الصحة: الفطران الأسود والأخضر لا يشكلان خطورة

Sunday 20th of June 2021 10:35:29 PM ,
العدد : 4969
الصفحة : سياسية ,

 بغداد/ حسين حاتم

اكدت وزارة الصحة والبيئة، أن مرض "الفطر الأسود" لا يمثل خطورة من ناحية العدوى والانتقال، مشيرة الى انه مرض فطري وليس فايروسي.

وفيما تبين ان "الفطر الأخضر" الذي ظهر مؤخرا في الهند لا يختلف عن "الفطر الاسود" بشيء سوى التسمية والاثنان يعودان الى جنس الفطريات، دعت الى اخذ اللقاحات لتقوية المناعة والتحصين ضد الامراض والفايروسات.

وتقول عضو الفريق الطبي الإعلامي لوزارة الصحة ربى فلاح حسن في حديث لـ(المدى) إن "مرض الفطر الأسود، مرض فطري وليس فايروسيا"، مستبعدة "انتقاله من شخص الى آخر والتسبب بجائحة وبائية".

وتضيف حسن، أن "انتقال المرض في اغلب الأحيان يتم عن طريق الاتربة الزراعية والاسمدة". وتشير الى، أن "الفطر الأسود لا يمثل خطورة للذين يملكون مناعة عالية"، لافتة الى، أن "ذوي المناعة المنخفضة وأصحاب الامراض المزمنة يكونون اكثر عرضة للإصابة بالفطريات وليس بالفطر الأسود فقط".

وتلفت عضو الفريق الطبي الإعلامي لوزارة الصحة، الى أن "الفطر الأسود مرض قديم وليس له علاقة بفايروس كورونا كما يشاع في كثير من الأحيان"، موضحة، أن "بعض الأشخاص الذين أصيبوا بالفطر الأسود وكانوا مصابين بفيروس كورونا حدث ذلك نتيجة لضعف مناعتهم".

ونوهت حسن الى أنه "عند تشخيص المرض في وقت مبكر وفي بداية اعراضه، تكون نسبة الشفاء والتعافي أكثر"، مشيرة الى، أن "علاج المرض دوائي، وفي حال لم ينفع معه الدواء يتم اللجوء الى التداخل الجراحي".

ودعت ربى فلاح حسن أصحاب المناعة المنخفضة ولا سيما من لديهم امراض مزمنة، إلى "الالتزام" بالعلاج لتفادي ضعف المناعة.

وأكدت حسن "أهمية اخذ اللقاحات المضادة لـكورونا لتحصين الجسم من الامراض والفايروسات"، لافتة الى انه "حتى لو تمت الإصابة ستكون الاعراض خفيفة جدا".

وتعتقد، أن "ظهور الفطر الأخضر في الهند قبل يومين لا يختلف عن الفطر الأسود"، مشيرة الى أن "جميعها فطريات والتسميات اعلامية وليست مصطلحات طبية".

وبينت حسن أن "وزارة الصحة عملت على وضع فرق ولجان طبية خاصة لمتابعة وعلاج الحالات التي يشتبه في الإصابة بها".

بدوره، يقول مدير الصحة العامة رياض الحلفي في حديث لـ(المدى)، إن "مرض الفطر الأسود هو نتيجة ترسب فطريات بسبب ضعف المناعة".

ويضيف الحلفي، أن "الفطر الأسود موجود في العراق قبل فايروس كورونا لكن ظهوره بهذه الهالة هو بسبب تسليط الضوء عليه من قبل وسائل الاعلام"، مؤكدا انه "لا ينتقل عن طريق العدوى من انسان لآخر".

ويشير الى، ان "الفطر الأخضر وغيره من الفطريات لا يختلف عن الفطر الأسود سوى بالمسميات". وكانت دائرة صحة النجف قد اعلنت، الجمعة الماضية، وفاة مواطن بسبب مرض الفطر الأسود.

وذكرت الدائرة في بيان تلقته (المدى)، أن "حالة الوفاة التي حدثت بمرض الفطر الأسود تعود لمريض من محافظة ذي قار بعمر 56، علما حضر للعلاج في مركز النجف للعلوم العصبية لإصابته بجلطة دماغية مع التهابات الجيوب الأنفية والعين، وهو غير مصاب بفايروس كورونا، إلا أنه يعاني من الإصابة بمرض السكري، وهو أحد مسببات الإصابة بالفطر الأسود".

وأضافت: "نود الإشارة هنا إلى أن مريضة أخرى بعمر 55، علما كانت مصابة بفايروس كورونا وأصيبت بالفطر الأسود، إلا أنها وبحمد الله تماثلت واكتسبت الشفاء التام".

وتابعت الدائرة: "نؤكد لمواطنينا الكرام كما أكدنا سابقا، أن مرض الفطر الأسود مرض غير انتقالي، وأن الفئات المعرضة للإصابة به هم الذين يكثرون من استخدام أدوية الكورتيزون والستيرويد والمضادات الحيوية بصورة عامة وذوي المناعة الضعيفة والمصابين بالأمراض المزمنة مثل السكري، وهو يحدث نتيجة التعرض لنوع من العفن موجود في التربة والنباتات والفواكه المتحللة، ويؤثر على الجيوب الأنفية والرئتين والمخ". وتوالت الأخبار في الأيام الأخيرة عن "الفطر الأسود"، حتى أن الحديث عنه تصدر مواقع التواصل الاجتماعي في العراق والسعودية ومصر ودول عربية أخرى. وانتشرت عبر التدوينات شائعات ومبالغات بشأن "الفطر الأسود". ويسمى أيضا "الفطر العفني" أو "فطر الغشاء المخاطي"، وهو عدوى نادرة جدا، تكون نتيجة للتعرض لعفن يوجد عادة في التربة والسماد الطبيعي والنباتات والفواكه والخضراوات المتحللة.

وبحسب منظمات الصحة، يؤثر "الفطر الاسود" على الجيوب الأنفية والمخ والرئتين، ويمكن أن يهدد حياة المصابين بالسكري أو المصابين بنقص المناعة الشديد، مثل مرضى السرطان أو المصابين بفايروس نقص المناعة المكتسبة "الإيدز".

أما عن حقيقة ما إذا كان وباء يتهدد العالم، وعن مقارنته بجائحة كورونا، فإن معدل انتشار الفطر الأسود لم يصل إلى الدرجة التي تجعله يوصف بالوباء، حتى في الهند نفسها. وتعرف منظمة الصحة العالمية الوباء بأنه "مرض يصيب عدة أشخاص في نفس الوقت وينتشر من شخص لآخر في بلد معين في وقت معين".

ثم يتحول "الوباء" إلى "جائحة" أو "وباء عالمي" إذا انتشر في عدد من البلدان حول العالم في ذات الوقت. وذلك هو وضع فايروس كورونا منذ 11 آذار عام 2020، وقت أعلنته منظمة الصحة العالمية جائحة أو وباء عالميا.