الإنتخابات، مخاطر توحّد الفساد والإرهابيين!

Sunday 16th of May 2021 10:21:59 PM ,
العدد : 4944 (نسخة الكترونية)
الصفحة : آراء وأفكار ,

 د. مهند البراك

- 2 -

أما على صعيد الانتخابات المبكرة التي جرى إعدادها على أساس التغيير إثر انتفاضة تشرين الباسلة و تضحياتها الهائلة و اختارت الكتل الحاكمة السيد الكاظمي و حكومته على أساس ذلك، و رغم جهود الكاظمي، أبدى العديد من المسؤولين السياسيين و البرلمانيين و النقابيين إضافة الى أبرز مواقع التواصل الإجتماعي، أبدوا قلقهم من غموض المناخ السياسي و من الوضع الأمني الذي يزداد تدهوراً و تهديداً.

و أشار العديد منهم الى مخاطر التزوير الواسع المتوقع و بشتى الوسائل، من استخدام و بيع بطاقات الانتخابات السابقة المنهوبة، التهديدات منذ الآن باستخدام العنف بالسلاح المنفلت، و عدم وضوح الدور الأممي للإشراف و لضبط نزاهة الانتخابات، رغم أنواع تصريحات ممثلي الكتل الحاكمة بتأمين دور المنظمات الدولية المشرفة دون وجود واقع عملي لذلك.

الى إمكانية التلاعب بأجهزة العدّ الالكترونية ذات الماركة نفسها التي استخدمت في انتخابات 2018 المهزلة، كما اكّد ذلك السيد إياد علاوي في مقابلاته على القنوات الفضائية منذ أواخر نيسان الماضي، و كيف كان هو و السيد الكاظمي شهوداً على تلك الإمكانية و كيف جرى العمل بها .

و من جهة أخرى يستمر و يتصاعد مسلسل اختطاف و اغتيال أبرز الناشطين التشرينيين السلميين، آخرها اغتيال المناضل الكربلائي التشريني الكبير " ايهاب الوزني " مسؤول تنسيقية كربلاء للاحتجاجات الشبابية، إضافة الى دور ميليشيات الكتل الحاكمة الولائية في التصدي و قمع المتظاهرين السلميين، بالأسلحة النارية الحيّة، منها ماحدث قبل أيام من صدامات شارع فلسطين، أشارت مواقع عديدة الى دور وحدات من عصائب أهل الحق بها.

و يشير مراقبون الى الخطورة الكبيرة لسطوة المال السياسي الفاسد في شراء الذمم، و دوره في التحريض لمواجهة الأعداد الكبيرة المتزايدة للمعارضين، التي تهدد كتلاً حاكمة بفقدان مقاعدها إن جرت انتخابات مقبولة، في وقت أفسد المال و طرق الحصول عليه و سبل تحقيقه أرباحاً هائلة، أفسد العديد من الفصائل الولائية الساندة لأغلب الكتل الحاكمة، بالسلاح و الاغتيال و بالتلويح به . .

و تنتشر أنواع التقارير عن الدور بالغ الخطورة للميليشيات، منها مانشره معهد " نيولاينز للدراسات الستراتيجية " نيسان 2021 ـ عرض وتلخيص سلام مسافرـ في دراسة خطيرة، تستند الى تقارير استخبارية، ومقابلات وبحوث ميدانية، عن سيطرة المليشيات على العراق، الذي يستعرض تفاصيل مكثفة لم تنشر سابقاً، حول قيام الميليشيات العراقية المرتبطة بإيران بإنشاء نظام جديد للسيطرة على مناطق ستراتيجية في البلاد، خاصة التي تربط العراق بسوريا في محافظة نينوى.

ووفقاً للتقرير فان الميليشيات تستغل الفراغ الناجم عن إنهيار داعش في بناء الهياكل الأمنية والاجتماعية و التغييرات الديموغرافية والسياسية والاقتصادية . . بالتهديد و الإرهاب و الخاوات، و التصرف بآبار النفط و تجارته السوداء للسيطرة على هذه المنطقة الستراتيجية في العراق، بنفس الطرق الشيطانية التي قامت بها داعش الإجرامية، و بارشاد عدد منها.

و يشير تقرير آخر في الدراسة الى إنشاء عدد من السياسيين من الكتل الحاكمة أنواع العلاقات مع أفراد من تلك الميليشيات من فلول إرهابيي النظام السابق المدرّبين التوابين، و من خلالهم مع أعداد من ارهابيي داعش ممن شملهم أنواع العفو المدفوع الثمن، و بواسطة المال الأسطوري الفاسد، لتحقيق مصالحهم الأنانية و الحفاظ على سلطاتهم و مواقعهم الحاكمة، بالتهديد و الإرهاب و العنف و التهجير بحق الأفراد و عوائلهم . . في وقت تشير فيه أوساط واسعة الى أنه لم يجر التقيّد بالدستور و لا حتى بمسودة قانون الأحزاب، الذي يَحرم الأحزاب ذات الأجنحة المسلحة، من المشاركة في الانتخابات و الترشيح لها . .

لتصل أعداد متزايدة من الأوساط الشعبية و التشرينية الى أنه، لا مناخ مناسب لإجراء انتخابات نزيهة و لو بنسبة 50% ، و الى أن الانتخابات التي تجري في هذا المناخ بكونها ليست أكثر من أداة تهدف الى إعادة تقسيم حصص الكتل الحاكمة عينها.

و لتصل الى أن بقاء هذه الأوضاع الشاذة، ستنتهي أما الى احتلال جديد من قوات متنوعة من دول كبرى و من الجوار، يدعم الشارع الملتهب المنتفض، لمحاولة تحقيق سلم و استقرار في المنطقة، أو الى حرب لاتبقي و لا تذر بين القوى العالمية و الإقليمية المتنوعة على أرض البلاد، أو الى انتفاضة انفجارية سمّها ماشئت، انتفاضة أكبر من تشرين بما لايقاس . . أو يمكن أن تؤدي الى اندلاع حرب أهلية، بسبب تعنّت الكتل الحاكمة و خوفها من فقدانها كل شيء إن جرت انتخابات نزيهة بدرجة مقبولة، و بسبب زيادة حدة عدالة مطالب الجماهير الواسعة التي تأنّ من الفقر و كورونا، الكهرباء و الماء الصالح، البطالة و المخدرات و الإرهاب و السلاح المنفلت .