يوم الصحافة العالمي.. الصحفيون العراقيون يطالبون بقوانين رادعة لمنتهكي حقوقهم

Monday 3rd of May 2021 09:57:54 PM ,
العدد : 4936
الصفحة : منوعات وأخيرة ,

 نحو 270 حالة انتهاك تعرض لها الصحفيون في عام واحد

 بغداد/ حسين حاتم

احتل العراق المرتبة 163 في التصنيف الدولي الخاص بحرية العمل الصحفي، ليصبح متأخرا عن 162 دولة بينها الصومال وبنغلادش. وبحسب منظمة محلية، فقد حصل نحو 270 انتهاكاً ضد صحفيين في الفترة الواقعة بين 1/5/2020 إلى 1/5/2021. ولا يزال الصحفيون العراقيون يشكون من غياب القوانين التي تحميهم، وتردع الجماعات المسلحة التي تقتحم المؤسسات الإعلامية ومنازلهم، وتهددهم بالتصفية الجسدية.

ويقول الصحفي العراقي عمر الجفال في حديث لـ(المدى) إن "الصحفيين في العراق دائماً معرّضون لبطش السلطات"، لافتا الى انه "حتّى أثناء فترة الحكم الملكي التي يروّج لها على أنّها كانت مرحلة ديمقراطية، كانت الصحافة والصحفيين يتعرّضون للتضييق بإغلاق صحفهم، هذا يعني أننا دائماً، كصحفيين، كان علينا التحايل على السلطات، وإيقاظ الرقيب الداخلي في دواخلنا". ويضيف الجفال أن "نظام صدّام حسين كان الأكثر بطشاً في شأن حريّة التعبير"، مستدركا بالقول، "لكن بعد عام ٢٠٠٣، أصبح الصحفي يمارس أقسى أنواع الرقابة الداخلية خوفاً من أن يتسبّب مقال أو قصّة أو منشور في تصفيته أو تهديده أو تهجيره". ويشير الجفال الى أن "حلول تحجيم الانتهاكات مرتبطة بالنظام السياسي، فمن دون إصلاح النظام السياسي، لا يمكن أن يُصلح وضع حرية التعبير وحريّة الصحافة وسلامة العاملين فيها"، لافتا الى ان "القوانين غائبة، رغم أهمية إقرارها.. إلا أنها حتّى لو أقرّت ستظلّ بلا تنفيذ، فالطبقة السياسية لا تنفذ الدستور، فكيف لها أن تنفذ قانوناً يحمي الصحفيين!". بدوره يقول الصحفي مصطفى ناصر في حديث لـ(المدى) إن "مجموع الانتهاكات بحق الصحفيين، من الفترة 1/5/2020 الى 1/5/2021، بلغت 268 انتهاكا"، مبينا انها "قسمت ما بين اقتحام ومداهمة وهجوم مسلح لمنازل الصحفيين ومؤسساتهم الصحفية ومقراتهم التي كانت حصيلتها (10)".

ويضيف ناصر أن "التهديد بالتصفية بلغ (2)، والاصابات طالت (11) صحفيا، اما الدعاوى القضائية والاحكام الصادرة بحق الصحفيين واوامر القاء القبض بلغت (13)، فيما بلغت حالات الاعتقال والاحتجاز (63)". وتابع، أن "حالات الاعتداء بالضرب والمنع من عدم التغطية بلغت (141)، اما اغلاق القنوات وتسريح العاملين فبلغ (28)". ومضى ناصر بالقول إن "الانتهاكات التي سجلت خلال هذه الفترة تكاد تكون مقاربة لمثيلاتها من السنوات السابقة، وهذا يؤشر استمرار المشاكل الخاصة بحرية التعبير والصحافة في العراق بدون معالجات".

من جانبها، أكدت النقابة الوطنية للصحفيين في العراق، أمس الاثنين، انها تواصل خوض معركة لترسيخ حرية الصحافة. وذكرت النقابة في بيان تلقت (المدى) نسخة منه، أن "القوانين التي شرعت في زمن النظام الدكتاتوري لا تزال سارية إلى يومنا هذا، فيما تبقى مشاريع قوانين مهمة للعمل الصحفي مركونة على رفوف مجلس النواب، ومنها مشروع قانون حق الحصول على المعلومة".

وأشار البيان الى انه "على مدى تلك السنوات العجاف، التي مرت على بلدنا، بما تحمله من أزمات وتحديات على العراقيين، خسرت الاسرة الصحفية مئات الزميلات والزملاء الذين لقوا حتفهم أثناء ممارستهم للمهنة، فيما شرد العشرات من مساكنهم بسبب عملهم وآرائهم الحرة".

وبينت النقابة، أن "حدة الانتهاكات ضد الصحفيين تراجعت خلال السنتين الماضيتين، ولكن مؤشرات الانتهاكات والتجاوزات في العراق لا تزال مرتفعة بالنسبة لبقية بلدان العالم".