لا يزال يحافظ على تراثه.. مقهى في كربلاء يمنع الإنترنت والأرجيلة

Saturday 18th of September 2021 11:31:42 PM ,
العدد : 5026
الصفحة : منوعات وأخيرة ,

علي لفته سعيد

مقهى السيد مجيد وسط مدينة كربلاء جنوب بغداد، يقع في منطقة البارودي التي تعجّ بالمقاهي والمطاعم الشعبية والفنادق، ولكن ما يميزه ليس قدمه أو الشاي الذي يقدمه فقط، بل إصرار مالكيه على منع لعب الدومينو والنرد وحظر الأرجيلة، كما لا يوفر الإنترنت.

ويمتاز المقهى بكونه قديم أنشئ قبل أكثر من 70 عاما ولا يزال يحافظ حتى الآن على شكل أرائكه الخشبية القديمة ولم يتحوّل إلى مقهى على الطراز الحديث، وقد حصل على شهادة أفضل مقهى تراثي في العراق. ويحرص كبار السن والمثقفون على ارتياده، كما يمتاز برخص أسعار ما يقدمه.

يقول الباحث حسين أحمد الإمارة إن مقهى السيد مجيد يعتبر أحد أهم المقاهي في المدينة وأحد 6 مقاهي كانت في منطقة العباسية الغربية (الاسم السابق لحي البارودي)، وهي "قهوة مجيد، وقهوة عبد زيد، وقهوة محمد علي كوكا، وقهوة أبو حسون، وقهوة علي الداؤود، وقهوة حجي غايب". ويضيف إنه يعد من أقدم المقاهي في كربلاء، وكان صاحبه ذا شعبية كبيرة ورائحة شايه تحيط بمنطقة البارودي كلها. وعده من المقاهي التراثية التي حافظ عليها الأبناء لتكون واجهة تراثية تحافظ على رونق وسمعة وشاي المقهى.

مقهى مجيد حصل على جوائز عديدة من خلال مشاركته في مهرجانات تقيمها رابطة المقاهي التراثية، ومنها جائزة تقديرية من مهرجان مسابقة المقاهي التراثية الذي أقيم في مدينة كفري بالسليمانية في إقليم كردستان العراق، والجائزة الأولى كأفضل مقهى في محافظة كربلاء في مهرجان التراث العراقي. يقول أحمد مجيد -ابن صاحب مؤسس المقهى والذي استلم إدارته بعد رحيل والده عام 2007- إن المقهى كان عبارة عن جرداغ (المكان المصنوع من القصب) ويتكون من مقهى بسيط يقدّم الشاي على الفحم، وفيه حديقة خلفية تكون لاستراحة الروّاد، ولكنها تحوّلت بعد ذلك إلى مقهى بأرائك من الخيزران ثم الخشب والتي لا تزال على حالها ولم تتغيّر.

ويؤكد أحمد أن المقهى يعد من المقاهي التراثية، حيث تم الحفاظ على بنائه وأدواته القديمة إلى جانب أسلوبه الأصيل في طريقة عمل الشاي الذي تختلف عن أي شاي يقدّم في أماكن أخرى. وعمّا يميز المقهى في الزمن الراهن، يقول إنه تم منع لعبة الدومينو والطاولة وأيّة لعبة أخرى، مثلما يمنع تقديم الأرجيلة، إلى جانب عدم توفير خدمة الإنترنت، معتبرا أن الهدف من ذلك "أن لا تكون الجلسة للمجتمعين في المقهى ميّتة". وتابع أن النقاشات في المقهى بين الرواد تشمل المواضيع التي تهم المجتمع، مؤكدا على أنه يمنع التنابز والطائفية والتفرقة وما يخلّ بالعادات.