البصــرة.. 4 قــوائــم كبيــرة تـعـاقــب كــل مـرشحيهــا السـابقيــن و الفتح تعيد 5 من أصل 6 نواب لانتخابات الخريف

Monday 12th of July 2021 10:57:47 PM ,
العدد : 4985
الصفحة : سياسية ,

 بغداد/ تميم الحسن

قرر نصف نواب البصرة الجلوس على دكة الاحتياط في منافسات الانتخابات التشريعية المقبلة لشغل 25 مقعدا مخصصة للمحافظة في البرلمان. واستبدلت 4 كتل كبيرة في البصرة فازت بمقاعد في الدورة الماضية مثل ائتلاف النصر، كل مرشحيها السابقين وغيرتهم بدماء جديدة.

بالمقابل احتفظ تحالف الفتح، وهو رقم واحد في الانتخابات الماضية في البصرة، باغلب نوابه واعاد ترشيحهم مرة اخرى. وتظهر خريطة التنافس في البصرة وجود نحو 300 مرشح، بعضهم خاض "تحولات" سياسية وتقلب بين التحالفات. كما تظهر بين المرشحين شخصيات تطرح نفسها كمعارضة، بينهم وزير سابق، الى جانب قائد فصيل متهم بقتل مسؤولين في البصرة وناشطين. وينافس في البصرة أكثر من 70 حزبا وتحالفا وتيارا بينهم كتل جديدة، فيما أكثر من نصف القوائم هي ترشيحات فردية. والبصرة من اهم واغنى المدن العربية، حيث ترفد الميزانية لوحدها بنحو 90% من ميزانة الدولة لأنها تضم أكبر مصدر للنفط.

كما ان البصرة هي المنفذ البحري الوحيد في البلاد، واكبر ثالث محافظة بعد بغداد ونينوى، فيما تتصاعد فيها الصراعات العشائرية وسبق ان سجلت اعمال عنف وقتل ضد متظاهرين وناشطين.

دوائر البصرة

المدينة الغنية بالنفط قسمت بالانتخابات التشريعية المفترض إجراؤها في تشرين الاول المقبل الى 6 دوائر. وخصصت للدائرة رقم 2، وهي الاكبر بين الدوائر الست، 5 مقاعد ورشح عنها 51 مرشحاً، فيما الدائرة رقم واحد خصصت لها ايضا 5 مقاعد لكن رشح عنها 39 مرشحاً فقط. اما الدوائر 3، 4، و5، فقد خصصت لكل منها 4 مقاعد، ورشح في الاولى 4، والثانية 48، والثالثة 29 مرشحا، وهي اقل الدوائر من حيث عدد المتنافسين. والدائرة الاخيرة التي حملت الرقم 6، فقد خصصت لها اقل مقاعد، وهي 3 مقاعد فقط، لكن عدد مرشحيها بلغ 36 مرشحاً. ويبلغ مجموع المتنافسين في البصرة 234 مرشحاً على 25 مقعدا، وهو نحو نصف عدد المرشحين في الدورة الماضية، حيث بلغ عددهم 595 مرشحاً.

كتلة المحافظ

تظهر قوائم التنافس عودة 12 نائبا حاليا الى الانتخابات، على رأسهم محافظ البصرة والنائب الذي لم يؤد اليمين الدستوري اسعد العيداني. العيداني شكل تحالفا جديدا اطلقه في البصرة واشترك في عدد من المحافظات، تحت اسم تحالف تصميم. و"تصميم" نزل بثقل كبير في البصرة، حيث فاق كل القوى السياسية من حيث عدد المرشحين في البصرة، حيث رشح 17 اسما. العيداني كان قد رفض استلام كرسيه في الدورة البرلمانية الحالية، كما بقى محتفظا بمنصب المحافظ رغم محاولات عدة قوى سياسية ازاحته عن المنصب. والمحافظ هو مزيح متناقض من الانتماءات السياسية، حيث كان عضوا في المؤتمر الوطني الذي كان يتزعمه السياسي الراحل احمد الجلبي، فيما كان قبلها قد رشح مع ائتلاف دولة القانون في انتخابات 2017.

بعد استلام العيداني محافظة البصرة في 2017، اعلن تيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم، بان المحافظ هو مرشح التيار، قبل ان يحاول ان يطيح به باعتبار الموقع من حصة الحكمة.

في خضم احداث تظاهرات 2018، انقلب العيداني على رئيس ائتلاف النصر، رئيس الوزراء آنذاك، حيدر العبادي، حيث كان المحافظ قد فاز بكرسي البرلمان ضمن الائتلاف. وقفز العيداني من قارب احداث البصرة ليترك العبادي وحيدا يلاقي تداعيات اعمال العنف وحرق القنصلية الايرانية حينها، ليغازل المحافظ زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، ثم ينضم مرة خامسة الى تحالف الفتح بزعامة هادي العامري.

تحولات المرشحين

وبـ"سيناريو" مشابه قررت زهرة البجاري وهي نائبة عن البصرة وفازت في 2018 عن تيار الحكمة، ان تعيد ترشحيها مرة اخرى لكنها هذه المرة تحت اسم كتلة جديدة أنشأتها تحت اسم "حركة بلادي". البجاري وهي عضو سابق في مجلس محافظة البصرة، كانت قد انشقت عن "الحكمة" بعد ان فازت في الدورة الانتخابية الماضية، والتحقت مع تحالف الفتح.

ايضا غيرت ثورة الحلفي، وهي نائبة فائزة عن البصرة ضمن تحالف النصر، انتماءها السياسي، لترشح هذه المرة مع "العقد الوطني" الذي يتزعمه رئيس هيئة الحشد فالح الفياض، والذي انشق في 2018 عن تحالف العبادي.

كذلك غير الفائز الوحيد عن ائتلاف الوطنية بزعامة إياد علاوي في البصرة، صفاء الغانم، ترشيحه من الائتلاف الاخير الى تحالف "تقدم" بزعامة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي. وقرر فالح الخزعلي النائب عن تحالف الفتح اعادة ترشحيه، وجبار اللعيبي الذي غير ترشيحه من ائتلاف النصر الى قوى الدولة وهو تحالف جديد بين تحالف العبادي والحكيم. اما مزاحم التميمي، فقد استبدل تحالف العبادي ايضا ورشح مع تحالف مهنيون للاعمار، بزعامة وزير الاعمار السابق محمد صاحب الدراجي.

وبحسب قوائم المرشحين، فقد اعاد تحالف الفتح 5 من نوابه الـ6 في البصرة الى دائرة التنافس مرة اخرى.

خارطة التحالفات

واعاد التحالف ترشيح عامر الفايز، انتصار حسن، عبدالامير المياحي، محمد ابو الهيل، وعدي عواد (رئيس عصائب اهل الحق في البصرة)، الى جانب الخزعلي.

اما سائرون التي كانت قد حصلت على المركز الثاني في انتخابات 2018 بـ4 مقاعد، فقد منعت كل نوابها من الترشح، وابرزهم بدر الزيادي ورامي السكيني. وقدمت سائرون او "الكتلة الصدرية" وهي التسمية الجديدة للتيار التي سيخوض فيها انتخابات الخريف، 10 مرشحين.

كذلك لم يعد تحالف العبادي اي من مرشحيه الاثنين تحت اسم "تحالف النصر"، كذلك فعل تيار الحكمة بعد ان تحولت النائبة الوحيدة زهرة البجاري الى تحالف جديد. وقدم تحالف النصر في البصرة في الانتخابات المقبلة 6 مرشحين. والامر ذاته حدث مع ائتلاف الوطنية، حيث لم يقدم نائبه الوحيد الذي فاز في المدينة بانتخابات 2018، بعد ان تحول الى تحالف "تقدم". اما دولة القانون فقد اعاد خلف عبد الصمد الى الترشح، فيما كان الائتلاف قد فاز في الدورة الماضية بثلاثة مقاعد.

بالمقابل قرر نائبان اثنان سابقان العودة الى الترشح وهما رحاب نعمة، وزاهر العبادي، الى جانب عضو مجلس المحافظة السابق جواد البزوني، وزملائه في المجلس علي شداد، ونجلاء التميمي. وبلغ عدد القوى السياسية المتنافسة في البصرة 72 حزبا وتيارا، مقارنة بـ25 ائتلافا وحزبا في انتخابات 2018.

وحصلت الترشيحات الفردية في البصرة على اكثر من النصف بـ39 اسما، من بينهم مصطفى سند، وهو احد قيادي تظاهرات 2018، قبل ان يرأس خلية المتابعة في حكومة عادل عبد المهدي السابقة. ومن أبرز المرشحين في الانتخابات المقبلة وزير النقل السابق والذي يطرح نفسه كمعارض عامر عبد الجبار، الذي يقود تحالفا جديدا باسم الفاو زاخو. الى جانب ضرغام المالكي، وهو شخصية عشائرية معروفة في البصرة وداعم لتظاهرات تشرين، لكنه فاجأ الجميع حين رشح عن ائتلاف دولة القانون.

ضرغام المالكي، كان من اشد المؤيدين لفكرة "اقليم البصرة"، ومعروف ان "دولة القانون" كانت من اكثر المعارضين لهذا المشروع حين كانت في السلطة بين 2006 و2014.

"ثار الله"

اما مفاجأة الانتخابات فهي اعادة ترشيح يوسف السناوي، وهو زعيم حزب "ثار الله" المتهم بقتل متظاهرين وملاحقة ناشطين. والسناوي كان قد رشح في انتخابات 2018، لكنه لم يحصل على اي مقعد. واتهم زعيم "ثار الله"، بقتل محافظ البصرة السابق محمد مصبح الوائلي في 2012، بحسب تصريحات سابقة لشقيق الوائلي. وفي 2020 اغلق رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي مكتب "ثار الله" في البصرة - قبل ان يعود لافتتاحه بعد اسبوع- عقب اتهامات باطلاق رصاص من داخل المكتب ضد متظاهرين. وبحسب ناشطين في البصرة ان "ثار الله" كان قد رفع دعاوى قضائية ضد 16 ناشطا في المدينة بسبب تظاهرات 2018.