محمد أبو يوسف: أنشأت متحفا سينمائيا في منزلي

Wednesday 14th of July 2021 10:07:00 PM ,
العدد : 4986
الصفحة : سينما ,

متابعة المدى

محمد ابو يوسف عاشقا غريبا لفن السينما، من خلال هوايته والتي اصبحت بمرور الوقت مشروعا سينمائيا مهما، يقصده جميع المختصين بفن السينما وعشاقها في العراق .. هذا الرجل ومنذ أكثر من عقدين من الزمن وبجهود شخصية وامكانات ذاتية اسس متحفا للسينما في منزله، نعم في منزله، بسبب عدم تبني الدولة لهذا المشروع او تقديم اية مساعدة له..

يضم متحف السينما هذا عددا كبيرا من الأفيشات والبوسترات الأصلية النادرة و أشرطة الأفلام الروائية والوثائقية والمواد الفلمية الأصلية النادرة كذلك عدد من العارضات السينمائية بمختلف أحجامها وعدد من الكتب السينمائية والمجلات الفنية النادرة والمخاطبات بين ملاك دور العرض وشركات توزيع الأفلام، واشياء اخرى نادرة.. يتحدث (للمدى) عنها:

 حدّثنا أبو يوسف كيف كانت البداية؟

- بدأتُ هوايتي منذ الصغر كنت أشتري بما أحصل عليه من يومياتي، وهي قليلة فبدأت بإعلانات الصحف حيث كنتُ أجمع إعلانات دور السينما في الصحف وصور الفنانين والفنانات أوائل السبعينيات من القرن الماضي بعدها بدأت أواظب أسبوعياً على حضور فیلم سينمائي داخل دور السينما التي كانت منتشرة في بغداد بعد ذلك اقتنيت كل ما يخص السينما من أفيشات وصور ومواد فلمية حتى بعد 2003 حصلت على عارضات سينمائية حيث بيعت أغلب دور السينما وتحوّلت الى مخازن حينما بدأت السينمات تتهاوى شيئا فشيئاً، ما بين هدم وإغلاق وتحويل بعضها إلى محلات بل ومواخير. وكأن هناك حالة عداء وحان وقت الانتقام.

 لكن موجودات متحفك هذا تتطلب اموالا كبيرة كيف تصرفت ازاء ذلك؟

- موجودات المتحف هذه التي تراها، كانت في يوم ما تعادل مبلغا كبير لا طاقة لي على شرائها.. ولكن بعد الظروف التي مرت بها السينما في العراق من توقف عملية الإنتاج السينمائي، وغلق صالات العرض جميعها تقريبا.. اصبحت اجور هذه التحف في العراق زهيدة جداً.. بالإضافة الى هذه التحف لا يستطيع ان يقتنيها الكثير من الهواة، والسبب ان تأخذ حيزا كبيرا من المكان الذي توضع فيه، خاصة وأن المؤسسات السينمائية غير معنية بشرائها.. ولأن لدي مكانا كبيرا امتلأت به هذه التحف .

 وهل فتحت مؤسسات الدولة على تبني هذا المشروع، أو على الأقل تخصيص مكان ملائم لهذا المتحف من قبلها؟

- لم أوجه اي دعوة لأي جهة حكومية، فعندما تغيب المركزية بالقرار تكون النتيجة معروفة، ولا يوجد اليوم ما يشجع على المناشدة. لكن عرضت عليّ أماكن لكني لم ارغب الأخذ بها، لأنها تحد من حريتي في العمل.. مع العلم وجود الكثير من الابنية التراثية التي تمتلكها أمانة العاصمة او وزارة الثقافة العراقية.. تصلح ان تكون مكانا ملائما لهذا المتحف.

 ما مصادر هذه المقتنيات السينمائية الموجودة في متحفك عراقيا وعربيا؟

- لم يقتصر اقتناء هذه التحف على المصادر العراقية بالرغم من أهميتها.. لكني سافرتُ الى مصر مرتين للبحث عن الأقلام والصور واقتنيت عدداً من الأشرطة النادرة وبوسترات، حيث إني لا أستطيع أن أرى أي شيء نادر يخص السينما في أي مكان إلا وسارعت لشرائه من مالي الخاص.. لكن اهم ما في المتحف هو من مصادر عراقية وتخص بشكل اساس السينما العراقية؛ فبعد 2003 وكما تعرف كان الباعة يفترشون الارصفة لبيع الاشرطة الخاصة بدائرة السينما والمسرح، ودائرة الاذاعة والتلفزيون وبأسعار زهيدة .. واشتريت عدد من (الشيتات) من الموزع المعروف (حكمت فرنسيس) قبل ان يهاجر الى امريكا، وحصلت منه ايضا على اكثر من مئة فيلم سينمائي .. وقد اهداني هذا الرجل فيلما نادرا عن تتويج الملك فيصل الاول مصور بكاميرا 16 ملم وهو من انتاج بريطاني.. وحصلت كذلك على الوثائق من مخاطبات بين الموزعين العراقيين وشركة بهنا فيلم في مصر الإسكندرية، منذ منتصف الثلاثينات إلى الستينات. ومن موزعين مثل مكتب إسماعيل شريف، مكتب حبيب الملاك، مكتب روكسي، مكتب الاضروملي، مكتب الزوراء.. وغيرها.

 وما هي ابرز الموجودات في متحفك السينمائي هذا.؟

- أقتني كل شيء يتعلق بالسينما، هناك عدد كبير من الأفيشات والبوسترات الأصلية النادرة و أشرطة الأفلام الروائية والوثائقية والمواد الفلمية الأصلية النادرة كذلك عدد من العارضات السينمائية بمختلف أحجامها وعدد من الكتب السينمائية والمجلات الفنية النادرة والمخاطبات بين ملاك دور العرض وشركات توزيع الأفلام. عام 2009 إقتنيت مكائن عرض سينمائي تعود لسينما الأندلس في الناصرية نوع (فكتوريا)، وهي اربع مكائن توجد من قطعتان في العراق. ولدي نحو ستين ماكنة عرض سينمائي بينها 35 ملم و16 ملم و8 ملم.. واول ماكنة اقتنيتها (شينكو) وهي يابانية نوع بورتبل.. اما ما يخص (الورقيات)، فأنا امتلك عدد كبير من السيناريوهات لافلام سينمائية ومسلسلات قديمة.. اضافة الى فيديو خاص لوصي العراق عبدالاله والملك فيصل في هوليوود ونسخ أصلية لعدد من الافلام العراقية. والمقتنى الذي اعتز به كثيرا هو عارضة سينمائية نوع (فورود) ذات منشأ ياباني.. والتي استخدمها للعرض في منزلي. حيث صالة عرض صممتها بنفسي.. اما على صعيد الافلام فلدي فيلم (الضوء الخافت) ومدته نصف ساعة من بطولة سعاد حسني وأحمد مظهر وهو فيلم نادر.

 وماذا عن رابطة هواة السينما التي أسستها؟

- هي تجمع لعدد من محبي وهواة فن السينما ، فقد استحدثنا في البداية تجمعاً أسبوعياً كل يوم جمعة في مقهى بمنطقة الميدان في بغداد عام 2010 واستمرت لتشمل محبي السينما لتشمل من مختلف المحافظات، واقترحت تأسيس (رابطة هواة السينما) وأعجب بها جميع الهواة وشجعوني على تأسيسها وقيادتها فأصبحت منذ عام 2010 مؤسسا لها ورئيسها وهي تضم اعضاء من مختلف المحافظات.. ونشاطاتنا تنحصر في انعاش دور السينما في المجتمع فبعد إغلاق دور السينما في بغداد والمحافظات وبيع محتوياتها، قام كل واحد منا على حدة بشراء كل ما يصادفه أو يتم الإعلان عن بيعه من الأفلام وأفيشات وعارضات سينمائية على اختلاف أحجامها ونوعياتها، حيث قمنا بعمل صالة عروض سينمائية داخل منازلنا نتجمع كل أسبوع في منزل أحدنا لمشاهدة فيلم حتى أُطلق علينا مجانين السينما، وشاركنا في ابرز المهرجانات والمناسبات السينمائية ونظمنا عروضا أسبوعية في (المتحف المتجول) في شارع المتنبي في بغداد.

 ما هي مشاريعك مستقبلا.. ماذا تطمح في مشروعك السينمائي هذا؟

- لدي انا ورابطة هواة السينما مشاريع كثيرة سنعلن عنها في المستقبل.. أما طموحي في هذا المشروع ليس طموحا شخصيا، لكنه طموح للواقع السينمائي العراقي، فارى انه من الضروري ان يكون هناك متحفا سينمائيا كبيرا في العراق كما في باقي دول العالم وان يتنادى جميع المهتمين بالسينما من المؤسسات والاشخاص لإنشاء هكذا متحف.. بسب ضرورته لحفظ الذاكرة الثقافية للبلد.. واتمنى أن تعود دور السينما لسابق عهدها مثلما اتمنى أن تعود النشاطات المدرسية التي كانت ترفد الوسط الفني بمختلف المواهب وأن لا تقتصر على معاهد وكليات السينما.