مهاجمو عزاء يثرب أقل من 5 مسلحين والبلدة يحطيها 3 آلاف عنصر أمني وعسكري

Saturday 31st of July 2021 11:10:58 PM ,
العدد : 4992 (نسخة الكترونية)
الصفحة : سياسية ,

 هجوم البو جيلي استمر نصف ساعة قبل أن ينسحب المسلحون بأريحية

 بغداد/ تميم الحسن

شن تنظيم "داعش" في اوقات متقاربة عدة هجمات بـ"سيناريو متشابه" في مناطق شمالي وغربي البلاد، اوقعت نحو 40 بين قتيل وجريح. الهجمات نفذت في مناطق شهدت حوادث مروعة قبل عدة اشهر، فيما تسيطر على بعضها فصائل مسلحة، واخرى فيها عدد كثيف من القوات الامنية.

وتأتي هذه الحوادث بالتزامن مع اعلان اقتراب انسحاب القوات الامريكية من البلاد، وشن "داعش" هجمات داخل بغداد اوقعت اكثر من 30 قتيلا.

حيث لاتزال الحكومة والقيادات الامنية تؤكد استمرار حاجة دعم القوات الامريكية لبناء الاجهزة العسكرية المحلية، بينما تتوعد فصائل مسلحة بمهاجمة تلك القوات مهما كان شكلها حتى وان كانت بصفة مستشارين".

والاسبوع الماضي، اعلنت بغداد بعد زيارة اجراها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الى الولايات المتحدة، انتهاء مهمة القوات الامريكية "القتالية" في البلاد نهاية العام الحالي، لكن مراقبين ونواب يعتقدون ان الامر متسرع وقد يأتي بكوارث على البلاد.

عزاء أقارب القاضي

اثناء ذلك فاجأ عدد من المسلحين المعزين في مجلس عزاء في جنوبي صلاح الدين، لقريب قاض في محكمة التمييز، وقتل واصيب بالهجوم 31 من الحضور بينهم عناصر دورية شرطة بالكامل، احدهم برتبة نقيب.

مسؤول محلي كان من بين الحاضرين، روى لـ(المدى) ماجرى بالتفصيل، وقال ان "الحادث جرى في مساء يوم الجمعة، وكان عدد المهاجمين لا يزيد عن 5 اشخاص". بدأ الامر حين اطلق رصاص عشوائي من اسلحة رشاشة على دورية شرطة كانت تحمي مجلس عزاء ابن اخ القاضي احمد علي العزاوي (قاضي في محكمة التمييز) في قرية البو جيلي بناحية يثرب. واضاف المسؤول المحلي :"اثناء مشاغلة الدورية كان قناصة تحصنوا في هياكل بيوت فارغة بدؤوا بضرب المتواجدين"، مبينا ان الحصيلة النهائية للضحايا بلغت "8 شهداء و23 جريحا". ووفق المسؤول ان عناصر الدورية الاربعة قتلوا جميعهم بينهم النقيب فواز الاحبابي، فيما هرب المسلحون بعد الهجوم الذي استمر نصف ساعة.

واشار المسؤول الى ان "اقرب نقطة عسكرية كانت تبعد نحو 2كم عن الحادث"، لافتا الى ان "طريقة معالجة الهجوم كانت فوضوية ولم يقم احد من القوات الامنية التي جاءت متأخرة بالالتفاف حول البيوت او البساتين لمحاصرة المهاجمين".

إجراءات بعد الهجوم

انتهى الهجوم وغادر المسلحون وشيع السكان ضحاياهم في الفجر، وجاءت القوات الامنية في الصباح وقطعت الطرق وقيدت حركة السكان.

المسؤول المحلي الذي طلب عدم نشر اسمه انتقد تلك الاجراءات التي قال بانها "تضر المواطن البسيط ولا تمنع تحرك المسلحين".

واضاف ان ناحية يثرب "محاطة بقرى آمنة وهناك 3 آلاف عنصر امني بين جيش وشرطة وفصائل مسلحة".

ويؤكد المسؤول المحلي "عدم وجود تنسيق بين تلك القوات كما ان الفصائل لديها سلطة كبيرة وتتحكم بشكل واسع بالملف الامني". واعلنت خلية الإعلام الأمني، امس، أن وفداً أمنياً وصل إلى ناحية يثرب في محافظة صلاح الدين.

وذكر بيان للخلية أن"الهدف من زيارة الوفد الأمني هو الإطلاع ميدانياً على تفاصيل وملابسات حادث الاعتداء الإرهابي الذي حصل يوم أمس على أحد مجالس العزاء في ناحية يثرب بمحافظة صلاح الدين". وأضاف أن"نائب قائد العمليات المشتركة ،ومعاون رئيس أركان الجيش ،وعدداً من كبار الضباط من وزارة الدفاع، وقيادة العمليات المشتركة، وصلوا الى محل الحادث".

وقبل 10 اشهر هاجم مسلحون يعتقد انهم تابعين لتنظيم "داعش" القرية نفسها، وقتلوا الشرطي محمد العزاوي، ثم فجروا منزل شقيقه النقيب احمد العزاوي بالعبوات الناسفة.

بدوره يقول نائب رئيس مجلس محافظة صلاح الدين احمد ناظم العزاوي ان "يثرب تواجه هجمات متكررة منذ عام 2017". واكد العزاوي في مقطع فيديو نشره على "فيسبوك" ان نحو 50 الف شخص يسكن في الناحية "ليس بينهم ولاشخص واحد منتسب في الحشد العشائري". ويقوم اغلب السكان باعمال امنية "تطوعية"، حيث يجلبون السلاح من منازلهم ويتقاسمون واجبات الحماية فيما بينهم.

ويدعو العزاوي الحكومة الى "تطويع 300 من ابناء يثرب اسوة بباقي المناطق المحيطة لحماية امن الناحية".

وكانت يثرب قد تعرضت قبل 8 اشهر الى هجوم مماثل، شنه مسلحون في منطقة المزاريع التابعة للناحية على منزل العقيد في الجيش بهلول المزروعي، وقتلوا وأصابوا 3 من أقاربه.

منطقة حرام

ويثرب التي عاد اليها بشكل حذر عدد من السكان، بعد موجات عنف جرت بين بعض العشائر، عقب عمليات التحرير من سيطرة "داعش"، مازالت هناك هواجس تجدد الاشتباكات، حيث تضع القوات الامنية "منطقة حرام" فاصلة بين العشائر السنية والشيعية بمسافة 300 كم. ويصف السكان هناك الذين تواصلت معهم (المدى) الاجراءات الامنية في يثرب بانها "اشد من إجراءات المنطقة الخضراء"، حيث يحمل سكان يثرب هويات تعريفية خاصة (باج) تمنحهم حق الدخول الى المدينة. كما لا تسمح القوات الامنية بدخول اي زائر من خارج يثرب الا بعد الاتصال بالشخص الذي ينوي زيارته والتأكد منه. وتحير تلك الإجراءات السكان في كيف يمكن للمسلحين ان يمروا رغم الإغلاق الشديد، كما كانت قوة من "سوات" التابعة لوزارة الداخلية قد وصلت قبل عدة اشهر الى يثرب، بعد مقتل مدنيين اثنين في حديقة المنزل الامامية، وبعد ايام من تعرض منزل عناد العزاوي رئيس الناحية السابق الى رشقات رصاص، دون إصابات.

ولايستبعد السكان ان تكون مجاميع مسلحة "غير داعش"، متورطة في تلك الهجمات، كما حدث في "مجزرة الفرحاتية" العام الماضي، التي اسفرت عن مقتل 8 أشخاص من ابناء تلك البلدة واختطاف 4 آخرين عثر على جثثهم بعد ذلك، على اثر هجوم شنه مسلحون مجهولون.

هجمات في ديالى والأنبار

وفي الليلة نفسها كان "داعش" قد شن هجوما بـ"سيناريو" مماثل بقرية في شمال شرقي ديالى، وقتل 4 بينهم عسكريون. وبحسب المصادر في جلولاء شمال شرقي ديالى اكدت لـ(المدى) ان "مسلحين مجهولين فتحوا النار على نقطة تفتيش في منطقة حلوان في اطراف الناحية". وتصادف مرور عجلة اسعاف مع الهجوم حيث قتل احد تقنيي التحليلات في مستشفى جلولاء كان داخل العجلة، بالاضافة الى 3 من عناصر النقطة الامنية. وفي مطلع العام الحالي، هاجم مسلحون منطقة حلوان 3 مرات، فيما وصف مسؤولون هناك مايجري في القرية بانه "نزيف مستمر للدماء".

وتقع هذه القرى في المناطق المعروفة بـالمتنازع عليها بين بغداد واقليم كردستان، فيما التنسيق الامني مازال في مراحله الاولى بين الطرفين للسيطرة على المساحات الفارغة.

وبعد ساعات من الهجوم الاخير، اقتحم مسلحون منطقة العكبة في هيت، غربي الانبار واعدموا 3 اشخاص من منزل واحد. وبحسب مصادر في الانبار اكدت لـ(المدى) ان "المسلحين قتلوا منتسبا امنيا بعد هجوم على منزله في العكبة، كما قتلوا والده وشقيقه". وفي آب 2020، قتل مسلحون مجهولون العميد في الجيش احمد اللامي وملازم كان برفقته واصابوا عسكريين اثنين اثناء تفقدهم سيطرة العكبة.