مدرب السباحة سلام عبدالعزيز يكشف عن واقعها..رسالتي الى كبيان : تسامح مع المعارضين.. ونفذ خطة أولمبياد باريس!

Sunday 18th of April 2021 10:25:47 PM ,
العدد : 4925
الصفحة : رياضة ,

 سرمد أهمل اللعبة.. والمُنقذ ملزم بالرُخصة.. والتجربة الأردنية عالمية!

 بغداد / إياد الصالحي

أعرب مدرب السباحة سلام عبدالعزيز، لاعب المنتخب الوطني (1980-1991) عن أمله بعودة اللعبة الى عصرها الذهبي في حُقبة اتحادها الحالي الذي يرأسه خالد كبيان، إذا ما تمّ تفعيل برنامج تطوير الموهوبين الصغار، وطالب الاتحاد بطي صفحة التخنّدق بين أعضاء الهيئة العامة حول الخلافات الانتخابية السابقة، وأبدى رغبته الكبيرة في خدمة الفئات العمرية كأساس في مشروع وطني لمدة أربع سنوات يتعهّد خلاله بتأهيل أفضل السباحين للأولمبياد.

وقال سلام في مكاشفته عن واقع السباحة لـ(المدى):”قضيت سنين طويلة في اللعبة لاعباً ومدرباً في نادي الجيش، وأوّل من درّب المنتخب النسوي للسباحة عام 1988، قبل أن أضطرّ الى مغادرة العراق عام 1997 صوب الأردن حيث أعتز كثيراً بعملي مع النادي الأرثوذكسي الرياضي الذي أمضيت فيه سبعة عشر عاماً، وأهديته سبعة عشر لقباً على مستوى بطولات الاتحاد، ودفعت أكثر من بطل أردني لبلوغ العالمية، منهم عمرو الور (100 متر سباحة صدر) الذي حقق الرقم التأهيلي لأولمبياد طوكيو 2021، ومحمد البدور بطل آسيا، وعملتُ سنتين مدرباً في نادي شباب الفحيص الرياضي، وأسّست سبع مدارس خاصة للسباحة، ومع فريق مدينة الحسين الرياضية في عمَان وفريق مدينة الحسن الرياضية في إربد».

إخفاقات

ويضيف:”أمر مؤسف ما تعانيه لعبتنا التي تعرّضت الى سلسلة إخفاقات منذ عام 2003 حتى الآن، دون أن تجد حلولاً عميقة تُعالج إهمال رعاية القاعدة من عمر 6 الى 12 سنة، وعدم انتظام مسابقات الناشئين والشباب والمتقدّمين في كرّاس سنوي ثابت بمواعيده ولوائحه ونوع الأندية المشاركة، وتهميش تطوير القُدرات الذهنية لمدربي الفئات العمرية في دورات خارجية لدول مُتمرّسة في خطف الميداليات مع السباحين الواعدين».

وأشار الى أن :”دولاً كثيرة تحسدنا على وجود نهري دجلة والفرات، ووفرة المسابح في جميع المحافظات، والإقبال اللافت للسباحين من جميع الأعمار لممارسة هوايتهم، هذه أرضية مهمّة يمكن البناء عليها لإعداد خُطة سنوية، وأخرى تأهيلية للأولمبياد، ونحتاج الى مشروع مدروس يُنفذه اتحاد السباحة بدعم حكومي يرفع من مستوى الآمال لبلوغ رياضتنا ناصية الإنجاز في لعبة سجّلت أرقاماً تنافسية مهمّة في حقبة الثمانينيات قبل أن تتراجع بعد ذلك لانشغال البلد في ظروف سياسية قوّضت طموحات الرياضيين ليس في السباحة فقط، بل في جميع الألعاب ودفعت خيرة رموزها للهجرة بحثاً عن الاستقرار».

إدارات الاتحاد

وأوضح سلام :”لابدّ من الإشارة الى أن لعبة السباحة العراقية مرّت بأربعة مراحل مختلفة تحت قيادة إدارات أثّرت سلباً وإيجاباً على مسيرتها، حتى وصلت الى الواقع الراهن، ويُمكن القول إن بداية العقد الثمانيني كانت تمثل أفضل أيامها برئاسة د.قصي السامرائي المشهود له بالنزاهة والانجازات، وذلك لعمله العلمي عند وضع ستراتيجية النهوض باللعبة، من خلال استقطابه أصحاب التخصّص والعمل الأكاديمي، ثم فترة صاحب حسن عزيز أحد أفضل الرؤساء الذين وصفوا بالنزاهة في عملهم، إذ لم تؤشّر عليه أية شائبة، لكن اللعبة ظلّت تراوح في مكانها لأن إمكاناته محدودة، ولم يجد التملّق لرئيس اللجنة الأولمبية قبل عام 2003 كالآخرين، وجرى تغييره عام 2009 بأمر دُبّر في ليل حاله حال ما جرى في انتخابات عديد الاتحادات»!

انقسام العمومية

واسترسل :”جاء سرمد عبدالإله، أحد أبطال المنتخب الذي اشرفتُ عليه أواسط التسعينيات، بآمال عريضة، كونه مارس اللعبة وعرف خباياها واحتياجات اللاعب والمدرب والحكم، فكانت فترته الأولى جيدة وعمل مع القاعدة ودفع أكثر من لاعب للتنافس في بطولات عربية ودولية لتعزيز الثقة بأنفسهم، لكن في فترته الثانية أهمل اللعبة بسبب انشغاله بالأمانة المالية للجنة الأولمبية الوطنية من عام 2014 الى عام 2019 حيث ابتعد عن الاتحاد والأولمبية معاً، لأسباب أجد أهمّها انقسام الهيئة العامة بين مؤيدٍ له أو لمنافسه خالد كبيان، فمالت الكفّة للأخير الذي تولّى قيادة الاتحاد بثقة كبيرة تنسجم مع كاريزماه الإدارية وتطلّعه لانقاذ أسرة السباحة من حالة الجمود وعدم التحفيز لصناعة الانجازات، فاصطدم بشحة الدعم نتيجة تداعيات القرار الحكومي 140، وأملنا أن ينجح في تحقيق برنامجه شريطة أن يتفرّغ لعمله ويركز فيه كي لا يشتّت جهوده كغيره هنا وهناك».

العودة للوطن

وكشف سلام :”مع اعتزازي بتاريخي وانجازاتي كلاعب ومدرب في رحلتي الطويلة الممتدة من عام 1972 حتى يومنا هذا، إلا أنني لم ألقَ أي اهتمام من أي رئيس اتحاد ما بعد عام 2003 يطلب حضوري الى مقرّه للتداول في مستقبل اللعبة والاستفادة من خبرتي وتجربة احترافي في الأردن، وشخصياً تعبتُ في غربتي التي طالت 24 عاماً وأرغب بالعودة الى العراق لتطوير الفئات الأساس، مجال تخصّصي الذي تميّزت فيه، ودفعتُ عشرات السباحين الأردنيين لخطف الميداليات الملّونة وتأهيل البعض للدورات الأولمبية».

تعهّد

وبيّن بطل العراق السابق بفعالية (50 متراً فراشة) بخصوص إعداد الناشئين :”لديّ مشروع وطني ذي خطّة متكاملة لتأهيل 20 سباحاً من بين أفضل 100 يتم دعوتهم للاختبار سواء من العاصمة أم المحافظات، ومستعد للعمل معهم لمدة أربع سنوات وتخريج 15 بطلاً أتعهّد لاتحاد السباحة بتحقيقهم الإنجازات العربية والقارية وتأهيل ثلاثة منهم الى أولمبياد باريس 2024 بجدارة، وهذا التعهّد ليس محض قول لجذب الانتباه، بل مسؤولية حذرة تمسٌّ مكانتي وسُمعتي إذا ما أخلفت أو فشلت”.ُ

رسالة الى كبيان

ووجّه سلام رسالة قصيرة الى رئيس الاتحاد خالد كبيان، مفادها :”إذا ما أردتَ أن تسجّل ولاية متميّزة في تاريخ السباحة العراقية، أعلن اليوم قبل الغد أنك تُسامح كل مَنْ وقفَ معارضاً ضدّكَ في التخندّق الانتخابي مع منافسك سرمد عبدالإله لإقرار شرعية رئاسة الاتحاد، ثم أجمع عينة المدربين الذين يتجاوز عددهم الخمسة والعشرين مدرباً لتسمية أفضل خمسة منهم لغرض التعايش في دولة أوروبية يطّلعون على أحدث الطرائق أثناء تدريب لاعبي المنتخبات، فاللعبة شهدت متغيّرات تكنيكية مهمة منذ عام 2010، ولا يُمكن لمدرب سباحة حائز على شهادة الاتحاد قبل ثلاثين عاماً أن يُجاري نظراءه ممّن حدّثوا معلوماتهم في السنة الأخيرة بدورات نوعية مع كبار مدربي العالم في دول أحتلت المراكز الأربعة الأولى في ختام منافسات السباحة ضمن آخر دورة ألعاب أولمبية عام 2016 في ريو دي جانيرو ، وهي أميركا (33) ميدالية وأستراليا (10) والمجر واليابان (7) لكل منهما».

مشروع الشباب

وختم سلام عبدالعزيز حديثه قائلاً :”واحدة من أهم الإصلاحات المهمة التي يجب تبنيها لإنقاذ واقع السباحة هي إخضاع جميع المسابح الأهلية تحت إشراف اتحاد السباحة وسنّ تعليمات بخصوص العاملين بصفة (مُنقذ) تمنع ممارسته المهنة إلا بعد حصوله على رُخصة من اتحاد اللعبة تلزمه دخول دورة نوعية كي يُلّم بعمله من كل الجوانب، وتُجدّد رخصته كل سنة، واستحداث (دار الشباب للسباحة) يضم أبرز الموهوبين من المحافظات ويتمتّعون بقَوَام جسماني جميل مع سلامة العظام والعضلات والأعصاب للدخول على شكل وجبات (50) سباحاً كل وجبة، في معسكر الدار لمدة عشرة أيام، ويوفر لهم أفضل برنامج تدريبي سواء في المسابح المُغلقة أم المفتوحة أم في نهر دجلة لإحياء مسابقة المسافات الطويلة، مع تهيئة وجبات غذائية ووسائل راحة لهم، ويتم انتقاء أثنين أو ثلاثة من كل وجبة وهكذا حتى يكتمل عددهم بين 15-20 سباحاً يؤهّلون لاحقاً في معسكر خارجي قبل زجّهم في البطولات القوية».