوماسية والحوار هما القوة الحقيقية لحماية الناس والابتعاد عن الحروب، وهي فرصتنا الوحيدة للخروج من دوامة الصراعات، والبديل عنها ليس الا جنون الحروب والخراب الذي عانى منه هذا البلد لعقود طويلة".

وأكد رئيس الوزراء على أن "الدبلوماسية الفاعلة تتطلب جهدا كبيرا على مختلف الجهات، وهذا دور سفاراتنا ودبلوماسيينا والمنظمات الدولية وتفعيل أدوات ووسائل حوارية متنوعة تضمن مصالح البلد وتوجهه نحو حلول دائمية".

وأشار إلى أن "في مجتمعنا وللأسف الشديد نرى ظواهر مستمرة من زمن البعث المقبور وحتى بعد عام ٢٠٠٣، ظاهرة عسكرة المجتمع والظواهر المسلحة، هذه يجب ان نغادرها، ويجب ان يكون البديل الدبلوماسية والاقتصاد والتنمية، الحروب بدايتها سهلة، وصناعة السلام اصعب، لذلك يجب ان نغادر هذه المرحلة وتكون الدبلوماسية هي الحل للتعاطي مع المشاكل".

ولفت إلى ان "الحالة العراقية إزاءَ أزمات معقدة ومركبة ذات ابعاد سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، وعلينا الاستفادة القصوى من علاقاتنا الدولية ومن الدعم الدولي للمساعدة في تجاوزها وتخفيف الكثير من الآثار للظروف التي مر بها العراق".

وأعرب الكاظمي عن "أهمية خلق خطاب وطني موحد، ننطلق منه الى حوار اوسع على مستوى المنطقة لتأمين مصالح شعبنا والسلم والاستقرار الاقليميين".

وأوضح أن "الحكومة العراقية نجحت في تطوير دبلوماسية نشطة، حيث فعّلنا الحوار الستراتيجي مع الولايات المتحدة وانتقلنا نحو التركيز على التعاون الاقتصادي والدبلوماسي والثقافي، كما أننا نجحنا بتخفيض عدد القوات الأجنبية بنسبة ستين في المئة"، مبينا أن "الدبلوماسية العراقية ساعدت العراق ايضا على الخروج من الأزمة الاقتصادية، حيث تم تشكيل مجموعة التواصل الاقتصادي بدعوة منا والتي وقفت بجانب العراق في أزمته الاقتصادية وما زالت تقدم الدعم لنا في مسار الإصلاح الاقتصادي وتطبيق الورقة البيضاء".

واكد "انفتاح البلاد نحو جميع القوى الإقليمية والدولية، ما خلق انطباعا إيجابيا عن العراق واستقراره السياسي والفرص التأريخية الكبرى له".

وبشأن زيارة البابا، قال الكاظمي إنها "جاءت ضمن هذه الجهود، ليقدم دعما معنويا كبيرا للعراق، ورسالة للجميع أن العراق بيئة للتلاقي بين الاديان والحضارات، وانه يتجاوز محنة الحرب والدمار الذي سببه داعش، وأن الشعب العراقي شعب محب للسلام وفخور بتنوعه الديني والاجتماعي والسياسي".

وأكد على وجود "مذكرات تفاهم واتفاقيات عدة عملنا عليها خلال هذه الفترة مع كل جيراننا العرب والإيرانيين والأتراك، رغم كل الخلافات الموجودة بين هذه القوى". ولفت إلى أن "الحكومة طرحت فكرة المشرق الجديد ونعمل على تطبيقها من خلال إيجاد مصالح مشتركة واسعة بين العراق والأردن ومصر، من شأنها أن تخلق منطقة اقتصادية مزدهرة تنتفع منها جميع القوى في المنطقة ويلعب العراق فيها دورا رئيسيا"، مشيرا إلى "وجود علاقات متنوعة مع المملكة العربية السعودية وجميع دول الخليج الأخرى، وماضون باستثمارات عدة في مختلف القطاعات الزراعية والصناعية والطاقة". وعلى الصعيد الاقتصادي، أكد رئيس الوزراء "اكتمال اتفاقية ربط السكك الحديدية بين العراق وايران، ما سيربط العراق بشمال الصين ويخلق فرصا اقتصادية واسعة له". ودعا الكاظمي "القوى السياسية والمجتمعية إلى قراءة نماذج النجاح بين الشعوب الأخرى، لنرى كيف تحولت رواندا من احد أسوأ تجارب التطهير العرقي الى دولة مزدهرة في قارة افريقيا، وكيف نجحت جنوب افريقيا في العبور من أحد أسوأ تجارب العنصرية الى دولة ناجحة بتطبيق منهج صحيح للعدالة الانتقالية، وكذلك سنغافورة وشبه جزيرة البلقان، وغيرها من مناطق الصراعات الكبرى في العالم"، مؤكدا على "وجود إمكانات كبيرة لبناء السلام، ولصناعة فرص جديدة لجميع شعوب المنطقة، ويجب على العراق أن يأخذ دوره الفاعل في هذا المسار، وانتم في الجهاز الدبلوماسي العراقي جنود هذا السلام الشامل والدائم لنا ولجميع شعوب المنطقة". وختم كلمته بالقول "انتم على مختلف مستويات عملكم، سواء في مقر الوزارة في بغداد او في سفاراتنا في الخارج، انتم كلكم سفيرات وسفراء، كل واحدة وواحد منكم عراق متنقل، وهذه مسؤولية كبرى، وأرى انكم على قدر المسؤولية".