أنس الموسوي: أفـلام الأنـيمـيشن تحتاج كوادر متخصّصة وأجـهـزة تـحريـك وحـواسـيـب ضـخـمـة

Wednesday 24th of March 2021 09:49:10 PM ,
العدد : 4906
الصفحة : سينما ,

حاوره/ المحرر

تعرّف الإنتاج السينمائي العراقي على عدد من أفلام الأنيميشن، حيث تصدى بعض الشباب السينمائي لممارسة صناعة هذا النوع من الأفلام القصيرة، وكانت بداية هذا الفن في العراق على يد المخرج فيصل الياسري في فيلمه الطويل (الأميرة والنهر) عام 1982.

ومن المخرجين الشباب المتميزين في هذه الصناعة أنس الموسوي، الذي بدأ في مجال التصميم الإعلاني و التلفزيوني منذ عام 2005 حتى الآن، وهو حاصل على شهادات خبرة من معاهد فنية و تنموية في العراق و إيران كان أهمها شهادة (UNDB) وعمل في قنوات فضائية و مؤسسات فنية داخل و خارج العراق، دخل بعدها الى السينما و تحديداً أفلام الانيميشن في مطلع عام 2016 كمخرج و صانع أفلام أنيميشن و له وحقق عدة أفلام شاركت في المهرجانات السينمائية داخل و خارج العراق، و حصل على عدد من الجوائز، له أحد عشر مشروع أفلام، منها فيلم (قصة حياة) و (آريس) و (عيون) و (الروليت الروسي) و(ماذا أنا) و (كلكامش العظيم) كذلك له خمسة أفلام من صناعته، و هي فيلم (الفراشات تموت محلقة) و (رقصة الثلج) و (IAD) و فيلم (حُر) و (هناك أجمل). المدى التقته للحديث عن تجربته في هذا المجال:

 هذا الفن جديد في العراق وكان للشباب السبق في خوض غماره من خلال الأفلام القصيرة .. هل أُنجزمن أعمال ما يستحق الإشادة؟

- هذا الفن هو فن قديم بدأت تجلياته ببداية القرن الماضي و تطور ليكون فناً مهماً كما نراه اليوم محققاً أعلى نسب مشاهدة و أرباح بالتالي في شبابيك التذاكر العالمية .. أما بالعراق فهو جديد نسبياً ففي عام ١٩٨٢ كان أول منجز انيميشن سينمائي مهم و هو فيلم (الأميرة و النهر) للمخرج فيصل الياسري و انقطع بعدها الإنتاج السينمائي من هذا النوع حتى ما بعد عام 2003 بأعمال تلفزيونية و إعلانية، كان لي نصيب منها بالمسلسل الكرتوني (الرحلة الشيقة) بـ12 حلقة و بمعدل 10 دقائق للحلقة الواحدة .. أما سينما الانيميشن فهي اكثر حداثة إذ أن أول الأفلام القصيرة للشباب كانت بعد عام 2008 تقريباً .. كل الأعمال حسب رأيي الشخصي هي أعمال بسيطة حتى الآن وهناك شباب يعملون على تجارب مهمة، و في تنافس مستمر بصناعة أعمال ترتقي للعالمية إن شاء الله

 وهل إحجام الشباب عنه هو بسبب التكاليف الكبيرة لصناعته .. أم ترى أن التعامل معه كان باستهانة واستخفاف مثلاً؟

- الأمران صحيحان فأبسط الأعمال هي بحاجة لكوادر يملكون مواصفات معينة، و تخصصات مختلفة، ليمكنهم إنجاز عمل قصير بالإضافة لارتفاع و محدودية توفر أجهزة التحريك و الحواسيب الضخمة التي تعالج هذه الرسوم و الحركات .. أما التفاعل بالمقابل مع هذا الفن فهو لا يرتقي، لصعوبة إنتاجه و تعقيدها و حتى الآن يعتبر الكثيرين أن هذا الفن هو فن بسيط يحاكي مزاج الأطفال، و لا يتم النظر له بموضوعية و اهتمام كما نراه في باقي دول العالم

 التمويل وتكاليف الإنتاج الكبيرة، هل كانت سبباً في محدودية انتشار هذا النوع السينمائي في العراق؟

- تعتبر هذه من أهم الأسباب في محدودية إنتاجه بالإضافة لصعوبة التعامل مع برامج صناعته التي تعتبر من أكثر البرامج الحاسوبية تعقيداً، ففي العراق لا توجد مراكز علمية متخصصة بهذه الصناعة مثلاً، رغم أن معدل استخدام الحاسوب في العراق مرتفع حسب بعض الإحصاءات العالمية، وكذلك دراسة الحاسوب في المدارس العراقية لم يرتقِ بعد الى ما يحصل في الكثير من دول العالم، فالبرامج المقررة للتدريس تقليدية إلا خلال الدراسة الجامعية.. هذا فضلاً عن أنه لا توجد تخصصات في هذه الصناعة انعدام الترويج والدعاية لها.. وبشكل عام فأن ثقافة تمويل الأعمال الفنية ومنها الأعمال السينمائية بين أصحاب رأس المال تكاد تكون معدومة. فما بالك بتمويل فيلم انيميشن الذي يراه البعض مجرد ألعاب الكترونية لا غير.

 من المعروف أن الانيميشن كان بداية احد الفنون السينمائية، قبل أن يتحول الى الاستخدام في التلفزيون.. هل اكتسب الأهمية الآن بوصفه نوعاً سينمائياً معترف به؟

- منذ أول تجلٍ لفن الانيميشن فهو فن سينمائي رغم أن له استعراضات اخرى في المجالات التلفزيونية و الإعلانية إلا أنه ظل محافظاً على سمته الأساس بكونه فناً سينمائياً محبب للمشاهدين بمختلف أعمارهم محققاً أعلى الإيرادات و الأرباح بالعادة .. أما أغلب المهرجانات السينمائية العالمية فهي تتعامل مع فن الأنيميشن بكونه نوعاً سينمائياً قائماً بذاته، تخصص له لجان فرز متخصصة، وحكام متخصصين، و جوائز، بالتالي باعتباره نوعاً مهماً من أنواع السينما

 هل بدأت أنت بالانيميشن الإعلاني مثلا قبل أن تتجه الى السينما؟

- بالنسبة لي بدأت بفن الانيميشن التلفزيوني و تحولت بعدها لتقديم أعمال اعلانية، و ما زلت مستمراً بصناعة انيميشن الإعلان، لكن إهتمامي الأكبر و هو فن سينما الانيميشن الذي أعمل به منذ ما يقارب السبعة أعوام من دون انقطاع.

 يعتمد هذا النوع من الأفلام في أن يكون لكل صانع أسلوبه الخاص في رسم الشخصية .. هل توافق على هذا الرأي؟

- نعم طبعاً .. فبالرغم من أن أنواع الانيميشن كثيرة و مختلفة فيما بينها فمنها ال 2D ANIMATION و ال 3D ANIMATION و الـ CLAY ANIMATION و الانيميشن الرقمي و غيرها، إلا أن لكل مصمم أو رسام أو محرك طريقة يراها مناسبة للتعامل مع أدواته و تميزه بالنتيجة عن غيره

 يلاحظ في بعض المهرجانات المحلية في العراق استقبالها على بعض أفلام الأنيميشن التي تعتمد مشاريع تتضمن شخصيات مقلدة.. ما تعليقك؟

- للأسف فإن قلة المتخصصين بهذا الجانب في العراق من القائمين على المهرجانات السينمائية قد ساعدت في انتشار المزورين و سارقي حقوق الملكية في عرض أعمالهم بعنوان ( اعمالهم الخاصة ) .. نتمنى من المهرجانات المحلية أن ينتبهوا لهذه المشكلة الكبيرة و أن يتم التعامل معها بحكمة فهم يساهمون بتشويه هذا الفن و نقل صورة سيئة عن صناعة العراقيين أمام دول الخارج

 هل ترى في الأفق مستقبلاً لهذا النوع من الأفلام في العراق.. وما هي بالضبط معوقاته ؟

- لا أرى بقدر ما اتمنى .. فإن أصعب ما يعوق إنتاج سينمائي من نوع انيميشن محترم هو الانتاجية العالية نسبياً مع باقي الأنواع السينمائية الأخرى.. إنتاجية قد تصل لمئات الألوف من الدولارات في بلد لا يدعم المشاريع الأصغر بمئة ضعف، وأشير أن هناك شغفاً من قبل الكثير من الشباب ولكن للأسباب التي ذكرتها لا يستطيع هؤلاء الشباب من تحقيق أحلامهم..