بطلة التايكواندو شروق شهاب تخرج عن صمتها: لا أمل لرياضة المنجزات.. أطردوا الفاشلين من الأبواب الخلفية للاتحادات!

Wednesday 14th of April 2021 10:20:42 PM ,
العدد : 4923
الصفحة : رياضة ,

 شاكستُ المحلّة بقوّة (بروس لي) .. والسكرتير طارق حاربني .. وجمال غدر بي!

 أهديتُ العراق أول ميدالية نسوية .. وأمارسُ التحكيم في فنلندا والخليج

 بغداد / إياد الصالحي

أكدت الرائدة الرياضية في لعبة التايكواندو شروق شهاب أحمد (48عاماً) أن قاعدة الرياضة النسوية في العراق تعاني حرباً ناعمة من قيادات العمل الأولمبي التي لم تدع لها مجالاً للتطوّر ومُسايرة بقية الرياضيات في الدول العربية، كاشفة عن ظروف صعبة واجهتْ مسيرتها الرياضية والإعلامية بسبب سطوة ما أسمتهم بـ"بالمُنتفعين" المُقرّبين من سُلطة الرياضة، داعية الاتحاد المركزي للعبة للانفتاح نحو الكفاءات الوطنية في المهجر لتدعيم جهود المدربين والحكام من أجل الارتقاء بالجيل الجديد وصناعة الإنجازات الدولية.

وقالت شروق في حديث صريح خصّت به (المدى) أثناء اتصال من العاصمة الفنلندية هلسنكي :"يُسعدني بعد غيابي الطويل عن بلدي أن اتحدّث عبر المدى لتوثيق مواقف مهمة بمثابة دروس للجيل الجديد، فشخصياً، مارستُ الفنون القتالية مُذ كان عمري 9 اعوام حيث كنت اتابع بطل الفنون القتالية الصيني (بروس لي) مقلّدة لحركاته، وعند عودتي للبيت كنت أشاكس أبناء محلّتي بقوة، ويُمكن القول إنه مع بداية عام 1984بدأتُ لعبة التايكواندو تنتشر سريعاً في المدارس والمنتديات الشبابية بمنطقتي "السيدية" وفي تلك الفترة أخذ مدربي جميل عكيّش الاهتمام بتنمية مهاراتي باشراف الكابتن عصام أحمد عباس الذي أرافقه عصر كل يوم بعد أنتهاء دوامي بمدرسة حلب لغرض التدريب، وتسبّب حُبي للرياضة بإهمالي الدراسة ومرضي بالروماتيزم لمدة أربعة أشهر، كوننا نتمرّن على أرضية (شتايكر) لعدم وجود قاعات نموذجية، ثم مُنعتُ من ممارسة الرياضة سنتين بتوجيه من الطبيب".

وتضيف :"في فترة مسؤولي اتحاد التايكواندو السابقين، حاتم شريف وماهر أحمد العيساوي ورعد حازم، تعرّضتُ الى سوء المعاملة، كون هؤلاء الثلاثة لا يحبّذون تواجد المرأة في الرياضة، وفي عهد أحّدهم لفقوا لي تُهمة شفوية مع عقوبة إدارية واهية لغرض حرماني من ممارسة اللعبة مدى الحياة وكان عمري وقتها أربعة عشر عاماً وتلك أول صدمة موجعة لي"!

حرب السكرتير!

وأوضحت :"عاصرتُ جيلاً ذهبياً ضمّ اللاعبين (حيدر يوسف وجاسم محمد خلف ومحمود كاظم حربي وعلي عواد ومنتصر مهدي وطارق جبرائيل ويوسف محمد هيجل وميثم ناصر وعماد صابر ومنتصر عبدالجبار) واعتباراً من عام 1991 أخذت شهرتي تزداد على نطاق اتحاد التايكواندو والأندية، وفي عام 1994 عدتُ الى اللعبة بتدخّل من عضو الاتحاد جمال عبدالكريم الذي أصبح تأثيره كبيراً فيما بعد، ووجّه بضرورة استئنافي التدريب مع نادي (زيونة) والمُنتخب الوطني حتى عام 1998 أنتقلت بعدها لتمثيل نادي الكرخ باشراف المدرب أحمد عباس، وفي هذه الفترة كنت من ضمن المرشّحات للعب في دورة الألعاب العربية التاسعة التي جرت في الأردن عام1999، وتزامن وجود طارق عبدالوهاب سكرتير الاتحاد الذي عاملني بسلبية، وأكد محاربتهِ لي بالقول (أما أنا أو أنت في اللعبة) فقلت له نعم الحاضر لكَ، لكن الماضي والمستقبل لشروق في رياضة التايكواندو وستثبت لك الأيام ذلك."

تواطؤ مع الحكام

وكشفت شروق :"قبل بدء الدورة العربية التاسعة تآمر طارق عبدالوهاب ضدي في الاختبارات الخاصة بتسمية أعضاء المنتخب الوطني حيث تواطأ مع الحكام وأثروا في قراراتهم ضدي وخسرت، وأصبحتُ مرشحة ثانية في قوائم المنتخب، واستمرّت الحرب حتى عندما قرّرتْ الأولمبية وقتها مشاركة الخط الأول والثاني في الدورة العربية، اشتُرط علينا تقديم تعهّدٍ خطّي مع رهن بيت أو شقة تصادر في حالة عدم رجوعنا الى العراق! فذهبتُ مع والدتي الى مكتب الإدارة في اللجنة الأولمبية، وكانت مديرته السيدة باهرة الشيخلي والدة طارق عبدالوهاب، قدّمت لها سند الشقة العائدة الى والدتي كضمان لعودتي وفقاً لإجراءات الأولمبية، وحال لقائي بالمديرة قالت (تحلمين تشوفين الحدود)! وبالفعل تم جمع لاعبي المنتخب للسفر الى الأردن، واجتمع بنا طارق بناء على توجيه من رئيس الاتحاد فارس جمعة حسان، وسأل اللاعبين فرداً فرداً عن طموحاتهم وعندما وصل لي قال باستهزاء (بالنسبة لكِ مُبعدة عن الدورة ولو سمحنا لك بالمشاركة فماذا ستحقّقين)؟ أجبته (إذا شاركت سأعود بميدالية ذهبية ليس خوفاً من رئيس الأولمبية، بل لأخيِّب أملك بخسارتي)!.

أول ميدالية

وعن انجازاتها، قالت :"أفتخر بحصولي على حزام أسود 5 دان، وتشرّفت بإهداء العراق أول ميدالية (برونزية) باسم الرياضة النسوية في لعبتي، هي الثالثة في تاريخ التايكواندو، فالأولى ذهبية البطل حيدر يوسف عام 1986 والثانية فضية الشهيد زمن محمد حقّقها معي في البطولة العربية الرابعة التي ضيّفتها مصر عام2003 بعد أحداث التغيير وقد ترأس خلالها جمال عبدالكريم قيادة الاتحاد، وبعدها لم تخلُ مسيرتي الرياضية من المنغّصات، خاصة في طريق مشاركتي بالمنافسات التأهيلية لدورة أولمبياد أثينا عام2004 والتي جرت في كوريا الجنوبية".

رحلة باريس

وتتابع :"سافرنا الى الأردن للحصول على التأشيرة، وتم تقسيم الوفد الى رحلتين لعدم توفّر التذاكر، وعلمتُ أني أسافر في الوجبة الثانية، وفي صباح اليوم التالي لم يُخصّص لي رئيس الوفد جمال عبدالكريم ثمن تذكرة الطائرة، ووجه المدرب عادل عنيد أن يخبرني بالعودة الى بغداد، وبعد عودتي تم تسهيل مهمة اتصالي بمستشار الرياضة حينها منذر فتفت وبدوره أجرى اتصالاً مع جمال وقال له بالنص (كيف لم تصطحب شروق معك، لعلمك هي وحدها ستشارك في باريس وأنت وأعضاء وفدك تعودوا الى بغداد) هنا تم استحصال تأشيرة باريس لي مع تذكرة السفر ولاحقاً استحصلتْ للبطلين وسام عريبي ورائد عباس بضغط مني".

اتصالات الحجية

وتسترسل شروق :"عند وصولي باريس كان وفد جمال قد وصل قبلي، ولم أعثر على قاعة التصفيات إلا بعد ساعتين بفضل مساعدة سائق تكسي تونسي الجنسية تعاطف معي، وحال وصولي القاعة قال لي مسؤول أمنها أنه لا يوجد اسم رياضي ثالث حسب بيانات رئيس الوفد، وفي اليوم التالي انتظرتُ من الساعة السابعة صباحاً الى السادسة مساء في جو بارد عند بوابة القاعة ولم يأذنوا لي بالدخول، وطوال الوقت كان رئيس اللجنة الأولمبية أحمد الحجية على تواصل معي هاتفياً لمساعدتي، وأكد أن هاتف جمال مغلق، فقلت له (خلص غدر بي) فموقف الأخير مُعد سلفاً ردّاً على المكالمة الحادّة من المستشار فتفت معه، ونجح بحرماني من إجراء فحص الوزن وعدم مشاركتي في التأهيلية، فطمأنني الحجية أنه وضع أسمي في السفارة الأردنية بباريس لمراجعتهم وهم يتكفّلون بإقامتي وعودتي الى عمّان بسلام، وذلك لعدم وجود سفارة عراقية في فرنسا عام 2004".

تدريب.. وإعلام

وبشأن أسباب مغادرة العراق، بيّنت :"بعد أن سادت الفوضى في العراق عامي 2005و2006، قرّرتُ المغادرة صوب مملكة البحرين مستفيدة من شهادتي "بكالوريوس كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة" فضلاً عن خبرتي الطويلة في التايكواندو، وتعاقدتُ مع أحد الأندية لتدريب أحد الفرق لمدة أربعة أشهر، ثم توجّهتُ الى مصر وعملتُ في قناة البغدادية، بحكم خبرتي الإعلامية مع قنوات عربية ومحلية، وبعدها استلمتُ إدارة مكتب القناة في سوريا حتى نيسان عام 2008، غادرت آنذاك الى تركيا، ومنها الى قبرص حيث استقرّ بي الحال هناك حتى عام 2014 درّبتُ خلالها في إحدى مدارس التايكواندو لتأمين معيشتي، كما شاركتُ في مهام تحكيمية في ثلاث بطولات خليجية".

رسالة الى الاتحاد

ووجّهت شروق رسالة الى الاتحاد العراقي للتايكواندو برئاسة إبراهيم البهادلي، قائلة :"نأسف أن يستمرّ الظلم، ولم أنل حقي حتى الآن، عندما يُطلب منكم اسماء الحكّام الدوليين للتايكواندو العراقي يُذكر اسم ناظم محمد خلف فقط بينما لي تاريخي في التحكيم المحلّي والدولي منذ عام 1995 حتى الآن، وهنا أمارس التحكيم في فنلندا بشكل متواصل، أما على مستوى قاعدة اللعبة، أتمنى أن يكون الإهتمام بالرياضة النسوية نوعياً لإعداد جيل من الناشئات والشابات يتمكّنَ من تحقيق المُنجزات أسوة بلاعبات مصر وتونس والأردن".

التغيير الحقيقي

وختمت شروق شهاب حديثها :"أحلام الرياضيين كثيرة، وسيطول زمن استقرار ألعابهم طالما يوجد من يعتاش على جهودهم، ويستفيد من المواقع لخدمة مصلحته، حتى المُغتربين عندما جاءوا لاصلاح واقع الرياضة تأثروا بثلة من الفاسدين وغيّروا توجّهاتهم، لهذا فالتغيير الحقيقي مرهون بأصوات الهيئات العامة، ولا أمل لرياضة مُنجزات مع استمرار منح الثقة للفاشلين ومحاربي الأبطال والمنتفعين الذين يستحقون الطرد من الأبواب الخلفية للأولمبية والاتحادات والأندية"!