مصارحة حرة: مكاشفة بلا أكشن!

Wednesday 16th of June 2021 10:40:38 PM ,
العدد : 4967
الصفحة : الأعمدة , اياد الصالحي

 إياد الصالحي

بضعة أيام كالعادة، ويهدأ الشارع الكروي في العراق بعدما ندب حظ أسود كرته على هزالة مستوياتهم أمام منافس لم يكن هو الآخر بمستواه المعهود في موقعة فاصلة كنا نتوقّع أضعف الإيمان أن تؤمَّن فيها شباكنا من الاهتزاز، ويمضي منتخبنا بعيداً في أحلامه المشروعة قبل أن يُفسِد آزمون ورفاقه فرحة الجماهير بصدارة المجموعة ويضع مصير كاتانيتش بين الإقالة والاستقالة!

ليست المرّة الأولى التي يواجه منتخبنا مأزق التأهل للدور الحاسم بصعوبة، لكن ما تحيط به من تحرّكات وما تطلق عنه من تصريحات سواء في مرحلة تجمّع البحرين أم المشوار السابق تجعلهُ عُرضة لفقدان فرصة التأهل الى مونديال قطر تشرين الثاني 2022، وهو ما يلزم مسؤول الرياضة الأول الوزير عدنان درجال مسك ملف المنتخب الوطني لكرة القدم بمسؤولية عالية ودراسة كل ما يتعلّق به من سلوكيات ناديوية وقرارات لجان التطبيعية وقطع صلة أي مشتبه مؤثر على خيارات المدرب سريتشكو كاتانيتش مثلما يتردّد في الوسطين الإعلامي والجماهيري!

قبل ذلك، يُحتّم برنامج الأسود القادم على الوزير وقف مطاردته لهم إينما حلّوا سواء في معسكر أم مباراة ودية أم تصفيات رسمية إلا في مناسبة تتطلّب مؤازرته برفقة مسؤولي الكرة لتذليل المعوّقات التي تواجه اللاعبين والمنتخب بصورة عامة، كونه وزير الرياضة الذي يوجّه وغيره ينفّذ، يرسم سياسة واقعية تتطلّب تعيين اشخاص ما للعمل بها، أما جلوسه في المقصورة وحيداً بغياب مسؤول يوازيه بالموقع من الدولة المضيفة فهو أمر غير مقبول، ولم نرَ مثيله لبقية المنتخبات التي خاضت مبارياتها في أراضي غيرها، إلا إذا كان الحضور يرمي الى غايات بعيدة توثقها الصور الجديدة ضمن أنشطة صاحب الموقع!

لا داعٍ لكل فعّاليات التعصّب والشتائم وتصفية الحساب لمجرّد كبوة فارس أصيل غدرته الظروف التي كنّا قد توقفنا عندها ووجّهنا اصابع الاتهام للشخوص والمؤسسات وقبلهم الهيئة التطبيعية في اتحاد كرة القدم التي لم تولِ الأهمية القصوى للاجتماع مع المدرب عبر رئيس اللجنة الفنية والتطوير د.شامل كامل المطالب مع اعضاء لجنته بإعادة النظر في مهام اللجنة التي تشير المصادر المُقرّبة منها الى حِذرها من إسداء النصيحة أو إبداء المشورة للملاك التدريبي وخواء ملف المنتخب الوطني من أية تقارير تفصيلة مُتتابعة عن اللاعبين وأعضاء الملاكين الفني والإداري ومحاضر الاجتماع الدوري، بل يكتفي د.شامل بلقاء المدرب “ودّياً” في مقر إقامته بفندق وسط مدينة أربيل كلّما سنحت له الفرصة بذلك، بحكم عمله الأكاديمي في المدينة ذاتها، واستمرّت علاقة اللجنة بالمدرب على هذا المنوال منذ التعاقد معه في آب عام 2018، أي حتى في زمن رئيس لجنة المنتخبات السابق فالح موسى!

إذا كان العبور الى الدور الحاسم الذي ستجري قرعته في الأول من تموز المقبل كان مضموناً قُبيل مواجهة هونغ كونغ وتعرّضَ الى التهديد أثناء ترقب نتائج بقية المباريات، فإن طريق التأهل الى المونديال وسط منغّصات منتخبات كبيرة ومُشاكسة لن يكون سهلاً، وعلى وزير الرياضة استدعاء كل الاطراف ذات العلاقة بالمنتخب الوطني (بلا أكشن) لمكاشفتهم عمّا جرى بكل دقائق الأمور وما خُفي منها، واسباب برودة اعصاب اللاعبين - غير المعتادة - برغم ارتفاع الحرارة والرطوبة في العاصمة المنامة! ثم اتخاذ القرار النافع للمرحلة القادمة من دون انفعال يسلب الحِكمة حُسن اختيار الحلول لمأزق الأسود الفني والنفسي.

كما لابد من تقييم عناصر التشكيلة المُعتمدة من قبل المدرب، فمن غير المعقول أن لا يجد بُدلاء لمن استحقّوا تسليم فانيلاتهم لمن هُم أكفأ منهم، سيما أنه لم يختر اللاعبين بنفسه، بل وجد تشكيلاً جاهزاً بذل بعض المدربين الوطنيين جهوداً كبيرة معه في مناسبات سابقة، ولم يجتهد كاتانيتش خلال السنين الثلاث الماضية باعتماد وجوهاً جديدة وما أكثرها في الدوري، وتخبّط في تغيير أدواته في كل مباراة ما أدذى الى ضُعف الانسجام وإرباك الواجبات مع المراكز المحدّدة.

ثلاثة أشهر فقط وينطلق مشوار الدور الحاسم، وعلى الوزير درجال ورئيس الهيئة التطبيعية إياد بنيان مُراعاة مصلحة المنتخب الذي يترقب إنتهاء منافسات الدوري للمباشرة بتحضيره في برنامج استثنئائي مُدعم من الحكومة تتوفر فيه أفضل المباريات الودّية من المستوى المتقدّم بقيادة الملاك التدريبي ذاته أو إجراء تغييرات جوهرية فيه أو دعوه يتفرّغ لكتابة قصّته مع الأسود، فلن يتجرّأ أي مدرب مهما كان حجمه التضحية بسمعته ورمي تاريخه في محرقة آسيا القادمة سوى ابن البلد!