في ذكرى رحيله الـ 54 .. الشريف محي الدين مؤسس مدرسة العود العراقية

Tuesday 14th of September 2021 11:52:10 PM ,
العدد : 5024
الصفحة : منوعات وأخيرة ,

قحطان جاسم جواد

يعد الشريف محيي الدين حيدر من أبرز عازفي الموسيقى العراقية والعربية، وله الفضل بتطوير آلة العود ومناهجه وإطلاق تسميات جديدة للسلم الموسيقي. كما نجح في تأسيس طريقة جديدة في العزف على العود تبتعد عن المدرسة المصرية واللبنانية، وأطلق أسماء مبتكرة على السلم الأوروبي للموسيقى، وما زالت آثاره الموسيقية تدرس في المعاهد، وهو مؤسس أول معهد موسيقي في العراق.

ولد محيي الدين حيدر في إسطنبول سنة 1892 ونشأ فيها، بدأ اهتمامه وميله للموسيقى في الرابعة من عمره، تعلم العزف بنفسه في سن السابعة، من خلال تأثره بالاستماع إلى كبار الموسيقيين، الذين كانوا يحضرون إلى قصر والده.

ووضع محيي الدين كتابا عن العود وتعليمه، هو الأصعب في تاريخ الموسيقى، واعتمده في منهاج معهد الموسيقى في العراق الذي أسسه عام 1936 بتكليف من الحكومة العراقية، وهو ثاني معهد موسيقي في الوطن العربي، بعد معهد الموسيقى في مصر الذي تأسس عام 1914. وإضافة إلى عمله كمدير ومؤسس للمعهد، كان يدرس الطلبة آلتي العود والتشلو.

وتتلمذ على يده كبار الموسيقيين العراقيين مثل جميل ومنير بشير وسركيس أوشو وسلمان شكر وغانم حداد والشاعرة نازك الملائكة والعازفة العراقية الشهيرة بياتريس أوهانسيان، وعلي الإمام وسالم عبد الكريم.

ويشير الناقد ستار الناصر إلى أن عزف الشريف حيدر نابع من أفكار عميقة في الموسيقى، والمحلل لموسيقاه يدرك الحس الفني الصادق والفكرة العميقة والمرهفة، وهو عازف عود متميز بأسلوبه، لأنه يمتلك قدرة على استخدام يديه اليسرى واليمنى بالمستوى نفسه وبدقة عالية.

من جهته، يؤكد الموسيقار أحمد المختار أن موسيقى الشريف حيدر تتسم بالعمق الروحي والتعبيري الجميل القادر على إنعاش الذهن والحواس، وخلق آفاقا لأفكار جديدة. ويضيف المختار أن أعمال حيدر قريبة من ذوق المستمع، وتعكس بصدق وضع الفنان الذي يتوق إلى التحرر من سلطة الأسلوب الكلاسيكي، رغم أنه استخدم قوالب الموسيقى القديمة أحيانا لكن بمحتوى حداثي.

أما الباحث الفني الدكتور حبيب ظاهر العباس، مؤلف كتاب "الشريف محيي الدين حيدر وتلامذته"، فيقول إن حيدر أثبت أن آلة العود تستطيع القيام بدور تعبيري عميق، وجعل تقاسيم العود قادرة على تخطي الحدود التطريبية إلى آفاق التعبير.

في حين أشار الموسيقار العراقي سامي نسيم في حديثه إلى أن حيدر أحدث انعطافة كبيرة في مسيرة العود العراقي من خلال ريادته بالتجديد، الذي أحدث انقلابا نوعيا جديدا بتقنيات العود، وكان له ذلك من خلال دراسته المستفيضة لآلة الفيولنسيل (التشلو)، وتمكنه من نقل تقنياتها لآلة العود.

أما الناقد الموسيقي كمال لطيف سالم فيقول إن تأثير الشريف محيي الدين على الموسيقى العراقية كان كبيرا من خلال تلامذته الموسيقيين البارزين سلمان شكر والأخوين جميل ومنير بشير، وهم من أسس مدرسة العود العراقية.