بعد مرور 20 عاماً على أحداث 11 أيلول .. هكذا أرّخت هوليوود للكارثة

Saturday 11th of September 2021 11:01:14 PM ,
العدد : 5021
الصفحة : منوعات وأخيرة ,

 متابعة المدى

في التسعينيات من القرن الماضي، شاهد محبو السينما البرجين على الشاشة الكبيرة يدمران بشكل درامي في 3 أفلام مختلفة؛ هي "يوم الاستقلال" و"ديب إمباكت/تأثير عميق" و"أرماغيدون" ولكن لم يتخيل العالم أن ينقلب الخيال إلى هذه الحقيقة المروعة التي أثرت على ملايين الناس بمن فيهم صناع الأفلام، فظهر انهيار البرجين في أعمال سينمائية مختلفة سواء كان في الخلفية أو الحدث الرئيس.

أثر سقوط البرجين بشكل مباشر للغاية على الأعمال السينمائية، فقد كانا معلمين مهمين بنيويورك، ظهرا في العديد من الأفلام السينمائية وحتى في الملصقات الإعلانية الخاصة بها، ولذلك تم حذفهما بشكل سريع من داخل أفلام مختلفة وملصقاتها، منها فيلم "الصدفة" و"زولاندر"، وهي أفلام كانت ستعرض بعد فترة قريبة من الحادثة، بينما عادت أفلام أخرى إلى غرفة المونتاج لتغييرات أكثر جذرية. وظل البرجان من المواضيع التي يتم تناولها بحساسية شديدة لفترة من الوقت، حيث توقفت مشاريع إنتاجية وتمت إعادة النظر فيها للتأكد من كونها لن تؤذي مشاعر المشاهدين وتذكرهم بالحادث المأساوي، ولكن بدأت في الظهور بكل طفيف في أعمال سينمائية بعد عام تقريبا، وكان من أوائل هذه الأفلام "الساعة 25" للمخرج سبايك لي، الذي تناول قصة شخص متهم بالاتجار بالمخدرات يقضي ليلته الأخيرة خارج السجن، مع أحد المشاهد على مقربة من مكان سقوط البرجين. ومن أشهر هذه الأفلام "بصوت عال للغاية وقريب بشكل لا يصدق"، إنتاج 2011 وإخراج ستيفن دالدري، وبطولة توم هانكس وساندرا بولوك، وتوماس هورن، والذي دارت أحداثه حول الصبي أوسكار الذي فقد والده خلال أحداث 11 سبتمبر/أيلول، ويقوم كل يوم بتتبع المسارات التي خطى فيها الأب قبل الحادثة، مع استعادة علاقتهما عبر الفلاش باك. وقد حقق الفيلم نجاحا تجاريا معقولا، وترشح لجائزتي أوسكار منها أفضل فيلم وأفضل ممثل مساعد. الفقد المروع ظهر مرة أخرى في فيلم "رين أوفر مي" إنتاج 2007، إخراج مايك بيندر، وبطولة آدم ساندلر ودون شيدل، والذي يدور حول معاناة رجل فقد زوجته وابنته خلال هجمات "11 سبتمبر"، وعدم قدرته على تجاوز هذا الحزن، ومحاولات صديقه مساعدته، وحاز الفيلم على إعجاب النقاد، مع إشادات خاصة لأداء ساندلر لدور البطولة. بعد مرور بعض السنوات بدأت الأفلام السينمائية تستخدم سقوط البرجين بوصفه حدثا رئيسا، منها فيلم "يونايتد 93" إنتاج 2006 وهو خليط من الأفلام الروائية والتسجيلية أو ما يدعى "دوكيودراما"، تناول فيها المخرج بول جرينجراس التفاصيل التي حدثت في الطائرة المختطفة قبل ارتطامها بالبرجين، واستخدم خلاله شهادات أهالي الضحايا الذين كانوا على متن الطائرة، وعُرض لأول مرة في مهرجان "تريبيكا" السينمائي، حيث حاز على إعجاب النقاد، مع ترشيح لجائزة أوسكار أفضل مخرج، وتم التبرع بإيرادات أول 3 أيام من عرضه لإقامة نصب تذكاري للركاب المتوفين.

بعد مرور 20 عاما على أحداث "11 ايلول" لا تزال آثارها موجودة على العالم، كما لا تزال ظاهرة في السينما، سواء الأميركية أو غيرها، كحدث غيّر مسار التاريخ.