متلازمات العيد فـي ميسان جعلت الأهالي حبيسي منازلهم

Sunday 25th of July 2021 10:43:52 PM ,
العدد : 4988
الصفحة : منوعات وأخيرة ,

ميسان / مهدي الساعدي
افتقدت شوارع الأحياء الشعبية في مدينة العمارة الى الحركة كعادتها في مثل هذا اليوم وهي تعج بالمارة وتنشط فيها الحركة وكأن يوما يمر دون الاكتراث الى أحداثه بيد ان مسلماته تشهد على تبادل التهاني وزيارة الاهل والاصدقاء ورواج حركة الأطفال وهم يرتدون ملابس جميلة.
اول ايام عيد الاضحى المبارك الذي مر غريبا في أحداثه التي غلب السكون على كل مكنوناتها وطغى الصمت المطبق على تفاصيلها خلا من كل ما يرمز اليه العيد عدا بعض النساء اللواتي يطفن على بيوت الحي لتوزيع لحوم الأضاحي والتي تعود مسرعة الى دارها وكأن وحشة الطرقات تخيفها.
ارتفاع معدلات درجات الحرارة والرطوبة وتذبذب وانقطاع التيار الكهربائي وارتفاع نسبة الاصابات بفايروس كورونا أصبحت متلازمة عيد الاضحى في المحافظة لهذا العام فكانت العلامة الفارقة الأكبر في عمر المدينة التي تغفو على تفرع الانهار.
ابو ناصر احد سكنة الاحياء الشعبية في مدينة العمارة يقول "انا جالس من الصباح الباكر على باب الدار منتظرا احد المارة من أبناء الحي لأعايده بسبب الاحراج الذي يتسبب به الزائر للبيوت نتيجة انقطاع الكهرباء وتفشي الفايروس وفي العادة اكون قد مررت على بيوت الحي ملقيا عليهم تحايا العيد ولكن وللاسف لم يكن باليد حيلة". الحرارة المرهقة والمصحوبة بموجة رطوبة عالية ما ان امتزجا حتى ولدا جوا خانقا يكون الملاذ منه في المنازل لم يكونا المانع الأوحد لخروج الناس بل كانت (الكورونا) ضيفا ثقيل الظل على المجتمعات بأجمعها ومنها المجتمع الميساني.
"أولادي منعوني من زيارة او استقبال احد خشية ان اصاب بالكورونا وكما قالوا لي اني مصابة بأمراض مزمنة وليست لدي مناعة"، تقول الحاجة ام شاكر وهي تلف (فوطتها) على انفها وتواصل بالقول "اول مرة في حياتي أرى العيد بهذا الشكل الموحش، الى اين وصلنا وماذا فعلنا ليكون عيدنا ليس له أي طعم" تقول وهي تحوقل بأعلى صوتها. تذبذب وانقطاع التيار الكهربائي تزامنا مع موجة الحرارة والرطوبة وعزوف مشغلي أصحاب المولدات الأهلية عن التشغيل بحجة الجدول او الوقت ولدت حالة من الاحراج لتلقي ضيوف العيد هي الاخرى. يقول ميثم سلمان "مع هذا الحر الشديد وانقطاع التيار الكهربائي يستحيل استقبال احد الضيوف فالاحراج سيد الموقف والجميع يعي تلك الحالة لذا التزم الغالبية بيوتهم واصبحت اغلب التهاني عن طريق الاتصال بالهاتف". أطفال فقط تجمهروا على المحال الصغيرة وتجمع غيرهم تحت ظلال الصباح وكان ارتفاع شمس الضحى اللاهبة كفيل بتفرقهم.
لوحة كان عنوانها مر عيد الاضحى ولم تشاهد مباهجه على أبواب دور الحي وكانت باستقباله متلازمة مرعبة فقرر استعجال الرحيل عله يجد في عامه القادم مباهجه التي هربت على حين غرة.