تظاهرات اليوم: فتح 3 ساحات واللقاء في التحرير لتخريب خطة المندسين

Monday 24th of May 2021 11:32:20 PM ,
العدد : 4950
الصفحة : سياسية ,

 بغداد/ تميم الحسن

من المقرر ان يتوزع المحتجون الذين سيتوافدون الى بغداد من فجر اليوم الثلاثاء على اكثـر من مكان بسبب اخبار عن استعداد "مندسين" لتخريب موجة التظاهرات الجديدة. وبدأ ناشطون يعدون لاحتجاجات واسعة في بغداد منذ اسبوعين على خلفية مقتل الناشط البارز في كربلاء ايهاب الوزني، وعدم كشف اسماء الجناة.

ويعد المنظمون للتظاهرات بـ"مفاجآت" ضمن فعاليات متنوعة للاحتجاج على جانبي الكرخ والرصافة، فيما سترافق المحتجين لجان حماية وطبية تحسبا لتعرضهم الى العنف. ويفترض ان تحمل التظاهرات 4 مطالب رئيسة، ابرزها اقالة مسؤولين، وكشف هوية قتلة المحتجين، بالاضافة الى رفض اجراء الانتخابات بوجود السلاح المنفلت.

ضياء الهندي، احد ابرز الناشطين في الحركة الاحتجاجية، يقول "قررنا ان تكون احتجاجات 25 ايار مركزية في بغداد، لكن في 3 مناطق مختلفة والتجمع اخيراً في ساحة التحرير وسط العاصمة".

ويوم 25 تاريخ متكرر شهد انطلاق 3 تظاهرات سابقة في السنوات الـ10 الاخيرة: 2011 (25 شباط)، 2015 (25 شباط)، و2019 (25 تشرين الاول).

عند التحرير

ويوضح الهندي السبب وراء توزيع المتظاهرين في حديث لـ(المدى):"نريد تشتيت انتباه المندسين والاحزاب التي نعلم جيدا انها ستكون بانتظارنا في ساحة التحرير". منذ انقلاب الصدريين على الاحتجاجات مطلع 2020، وتورط اصحاب القبعات الزرقاء التابعين لمقتدى الصدر زعيم التيار الصدري بضرب المتظاهرين، تغيرت موازين القوى على الساحة، وباتت السيطرة الى التيار وبعض الفصائل. وكشف بعد ذلك عن وجود "خيم" في الساحة كانت تابعة لجماعات مسلحة، واخرى لاجهزة استخبارية، كما سجلت عمليات خطف وقتل لمتظاهرين مصدرها كان من قبل جماعات تجسس من داخل الساحة. وأواخر العام الماضي، نظم الصدريون صلاة جمعة في "التحرير" بعد شهر من انهاء اعتصام المتظاهرين وفتح الطرق امام السيارات، كما استعرض التيار وفصائل مسلحة في الساحة نفسها قبل اسبوع، تنديدا بالحرب على غزة.

الناشط الهندي يقول ان "المتظاهرين سيتوزعون منذ صباح الثلاثاء في ساحة النسور في جانب الكرخ، وساحة الفردوس في الرصافة، ومن ثم اللقاء والتجمع النهائي سيكون للمتظاهرين في ساحة التحرير وسط بغداد".

توقعات باستخدام العنف

وخلال سلسلة الاحتجاجات السابقة لم ينجح المتظاهرون في فتح ساحة بديلة عن التحرير سوى لعدة ساعات فقط، قبل ان تواجههم السلطات بعنف شديد وتدفعهم الى التفرق او العودة الى الساحة الرئيسة وسط العاصمة. هذه المرة ايضا يتوقع الناشط البارز ان يتعرض المتظاهرون الى العنف. ويضيف الهندي: "امر متوقع ان يقوم مندسون او جهات اخرى بضرب المتظاهرين، لكن لدينا لجان حماية وفرق طبية سترافق المحتجين". ومن المخطط ان تبقى التظاهرات من يوم الى ثلاثة ايام، وقد تتحول بحسب المستجدات الى "اعتصام مفتوح"، بحسب ما يقوله الهندي. واضاف ان "التظاهرات في جانبي الكرخ والرصافة ستحمل مفاجآت، سيعلن عنها في حينها". وقبل ايام من انطلاق التظاهرات بدأت بعض القوى السياسية تحاول "شيطنة التظاهرات" بحسب وصف مراقبين، وربطها مع احداث فلسطين. ويوم السبت الماضي حذر فالح الخزعلي، وهو نائب عن تحالف الفتح في البصرة، في تغريدة على حساب منسوب للاخير في تويتر من انطلاق حركة جديدة "ثأرا لاسرائيل" قبل ان يعدل المنشور ويضيف "وامريكا".

وقال الخزعلي وهو المعاون الجهادي السابق لكتائب سيد الشهداء- احد فصائل الحشد الشعبي- في تغريدته: "الى الحكومة العراقية والقوى السياسية والشعب العراقي نعلمكم سيبدأ حراك جديد ثأرا لاسرائيل وامريكا وحلفائهم لهزيمتهم في فلسطين".

وحذر النائب من تلك الحركات واضاف: "لاتغركم شعاراتهم، الفتن لا تنتهي الا بوعي وبصيرة".

بالمقابل دشن ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي، 7 "هاشتاكات" لتأييد الاحتجاجات اصبحت بعضها "ترند" على توتير مثل: لبوات العراق مع 25 أيار، العدلين راجعين، مليونية تشرينية، الشعب يريد إسقاط النظام، 25 أيار ثورة الاحرار، كن مع الثورة، وستنتصر ثورة تشرين.

وواجه الفريق الآخر المعارض بـ"هاشتاك" ابناء السفارات، وتستخدم بعض الاطراف القريبة من الحشد مصطلح "عملاء او ابناء السفارات" للاشارة الى اتهام بعض الناشطين بان لهم علاقات بسفارات غربية.

نقل المتظاهرين

وبحسب ناشطين ان عمليات نقل المحتجين الى بغداد ستبدأ من الساعة الثالثة من فجر الثلاثاء، حيث يتوقع ان تعرقل بعض السيطرات الامنية في الطرق الخارجية او داخل بغداد سير القوافل باغلاق بعض الطرق، حيث سيضطر المتظاهرون الى السير على الاقدام في المناطق القريبة الى مناطق التجمع. واعلن المحتجون في بابل ببيان فجر الاثنين، المشاركة بشكل واسع في تظاهرات بغداد، بالاضافة الى تنظيم احتجاجات في الحلة، مركز محافظة بابل في اليوم نفسه.

وقال البيان الذي نشر مصورا على مواقع التواصل الاجتماعي: "استمر النظام الفاشل وبجميع مؤسساته الحكومية بحماية المفسدين والقتلة مع استمرار عمليات الاغتيال والتغييب والاختطاف للمتظاهرين والناشطين في عموم العراق وكان آخرها اغتيال الشهيد ايهاب جواد الوزني". واضاف البيان "وعليه انطلقت حركة احتجاج وثورة يوم ٢٥ أيار الحالي والتي ستكون مركزية في العاصمة بغداد وعلى هذا الاساس سيكون لثوار بابل ومنتفضيها مشاركة واسعة وفاعلة لدعم هذه الخطوة من خلال ذهاب الجزء الاكبر الى العاصمة والمشاركة في رفض هذا النظام السياسي الحالي".

واكد البيان بانه "ستكون تظاهرات في مدينة الحلة داعمة للحراك الذي سينطلق في بغداد وسيكون التجمع لغير الذاهبين الى بغداد من ثوار بابل الساعة ٣ مساء من يوم ٢٥ أيار تحت مجسر الثورة، وسط المدينة". كذلك قال ناشطون ان بعض المتظاهرين في المثنى، قرروا ان يتحملوا تكاليف نقل زملائهم الذين ينوون الالتحاق بتظاهرات بغداد عبر باصات النقل التي ستنطلق في الثالثة من صباح يوم الثلاثاء، ممن ليس لديه امكانية لتحمل تلك النفقات. والامر نفسه في الديوانية، حيث اعلن ناشطون في المدينة تجهيز 3 حافلات "مجانية"، ستنطلق في الخامسة من صباح الثلاثاء من ساحة الساعة، الى بغداد.

رفض الانتخابات

ومبدئيا ستحمل التظاهرات 4 مطالب وهي: دعم مطالب كربلاء التي رفعت بعد مقتل الوزني، الكشف عن قتلة الناشط الكربلائي وبقية الضحايا، اقالة قائد شرطة كربلاء والمحافظ، ورفض اجراء الانتخابات. وقالت وجدان عبد الامير عضو البيت الوطني، احد الاحزاب التي تشكلت بعد احتجاجات تشرين، ان "مطالب تظاهرات الثلاثاء هي امتداد لمطالب تشرين وبقية التظاهرات السابقة، نريد استرجاع وطن، وهذا لن يتحقق بانتخابات مزيفة". وتعتقد عبد الامير ان الانتخابات في اجواء القتل والتهديد لن "تكون عادلة او نزيهة"، وتضيف في اتصال مع (المدى): "سنرفع شعارات في التظاهرات لرفض اقامة الانتخابات قبل ضبط السلاح ومحاسبة قتلة المحتجين".

وسبق ان علق عدد من التيارات والاحزاب مشاركتهم في الانتخابات، بعد وقت قصير من مقتل الناشط الوزني في كربلاء قبل نحو اسبوعين. وفي هذا الاطار تقول ندى شاكر نائبة في البرلمان، ان الاحتقان في الشارع امر متوقع لانه لم تجر اية تحسينات على الوضع العام منذ اقالة الحكومة السابقة. وتضيف شاكر في اتصال مع (المدى) ان "ابرز مطالب تشرين التي اسقطت حكومة عادل عبد المهدي، هو كشف القتلة وهذا لم يحدث حتى الان".

وتشير النائبة عن تحالف النصر، الى ان "عمليات القتل مازالت مستمرة والمواطن يعيش بين الخوف والأزمات الاقتصادية ولم يعد لديه شيء يخسره، لذا ليس امامه سوى الاعتراض في الشارع".