بسام فرج الفنان الذي أضحكنا

Sunday 4th of April 2021 10:06:00 PM ,
العدد : 4915
الصفحة : عام ,

ثائر صالح

تعرفت على بسام فرج شخصياً بعد قدومي إلى المجر صيف عام 1979. كان بسام يعمل وقتها رساماً في ستوديو أفلام بانونيا،

وهي الورشة الفنية الاولى التي أنتجت افلام الكارتون المجرية الرائعة ودبلجت الأفلام الأجنبية بمستوى فني عالمي قد يفوق أحياناً مستوى العمل الأصلي طوال عقود من 1957 حتى ما بعد التغير السياسي في 1990، عندما أخذ الإستوديو بالتدهور لحين إغلاقه نهائياً سنة 2015. كنت أزوره هناك لوحدي على الأغلب أو مع بعض الأصدقاء. ساهم بسام في انجاز العديد من أفلام الكارتون المجرية الشهيرة التي كانت تعد في طليعة أفلام الكارتون على الصعيد الأوروبي والعالمي. عمل في انتاج العديد من أفلام الكارتون أذكر منها فيلم سافي (من إخراج أتيلا دارغاي 1984). وقد ساعدته خبرته الغنية التي اكتسبها في العمل قرابة عقدين في هذه الورشة على تشذيب خطوطه وتقنياته في فن الكاريكاتير الذي أبدع به.

جاء بسام إلى المجر في منتصف السبعينيات ليدرس في مدرسة الصحفيين العالمية في بودابست، وهي المركز التدريبي لمنظمة الصحفيين العالمية التي كان مقرها في براغ. لكنه بقي في المجر وتزوج من فتاة مجرية كانت تعمل في معهد الدراسات الموسيقية التابع لأكاديمية العلوم المجرية، وأنجبا ابنتين، ماريا وآنّا.

جمعنا العمل بداية الثمانينيات في تشكيل فرع رابطة الكتاب والصحفيين والفنانين العراقيين لتجمع المثقفين العراقيين المعارضين للسلطة البعثية الصدامية، وكان عددنا قليلاً في المجر. ثم جمعنا العمل في صحيفة المدى من جديد قبل عشر سنوات، وكنت أعجب لقدرته على استقراء مواضيع الساعة وتوظيفها في الكاريكاتير اليومي الذي يرسمه. وبينما يمكنني تهيئة مواد لأسابيع مقبلة تنشر كل أسبوع، يحتاج بسام إلى البقاء يقضاً على مدار الساعة لاقتناص أي تعليق أو تصريح أو حدث، ليعيد صياغته على الورق حتى ينشر بعد يوم أو يومين. كان يقضي الكثير من الوقت في تقليب صفحات الانترنت حتى لا يفوته شيء، وينصت لأحاديث الأصدقاء عند اللقاءات عله يصطاد مادة ليبني عليها فكرة كاريكاتير جديد. كان مرحاً على الدوام، حتى في أصعب الظروف، هادئاً ومسالماً.

أسهم بسام برسومه الكاريكاتورية الذكية في فضح سياسات السلطة القمعية وارهابها خلال عقد الثمانينيات، وكان موضوع المساواة بين الخميني وصدام وجها الحرب العراقية الايرانية البشعين من مواضيعه الأثيرة، وقد تناولها بنقد لاذع وذكي. فيما بعد تناول احتلال الكويت وقمع الانتفاضة وتجويع الشعب، ثم حرب 2003 وإسقاط نظام صدام وسيطرة أحزاب الاسلام السياسي والطائفية في الكاريكاتير اللاذع الذي كان يبدعه ويثير اعجابنا نحن العراقيين والعرب الأصدقاء المجريين الذين يحضرون فعالياتنا ونشاطاتنا. وكان معرض بسام الذي يقام في هذا المناسبات أحد أبرز جوانب هذه النشاطات.