الحلف الامريكي الجديد يثير مخاوف أوربا ويدفع فرنسا لخطوة إستثنائية

Saturday 18th of September 2021 12:27:49 PM ,
العدد : 5025
الصفحة : اخبار وتقارير ,

متابعة/المدى

تتعاظم التداعيات الناجمة عن الاعلان الامريكي غير المتوقع لحلف أمني جديد بإسم  AUKUS  يضم الولايات المتحدة وبريطانيا واستراليا، والذي كانت اول نتائجه فسخ عقد فرنسي ضخم لبيع غواصات الى استراليا ودخل الاوربيون على خط الازمة وبدأوا يحضرون خطواتهم اللاحقة للتعامل مع الحلف الجديد.

واستدعت فرنسا، في خطوة استثنائية سفيريها لدى الولايات المتحدة وأستراليا، وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، إنه بناء على طلب رئيس الجمهورية، قررت على الفور استدعاء سفيرينا لدى الولايات المتحدة وأستراليا إلى باريس للتشاور، موضحا أن هذا القرار الاستثنائي تبرره الخطورة الاستثنائية للإعلانات الصادرة في 15 ايلول من قبل أستراليا والولايات المتحدة، والتي اعتبرها "انتهاكًا خطيرًا للثقة".

وقال لودريان إن الشراكة بين الولايات المتحدة وأستراليا، والتي ستؤدي إلى التخلي عن اتفاقية سابقة بين أستراليا وفرنسا، تشكل "سلوكًا غير مقبول بين الحلفاء والشركاء، وتؤثر عواقبه على مفهومنا ذاته لتحالفاتنا وشراكاتنا وأهمية منطقة المحيطين الهندي والهادئ لأوروبا".

بينما قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس مساء أمس الجمعة، على تويتر "لقد كنا على اتصال وثيق مع حلفائنا الفرنسيين" و"نأمل أن نتمكن من مواصلة نقاشنا حول هذا الموضوع على مستوى عال في الأيام المقبلة، بما في ذلك في الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل" في نيويورك. وأضاف أنه "يتفهم موقف" الفرنسيين، مؤكدا أنه أحيط علماً بقرار باريس غير المسبوق استدعاء سفيرها في الولايات المتحدة "للتشاور".

وسيكون وزيرا الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والفرنسي جان إيف لودريان في نيويورك الأسبوع المقبل لحضور الاجتماع السنوي للأمم المتحدة.

وألغت الحكومة الفرنسية حفل استقبال كان مقررا الجمعة في واشنطن بمناسبة ذكرى معركة بحرية حاسمة في حرب الاستقلال الأمريكية توجت بانتصار الأسطول الفرنسي على الأسطول البريطاني في 5 أيلول 1781.

ومساء الأربعاء أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن إطلاق شراكة استراتيجية مع المملكة المتحدة وأستراليا، تتضمن تزويد كانبيرا غواصات أمريكية تعمل بالدفع النووي، ما أخرج عمليا الفرنسيين من اللعبة.

ورد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان وقتها بالقول إن "هذا القرار الأحادي، والمباغت يشبه كثيرا ما كان يفعله (الرئيس الأمريكي السابق دونالد) ترامب".

   ولم يخف الوزير الفرنسي "غضبه" و"استياءه" إزاء ما حصل.

  وتابع لودريان "لا تجري الأمور على هذا النحو بين الحلفاء"، وهو كان قد شارك في المفاوضات التي أفضت إلى "صفقة العصر" حينما كان وزيرا للدفاع في العام 2016، منددا بسياسة الأمر الواقع الأمريكية، وتاليا الأسترالية، في ظل غياب أي تشاور مسبق.

وفي سياق الاحداث أعلنت وزيرة الدفاع الألمانية أنيغريت كرامب كارينباور، أنها تنوي اقتراح خطة لإنشاء القوات الأوروبية للرد السريع.

وقالت الوزيرة في حديثها لصحيفة "فرانكفورت زيتونغ" الألمانية، إنه لا يعني أنه يجب علينا الانفصال عن الأمريكيين. يمكن أن تظهر هناك حالات عندما ستكون لدينا مصالح أخرى، بما في ذلك داخل حلف الناتو. ويجب أن نعرف كيفية العمل بأنفسنا".

  وذكر مصدر فرنسي مطلع على الملف أن الأوروبيين تكوّنت لديهم فكرة "واضحة بالقدر الكافي" عن نظرة واشنطن لحلفائها.

   وقال مدير المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية توما غومار إن "هذا الأمر يؤكد أن الولايات المتحدة تتوقع من حلفائها أن ينصاعوا، ولا تعتمد نهجا تشاوريا".

   وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في تصريح ان "الوقت قد حان لكي يسرّع الاتحاد الأوروبي" الوتيرة من أجل "الدفاع عن نفسه في مواجهة الهجمات الإلكترونية، والتحرّك حيث لا وجود لحلف شمال الأطلسي والأمم المتحدة ومعالجة الأزمات في الوقت المناسب".

من جهته، قال مسؤول السياسة الخارجيّة في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل خلال عرض استراتيجية الاتحاد الأوروبي للتعاون في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، إنّ "اتفاقاً من هذا النوع لم يجرِ إعداده أمس الأول، وهذا يستغرق وقتاً".

وأضاف قائلاً: "لكنّنا لم يتمّ إبلاغنا، ولم تتمّ استشارتنا، نحن نشجب ذلك".

وقال المتحدث باسم بوريل، بيتر ستانو، إنه سيتمّ إجراء تحليل للوضع ولتداعيات هذا التحالف، مشيراً إلى الاجتماع المقبل لوزراء خارجيّة الاتحاد الأوربي، المقرّر عقده في 18 تشرين الأول في لوكسمبورغ.

كما أكد المتحدّث أن الاتحاد لم يتبلّغ مسبقاً بالشراكة العسكرية الجديدة بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا، ما يثير مخاوف في أوروبا من نهج إقصائي لدى واشنطن.